الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

د. عبدالباسط السيد: للروح قدرات يختفي معها حاجز الزمن المكان

د. عبدالباسط السيد: للروح قدرات يختفي معها حاجز الزمن المكان
6 أغسطس 2009 23:59
صلة الروح بالجسد أثناء المنام تختلف عنها فى حالة اليقظة، وحول رحلة الروح أثناء النوم قال د. عبدالباسط السيد، أستاذ الفيزياء الحيوية والطبية ورئيس هيئة الإعجاز العلمي للقرآن الكريم والسنة النبوية، في بحث له بعنوان «الطاقة الروحية فوائد دنيوية وأخروية» إن الله سبحانه وتعالى يبين لنا ثلاث حالات للنفس أو الروح وهي: التوفي والإمساك والإرسال، ففي المنام وحين الموت يتوفى الله الأنفس، فإن كان موتا أمسكت النفس فلا تعود لجسدها، وإن كان مناما أرسلت ثانية الى حين أجلها أي الموت. ويقول الحق -تبارك وتعالى- في كتابه الحكيم: «الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون». ويقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - لصحابته حين ناموا ففاتتهم الصلاة.. «إن الله قبض أرواحكم حيث شاء وردها حيث شاء» أخرجه البخاري. أضاف د. عبدالباسط: وهكذا ترى أمر صلة الروح بالجسد أثناء المنام تختلف تماما عن حالة اليقظة، فالله يتوفى الروح أو يقبضها في المنام، وبذلك تتحرر وتخرج من قيود الجسد التي تحد من قدرتها وإمكانياتها لتدخل حالة التوفي، وهي حالة خاصة يظهر فيها من وقت لآخر ما لتلك الروح من قدرات يختفي معها حاجز الزمن وحاجز المكان، فهي تستطيع أن تستقبل ما لا يدركه الإنسان بحواسه المعروفة الضيقة المدى وإدراكه المحدود وإمكانياته البشرية الحبيسة الزمان والمكان. فالروح جوهر يخالف في مادته جوهر البدن الأرضي الترابي، ولذلك يمكنه أن يلتقى من الأحاديث، وتظل الروح على اتصال بجسم النائم بصورة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، فتنقل اليه كل ما تلقاه، ولكن بصورة رمزية قد يصعب تأويلها في كثير من الأحيان. وعندما تصل تلك «الأحاديث» إلى الجسم فإنها تسبب انفعاله بها فيما يحدث من ازدياد النشاط الكهربائي للدماغ وإسراع النبض والتنفس وبعض الحركات غير الإرادية للعضلات والأطراف، وهذه كلها ردود فعل غريزية لتلك المؤثرات، ويمكن تسجيل ما يشابهها في حالة اليقظة إذا تعرض الانسان اليقظ إلى الانفعالات سواء كانت نتيجة لمؤثرات خارجية كحادثة أو مناقشة أو مشكلة ما، أو كانت نتيجة لمؤثرات داخلية مثل التفكير والقلق والاكتئاب وتوقع المشاكل أو الأخبار السيئة. أما «الأوامر» التي يتلقاها النائم في منامه فتأتي دائما صريحة واضحة، لأنها تأمر بعمل ما، أو باتخاذ إجراء معين، ولذلك تأتي «الأوامر» صريحة، دون رموز، كما جاء في قصة الذبح في قوله سبحانه وتعالى: «يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر» فهو أمر ونوع من أنواع الوحي من الله سبحانه وتعالى ليقضي الله أمرا كان مفعولا. وقال د. عبد الباسط: وكذلك الأمر في قصة حفر بئر زمزم على يد جد الرسول - صلى الله عليه وسلم - والرؤى لها دلالات رمزية التي تحتاج إلى تأويل ممن أعطاهم الله المقدرة على تأويل الرؤى، وأغلب الظن أن ما تلقته أم موسى كان من الأوامر الواضحة التي وردت في الرؤى وقال تعالى: «وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين» سورة القصص آية 7، فهي تعليمات واضحة صريحة لا لبس فيها ولا غموض حتى يتم تنفيذها كما هي بلا نقصان. وأكد عبدالباسط في بحثه أن روح النائم يدخل حالة التوفي فيرى ويسمع ما لا تراه ولا تسمعه العين أو الأذن أثناء اليقظة، وما لا يراه وما لا يسمعه أحد آخر غير النائم، فينطبع ما يراه وما يسمعه في ذاكرته لفترات طويلة، ويعود الروح إلى اتصاله الطبيعي بالجسد عند الاستيقاظ إلى أن يحين الأجل، حيث يقبض الروح ويمسك بالموت، فينفصل عن الجسد تماما إلى آفاق الغيب، حيث لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. تلك الآفاق والغيبيات التي لا تدركها عيوننا فتراها، وتقصر عن سماع ما فيها آذاننا، وتقف عندها أفكارنا وخيالاتنا آفاق غير محدودة، وفي هذا يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا»
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©