الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تجعل الفتى «هب ريح» عادات الضيافة أكثر جوانب «السنع» بروزاً لليوم

تجعل الفتى «هب ريح» عادات الضيافة أكثر جوانب «السنع» بروزاً لليوم
3 مايو 2010 21:20
من أهم العادات التي يتوارثها الإماراتيون كرم الضيافة، فهذا الجانب الذي يعكس واجهتهم لضيوفهم ليس مجرد تقديم طعام وشراب، إنه طقس يصنع الرجال منذ الطفولة، واتيكيت يربون أبناءهم من خلاله على العادات الحميدة. واجبات الضيافة وعاداتها، جزء مهم من جوانب «السنع» الإماراتي، وهو مجموعة العادات والتقاليد الأصيلة التي تحكم تصرفات أبناء المجتمع كنظام خاص يتعاملون به في مختلف جوانب الحياة. يتعلم الأولاد أصول «السنع» المختلفة عبر الممارسات اليومية، ومهما كان التصرف بسيطا إلا أن طريقة التعامل معه تجعل الفتى « هب ريح» أو تحكم عليه بغضب الأهل. مثلا ما زال الأولاد الذكور يتولون فتح باب المنزل لأي طارق، ولا يمكن أن تفتح باب البيت فتاة إلا إذا كان الطارق امرأة، و بينما يصاحب الولد والده في معظم تحركاته فأن الفتاة تلازم المنزل أكثر الأحيان. ويحرص الإماراتيون على تهذيب ألفاظ أطفالهم وتعليمهم أصول الردود الصحيحة و»الرمسة الحشيمة» ، فهي مفتاح اللباقة في التعامل وأساس السنع الصحيح. إذا طرقت باب بيت إماراتي وفتح لك الباب صبي صغير مرحبا بك ليدخلك إلى صدر المجلس فلا تستغرب، لأن «سنع الضيافة « ما زال موجودا. بمجرد جلوس الضيوف، يخبر الصبي النساء لتجهيز « الفوالة»، ويعود «ليغنّم» القهوة ممسكا الدلة باليد اليسرى والفنجان باليد اليمنى حريصا على أن تكون القهوة ساخنة، ولا يرج الدلة كي لا تختلط القهوة «بالدحانة» وأن يصب الفنجان إلى النصف أو أقل ليقدمه بيد ثابتة. ويبتدئ الفتى بتقديم القهوة للكبار من الضيوف فالأصغر سنا، ثم يأخذ مكانا قصيا لا يزاحم فيه الكبار، جالسا جلسة «رياييل» بأن يجثو على ركبتيه أو يطوي رجله اليسري ليجلس فوقها بينما رجله اليمنى في وضع استعداد للنهوض « يكب ركبه». من المهم جدا أن يلح الرجل على ضيوفه بتناول وجبة الغداء أو العشاء ( التي يجب أن تكون لحما) معه، وعليهم تلبية الدعوة إلا إذا منعتهم ظروف قهرية، وإن كانت زيارتهم مسائية يلح بالمبيت عنده خوفا عليهم من مخاطر الطريق. ولأن السنع الإماراتي يقضي بأن يتناول أهل البيت الطعام بعد الضيوف، فعادة ما يحرص الضيوف على عزل بعض اللحم والأرز لأهل البيت قبل أن يبدأوا تناول الطعام. وعادة يجتمع الصغار على صحن خاص دون أن يزاحموا الضيوف الكبار، ويحرص الآباء على أن تعليمهم الأكل بأطراف الأصابع دون أن يصل أثر الطعام لباطن الكف. من المفروض أيضا أن تقدم الصينية التي تحوي رأس الذبيحة لأكبر الموجودين قدرا أو سنا، وأن ينهض الصبيان لغسل أيديهم بعد انتهاء الكبار. ويتعلم الفتى عدم مقاطعة أي حوار إلا باستئذان، ولا يتدخل في أي حديث للكبار، مبقيا عينيه على والده منتظرا منه أي إشارة «ليفز» من محله أو ليساعد ضيفا أو ليخرج من المجلس. من الذوق أيضا أن لا يدخل الشاب بيته إن كان في ضيافة أهله بعض النساء، وأن يحرص على استضافة أي رجل معهن وإن كان لا يعرفه، وأن يرسل بعض المال للضيفة إن كانت أرملة أو مسنة أو كان يعلم بحاجتها. ومن السنع والأدب المحبب للإماراتيين تضييف الأطفال الصغار من الزوار، إما بمنحهم مبالغ مالية بسيطة أو بإحضار بعض الحلويات لهم، وإذا ذهبوا في زيارة يحملون لهم بعض الحلويات والهدايا. وبرغم وجود الخدم حاليا إلا أن معظم الفتيات الإماراتيات يساعدن في ترتيب المنزل وتبخيره كل يوم بعد تناول وجبات الطعام، كما أنهن يمثلن حلقة الوصل ما بين الأم والخادمة عند وجود الضيوف، ويتكفلن بإلهاء صغار الضيوف واللعب معهم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©