تتطلع شركات صناعة السيارات لإحراز ألياف الكربون لنفس النجاح الذي حققه الألومنيوم في سيارة فورد أف 150 نصف نقل، التي قلَ وزنها بنسبة قدرها 13% وسجلت أفضل مبيعات للشركة خلال العام الماضي. وبالإضافة إلى خفة الوزن، تتميز ألياف الكربون بمتانتها وارتفاع التكلفة، ما يحصر استخدامها في الوقت الحالي على السيارات الراقية.
لكن تدل المؤشرات في ديترويت على ظهور بعض التغييرات في تعامل قطاع صناعة السيارات مع هذه المادة، حيث تسعى الشركات الأميركية على رأسها جنرال موتورز، لجعل ألياف الكربون أساسية في صناعة السيارات العامة. ويُعزى ذلك التوجه، نسبة لما يمكن أن تحدثه المادة من تغيير كبير في فئة السيارات التي تتميز بكفاءة استهلاك الوقود من خلال خفض وزنها، حيث يقل وزن ألياف الكربون عن الحديد الذي تتساوى معه في القوة، بنحو النصف أو أكثر تقريباً.
ويقول جيف أوينز، مدير قسم التقنية في شركة ديلفي أوتوموتيف العاملة في مجال تزويد مكونات السيارات:«ظلت ألياف الكربون التي تتميز بقوة كبيرة ووزن خفيف للغاية، صعبة المنال بالنسبة لقطاع السيارات».
لكن تواجه شركات صناعة السيارات تحديات كبيرة فيما يتعلق بتحويل ألياف الكربون إلى مادة ذات جدوى اقتصادية في صناعة السيارات العامة، وما إذا كان من الممكن التوصل إلى عملية تكفل إنتاج قطع من هذه الألياف بكميات كبيرة وتجارية.
وأعلنت فورد، أنها بصدد الدخول في شراكة مع داو أكسا المكونة من داو للكيماويات الأميركية وأكسا التركية، لإنتاج ألياف كربون خاصة بصناعة السيارات. كما دخلت جنرال موتورز الشركة الأم لكاديلاك، في برنامج بحث لأكثر من ثلاث سنوات بالاشتراك مع تيجين اليابانية.
وتعتبر خطوة استخدام الألياف في قطاع السيارات، من بين آخر الخطوات ضمن جملة من التغييرات النابعة من القوانين الأميركية التي تطالب شركات صناعة السيارات بتحسين معدل استهلاك الوقود من 27,5 ميل للجالون الواحد في 2012، إلى 54,5 ميل بحلول 2025.
ويبدو السؤال الموجه لشركات صناعة السيارات، ما إذا كان من الممكن أبداً اكتشاف مادة موازية من هذه الألياف، لألواح الألومنيوم التي تم طرحها في العام الماضي في سيارة فورد أف 150 الأكثر مبيعاً في أميركا الشمالية. وكانت تلك بمثابة المرة الأولى التي يستخدم فيها الألومنيوم في سوق السيارات العامة، حيث قلل ذلك من وزن السيارة بنحو 13%، بالمقارنة مع الموديل السابق.
ولا تتوقع جنرال موتورز مثلها مثل الشركات الأخرى، إمكانية التوصل لابتكار في مجال ألياف الكربون في أي وقت قريب. وترى الشركة، أن ذلك ربما تتمخض عنه عملية صناعة جديدة في غضون وقت وجيز، أو ربما وقت طويل.
وتتطلب القطع المصنوعة من ألياف الكربون عدداً كبيراً من العاملين، في حين أنها تستغرق المزيد من الوقت الذي لا يتناسب وصناعة السيارات. ويُعزى ذلك، نظراً إلى أن صناعة القطع تتم من خلال لحم ألياف الكربون بمادة الراتينج الصمغية وخلطها بشدة. ويعكف قسم البحوث في جنرال موتورز، على دراسة إمكانية التوصل لخليط من ألياف الكربون والبلاستيك، لجعل العملية الصناعية أقل تعقيداً.
نقلاً عن: فاينانشيال تايمز
عدد اليوم
