الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

من الرابح والخاسر في حرب أميركا التجارية؟

من الرابح والخاسر في حرب أميركا التجارية؟
6 ابريل 2018 10:58
شريف عادل (واشنطن) قررت الحكومة الصينية البدء في تطبيق تعريفات جمركية جديدة على 120 منتجاً تستوردها من الولايات المتحدة الأميركية، بواقع 15% إضافية على الرسوم الحالية، إضافة إلى 8 منتجات أخرى بواقع 25%، وقالت إن القيمة الإجمالية لتلك المنتجات ستصل إلى 3 مليارات دولار، في أحدث خطوات المواجهة التجارية مع الولايات المتحدة. وأعلنت وزارة التجارة الصينية أن التعريفات الجديدة بدأ العمل بها اعتباراً من الثاني من أبريل، كما أوضحت أن هذه المنتجات تشمل عدة أنواع من اللحوم، أهمها لحم الخنزير، إضافة إلى بعض أنواع الفاكهة وأنابيب الصلب. وتأتي التعريفات الصينية الجديدة كخطوة انتقامية، بعد أيامٍ قليلة من بدء الولايات المتحدة فعلياً في تطبيق التعريفات الجمركية الجديدة، أقرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على واردات الصلب والألومنيوم، مع استثناء بعض الدول، ليس من بينها الصين. وقالت الصين إن تعريفاتها الجديدة جاءت رداً على التعريفات الأميركية على واردات الصلب والألومنيوم، في إشارة إلى أنها قد تتخذ إجراءات إضافية رداً على فرض أي تعريفات جمركية أخرى على صادراتها إلى الولايات المتحدة. وقالت وزارة المالية الصينية «رفع الصين لتعريفاتها الجمركية هو إجراء مشروع، تم تبنيه في إطار قواعد منظمة التجارة العالمية لحماية مصالح الصين»، إلا أن العالم كله، بما فيه مؤيدو ترامب من أعضاء الحزب الجمهوري، يتخوفون من اندلاع حرب تجارية شاملة، تخلف الكثير من الضحايا والخسائر، وتعطل النمو الاقتصادي العالمي. تعريفات جمركية وأعلن ترامب قبل أيام فرض تعريفات جمركية جديدة على ما قيمته 50 إلى 60 مليار دولار من واردات بلاده من الصين، واختار روبرت لايثايزر، الممثل التجاري للولايات المتحدة الأميركية، أكثر من ألف فئة من المنتجات التي يمكن أن تشملها التعريفات الجديدة، والتي يُتوقع أن تكون أغلبها من أجهزة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، كما قرر ترامب فرض قيود على عمليات نقل التكنولوجيا من الولايات المتحدة الأميركية إلى الصين، وعلى عمليات الاستحواذ الصينية داخل الولايات. ويحاول ترامب بهذه الإجراءات، كما وعد خلال حملته الانتخابية، أن يقلل من العجز التجاري الذي تعاني منه الولايات المتحدة، والبالغ 566 مليار دولار في العام الماضي 2017، وبينما اعتبر ترامب أن الحروب التجارية يمكن كسبها بسهولة، فقد قال الرئيس الصيني شي جين بينج «لن يخرج أحد فائزاً في الحرب التجارية».ويرى المعارضون لفرض التعريفات التجارية الجديدة أن التعريفات التي تفرضها الولايات المتحدة على وارداتها من الصين ستمثل ضريبية إضافية على المستهلك الأميركي، الذي يشتري أجهزة الكمبيوتر والهواتف والملابس الصينية. لكن دراسة حديثة أشارت إلى أن السلع والخدمات الصينية لا تمثل أكثر من 3% من إنفاق المستهلك الأميركي، وأوضحت أن الأميركيين الأكثر فقراً سيتحملون العبء الأكبر، كونهم ينفقون نسبة أعلى من دخولهم على السلع التجارية. الاقتصاد الأميركي وقد تؤدي التعريفات إلى ارتفاع أسعار أغلب البضائع في الولايات المتحدة، من الأدوات المنزلية إلى السيارات، وهو ما قد يخفض من معدلات نمو الاقتصاد الأميركي. لكن لو تحقق ما يأمله ترامب، وساهمت التعريفات في خلق وظائف جديدة في قطاعي الصلب والألومنيوم، فسيصبح بطلاً بالنسبة لطبقة العمال الأمريكيين. وهناك العديد من السلع التي يحقق موردوها هوامش ربح عالية، تسمح لهم باستيعاب التعريفات الجديدة، دون رفع أسعار البيع، مثل المنتجات الإلكترونية والملابس. أما المستوردين الذين سيضطرون لرفع أسعارهم، لضيق هامش الربح، فقد يفقدون بعضاً من حصصهم السوقية لصالح المنافسين، كما هو الحال في صناعة السيارات وقطع غيارها. وفرضت الصين رسوماً جمركية تقدر بـ25% على لحم الخنزير، الذي تعد هي المستورد الأكبر له من الولايات المتحدة، بإجمالي قيمة تجاوزت العام الماضي 1.1 مليار دولار، وهو ما دفع مجلس منتجي لحم الخنزير الوطني الأميركي للتحذير قبل فترة من أن التعريفات الأميركية على الواردات الصينية «سيكون لها تأثير سلبي كبير على الريف الأميركي». وقال تيم رامي، المحلل في مجموعة بيفوتال ريسيرش يوم الاثنين إن الضريبة قد تتسبب في «انخفاض الطلب على إمدادات اللحوم بشكل كبير، وانخفاض أسعار لحم الخنزير، وقد يمتد الأثر إلى أسعار الدجاج واللحم البقري». ونصح رامي عملاءه ببيع سهم شركة تايسون الأميركية المتخصصة في تصنيع لحوم البقر والخنزير والدجاج. وانخفض سهم الشركة يوم الاثنين بأكثر من 7%. واعتبر محللو بنك الاستثمار مورجان ستانلي، أن الحرب التجارية بين الاقتصاديين الأكبر في العالم، ستكون مؤلمة بالنسبة للصين، لكنها لن تكون كارثية، بعد أن نجحت الصين في التخلص من اعتماد نمو اقتصادها على الصادرات وحدها، وقالوا إنه حتى لو فرض ترامب 45% رسوماً جمركية على وارداته من الصين، كما هدد قبل وصوله للبيت الأبيض، فإن الصادرات ستنخفض بنسبة 13% تقريباً، ولن ينخفض معدل نمو الناتج المحل ي الإجمالي بأكثر من 1.4%. ورغم انخفاض تأثير تلك الحرب، حال نشوبها، على مؤشر البنك للأسهم الصينية، إلا أن البنك يرى أن أسهم الشركات في مؤشره ستعاني حال نشوب حرب تجارية، لأن المستثمرين سيحاولون تنويع استثماراتهم خارج الصين. انخفاض الطلب وعلى المدى القصير، قد تتضرر الدول الموردة للصين، مثل تايوان وكوريا الجنوبية، من انخفاض الطلب على سلعها. وقد تستفيد بلدان أخرى من التعريفات المفروضة على الصين. وقد تشهد صادرات لعب الأطفال من المكسيك والملابس من مصر والأردن، طفرة في الطلب، وتشير دراسة أعدها دويتشه بنك إلى أن انخفاض الواردات الأميركية من الصين بنسبة 10% سيؤدي على الأرجح إلى ارتفاع الصادرات المكسيكية بنسبة 3% تقريبًا. وإلى حدٍ كبير، تلاشى أثر التعريفات على الصلب والألومنيوم بعد اتساع دائرة الدول التي ينوي ترامب إعفاءها، لتشمل أكبر مصدري السلعتين للولايات المتحدة، وهم الاتحاد الأوروبي والبرازيل وكوريا الجنوبية، بخلاف المكسيك وكندا. ولو فشلت مفاوضات النافتا الجارية حالياً مع المكسيك وكندا، ستصبح كندا هي أكبر خاسر بين دول العالم، من جراء تعريفات ترامب، كونها أكبر مصدر للصلب والألومنيوم للولايات المتحدة. وهددت كندا وأوروبا والصين بالانتقام إذا ما أصر ترامب على تطبيق التعريفات عليهم. وستكون إحدى أكبر أهدافهم الزراعة الأميركية، لتأكدهم من تأثيرها على القاعدة الانتخابية لترامب. وحاول المزارعون الضغط على البيت الأبيض للحفاظ على اتفاق نافتا والاتفاقات التجارية الأخرى. وتعد الصين أكبر مشترٍ لفول الصويا في العالم، كما تستورد كندا ما قيمته 25 مليار دولار من المنتجات الزراعية كل عام من الولايات المتحدة. وتعتزم أوروبا فرض رسوم انتقامية على بعض أنواع الخمور الأميركية، والتي يتم تصنيعها في ولاية كنتاكي، وتحاول أيضاً تركيز ردود أفعالها في تلك الولاية، التي من شأنها أن تكسب بعض الوظائف إذا توسعت شركة «سينشوري ألومنيوم» في عملياتها هناك بسبب التعريفات الأميركية، كونها موطن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، ما قد يزيد الضغوط على ترامب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©