الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حرف ومهن

حرف ومهن
12 يونيو 2008 02:05
الطحن بالرحى: طحن الحبوب كان يعد عملا منزليا خاصا، لكن في البيوت الكبيرة كان يستعان ببعض النسوة والفتيات للمساعدة في الطحن مقابل أجر مادي أو مقايضة، وكانت الرحى المستخدمة تقليدية تصنع في المناطق الجبلية في رأس الخيمة ودبا· مثل شعبي لي يطيح من الشارب··· يحت في اللحية معناه: يضرب هذا المثل للدلالة على أن تبادل المنفعة بين الأخلاء والإخوان إنما هي خصلة حميدة، ويشبهونها بسقوط الشعرة الصغيرة الخفيفة من الشارب ووقوعها على اللحية، كناية عن قرب المسافة والتشابه في الحال· كلمات دخيلة نَوَا: تعني جديد، وأصلها كلمة إنجليزية وتلفظ في الأصل تلفظ نِيو New· حكاية شعبية سالم وطويل القامة كان هناك سلطان خبيث، كان ذا مال وقوة ولم يكن لديه أولاد وبعد سنوات حملت زوجته وأنجبت طفلة جميلة، فرح بها، وفي ليلة ولادتها حلم السلطان حلماً أفزعه من نومه، فأمر جنوده بأن يجدوا ابن الحطاب ويحملوه إليه· انتشر الجنود في أرجاء البلاد يبحثون عن ابن الحطاب وبعد أيام وصلوا إلى خيمة صغيرة في إحدى الواحات فوجدوا الطفل الصغير وقد ذهب والداه يحتطبان وتركاه لوحده فأسرعوا به بعيداً عن الأنظار وقدموه إلى السلطان، فتأمل السلطان الطفل فرأى في عنقه علامة صغيره مميزة أشبه بهلال دقيق، ثم التفت إلى لفائفه البالية وقال ''كيف أسمح لهذا التعيس أن يكون في المستقبل زوجاً لابنتي'' وأمر أحد رجاله بأخذ الطفل وقتله، لكن الرجل أشفق على الطفل ولم يقتله فصنع له صندوقاً خشبياً ذا ثقوب للتهوية ووضعه فيه ورماه في النهر فوصل الصندوق بعد أن قطع مسافة طويلة إلى إحدى القرى· رأى الطحان الصندوق فظن أن فيه كنزاً، فأخرجه من الماء، لكنه اندهش عندما رأى طفلاً جميلاً ففرح به وحمله إلى زوجته وقال لها إن هذا الطفل عطية الله· إنه منذ اليوم ولدنا وإني أسميته (سالم)· نشأ سالم في رعاية الطحان وزوجته اللذين كانا يحبانه حباً شديدا· شبّ الفتى وأصبح قوياً وسيماً عظيم الفطنة والشجاعة، وقد اعتاد أن يغطي بغترته عنقه، دون أن يعرف أحد السبب· وذات يوم خرج السلطان في رحلة صيد، يصحبه نفر من رجاله وبينما هو يطارد غزلانا وجد نفسه وحيداً في الغابة· في تلك الأثناء هبت عاصفة قوية فضل السلطان طريقه، ثم وجد نفسه أمام بيت قديم فأسرع يقرع الباب ففتح الطحان الباب واستقبل وأسرته السلطان أحسن استقبال وقدما له الطعام والشراب دون أن يعرفا أنه السلطان· وبينما كان سالم يقوم على خدمة السلطان انكشف عنقه فرأى السلطان العلامة المميزة، فعرف أن ذلك الصغير لم يقتل ففكر في كيفية التخلص منه ثانية· استدعى السلطان الطحان وزوجته وشكرهما على حسن استضافتهما وكشف لهما عن نفسه وقال لهما: ''يجب ارسال رسالة عاجلة إلى زوجتي وأريد من ابنكما أن يوصلها لي بأسرع وقت ممكن''، وافق سالم على طلب السلطان وأسرع في العاصفة ممتطيا جواده يحمل الرسالة لكن المسافة كانت بعيدة وقد أدركه الليل فوجد نفسه أمام خيمة صغيرة يسكنها كهل وزوجته فأحب أن يستريح عندهما تلك الليلة· أكرم العجوز وزوجته الشاب وفرحا به فرحاً شديداً فقد ذكرهما بابنيهما الذي كان في عمره وقد اختطف قبل ستة عشر عاما· حكى الشاب لهما قصة الرسالة التي حّمله إياها السلطان، فساورتهما الشكوك إذ كانا يعرفان مكر السلطان وخبثه وعندما نام الشاب قاما بقراءة الرسالة التي كان قد كتبها السلطان لزوجته (اقتلي حامل تلك الرسالة) فقام الحطاب وزوجته وبدلا الرسالة برسالة جديدة كتبا فيها (عندما يصل إليك حامل الرسالة زوجيه ابنتنا فوراً)· استيقظ سالم مبكرا وشكر الحطاب وزوجته على استضافتهما له، واتجه إلى قصر السلطان يحمل الرسالة فقدمها إلى زوجة السلطان، ففوجئت برسالة زوجها ولكنها نفذت ما طلب منها وزوجت سالم من ابنتها ولما عاد السلطان غضب غضباً شديداً فقرر أن يقتل سالم، لكن زوجته منعته من ذلك لأن ابنتهما تحبه حباً شديداً· فكر السلطان بخطة تخلصه من سالم إلى الأبد دون أن يغضب ابنته، فاستدعى سالم وقال له يجب عليك أن تثبت للجميع أنك جدير بابنتي، فقال له سالم: أنا طوع أمرك سيدي، فقال له السلطان إن في جزيرة الظلام يعيش رجل جبار طويل القامة يهدد بلادنا، اذهب وانتزع حاجبه الأيسر ففيه سر قوته· كان السلطان يعرف أن طويل القامة جبار لم يخرج أحد من برجه حياً· ودع سالم زوجته وذهب ممتطيا جواده قاصداً جزيرة الظلام وكان عليه أولاً أن يمر ببلدين اثنين هما المعسولة والمذهوبة· مر أولاً بمملكة المعسولة، فاستقبله شيخها استقبالاً حافلاً واستضافه في قصره لما سمع عن شجاعته وعزمه لقتال طويل القامة، فقال له إن في بستان المدينة ينبوع عسل، لكنه جف ولا نعرف السبب، نزل سالم إلى البستان وراح يتأمله فقال للشيخ أن النبع الذي يزود البستان بالماء قد يبس· اعتنوا بالنبع يعود بستانكم كما كان سابقاً، شكره الشيخ وأهدته زوجة الشيخ قارورة عطر غريب إذا انتشر في الهواء منع كل رائحة سواه· ثم مر بعد ذلك ببلدة المذهوبة فاستقبله شيخها واستضافه في قصره وقال له إن في بستان القصر شجرة لوز تثمر بذهب لكن الشجرة يبست منذ حين ولا نعرف السبب، نزل الشاب إلى البستان وتفحصها، فقال له أن فأرا ضخما يسكن في شجرة اللوز يأكل جذورها اقتلوه تعود شجرتكم إلى ما كانت عليه، فشكره الشيخ وأهدته زوجته مقصاً صغيراً صامتاً لا يسمع له حس· ذهب سالم قاصدا جزيرة الظلام فوصل أخيراً إلى الشاطئ المطل على الجزيرة فرأى عجوزاً ينتظر في قاربه طلب منه أن يوصله، فقال له العجوز إن في القلعة رجلا طويل القامة لا ينجو أحد منه لكنك إن نجوت اجلب لي ورقة حريتي سوف تجدها في جيب الطويل، فأنا منذ عشرات السنين أنقل إلى الجزيرة من يرغب في العبور ولا أحد ينجو· وافق الشاب على طلب العجوز وانطلق القارب صوب الجزيرة ووصل إلى البرج وكان الليل قد أوشك على الحلول· ذهب سالم يتفقد البرج يبحث له عن مكان يتسلل فيه فوجد موضعاً مسنناً في السور ونزل من خلاله إلى البرج وراح يرش من قارورة العطر حتى لا يشم الطويل رائحته، تسلل سالم إلى البرج واختبأ وراء صخرة كبيرة، فسمع صوت أقدام الطويل تقتربان، فأخذ يرش من القارورة، ذهب الطويل لينام فانتهز سالم الفرصة وانقض عليه وقطع حاجبه دون أن يشعر الطويل مستخدما المقص الصامت ووضعه في كيس صغير وهم يريد الخروج، لكنه تذكر ورقة العجوز فعاد وأخرجها من جيب الطويل وأسرع إلى خارج القلعة وركب القارب، وسأله العجوز عن الورقة واستمهله سالم وقال له أوصلني أولاً إلى الشاطئ ثم أعطيك الورقة ولما أوصله قفز الشاب من القارب وقرأ عليه الورقة، حيث كتب فيها: لن يتحرر صاحب القارب إلا إذا وضع طاقيته على أحد الراغبين في العبور، وعند عودته مر على بلاد المذهوبة فاستقبله شيخها بترحيب عظيم واصطحبه إلى شجرة اللوز التي عادت تحمل ثمارها الذهبية، وعندما أراد المغادرة وهبه الشيخ بغلاً ضخماً محملاً بالذهب، ثم مر ببلاد المعسولة فاستقبله شيخها بترحيب عظيم واصطحبه إلى ينبوع العسل الذي عاد يتفجر بالعسل، وعندما رغب بالرحيل وهبه الشيخ بغلاً ضخماً محملاً بالذهب وجرتين من العسل· وصل سالم إلى مملكة عمه ففرح الناس بعودته سالماً وفرحت زوجته كذلك به فرحاً عظيماً، أما السلطان فقد أصيب بالذهول بقدوم زوج ابنته محملاً بالذهب والعسل بعد أن قهر طويل القامة، فسأله من أين جئت بكل هذا الذهب والعسل، فقال له سالم إنه منتشر بكثرة في أرض طويل القامة وما عليك إلا أن تطلب من العجوز صاحب القارب أن يحملك إلى البرج، هب السلطان مسرعاً ممتطياً جواده قاصداً الجزيرة، حيث كان العجوز بانتظاره ليحرره من العملاق بإلباسه الطاقية، وهكذا نصب سالم سلطانا على البلاد وعم الأمن والسعادة كافة البلاد، كذلك قام ببناء بيتين كبيرين لوالديه اللذين ربياه ووالداه الأصليين· عبد العزيز المسلّم Aziz094@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©