السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مجاملات

6 أغسطس 2009 23:54
المجاملات باتت اليوم مقبلات أي جلسة تضم أشخاصاً لا يشترط معرفتهم الطويلة ببعضهم البعض فقد يجالسك شخص عمر معرفتك به دقائق وتتجاذبان أطراف الحديث فيما بينكما فيبادرك بمجاملة يصف بها فطنتك أو بهاء طلتك أو حسن هندامك فتشعر بداخلك بأنه لا يصدقك القول فتبادره بالقول «إنك تجاملني» متأملاً أن يتوقف ذلك الشخص عن المبالغة في الإطراء وسيل المديح المنهال عليك بلا ذنب!. ربما يعتبر البعض المجاملات باباً من أبواب اللباقة في الحديث مع الآخرين، لكنني أراها باباً يفتحه ابليس لمزاولة أحب مهامه وهو الكذب والضحك على الذقون، فرحم الله امرءاً أهدى إلي عيوبي.. فالمجاملة تهدينا وهماً وكلاماً مزركشاً من دون طعم، وفي الوقت نفسه لا تقدم ولا تؤخر بل أنها تزرع في نفوسنا الغرور والنفخة الكاذبة، وتصديق كلام مبالغ فيه كل الحدود، ولعل كل منا سأل نفسه في أحد المواقف التي أمطر فيها بوابل من الغزل هل صدق ما قيل فيَ؟! إن أكثر ما يثير دهشتي واستغرابي تصديق البعض، للمجاملات التي تطلقها ألسن من حولهم مع علمهم الجيد أن ما يقال فيهم لا أساس له من الصحة، وكأنهم يخادعون أنفسهم، ويجرون وراء سراب وكلام يملؤه البطلان والزيف. ماذا لو تركنا المجاملة جانباً، والتفتنا لوصف الأشياء كما هي دون مبالغة وزيادة وإطراء لا يوافق الواقع، هل سنخسر شيئاً من آدميتنا؟ أو ننقص من تقديرنا لمن نحبهم ؟!. بالتأكيد لن يكون هناك انتقاص لقدر أحد، سألت ذات مرة صديقة لي خفيفة الدم هل تحبين أن يجاملك أحدهم، أو أن يخبرك بنقاط ضعفك فقالت لي مبتسمة «أريد أن يجاملني» فاستغربت من ردها لكنها سرعان ما علقت ضاحكة «أصلاً المجاملات تجري في عروقنا نحن العرب وأضافت: «آتيني بشعب آخر يفضل المجاملة» فسكت ووجدت أنها محقة، فلو أطريت شخصاً غير عربي ستجده يتعامل معك بطريقتين هما :إما أن ينفر من حديثك أو أن ينظر إليك باستهزاء لإيمانه بأنه لا يصدق. ريم البريكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©