الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشرف الإلكتروني!

3 مايو 2010 21:00
في عالم الثورة الرقمية، لا أحد يستطيع أن يحجّم أهمية وتأثير المكتسب الحضاري الخطير «الشبكة الإلكترونية»، ودورها الفاعل في نشر الثقافة، وتنمية المعرفة، فهي ليست قيمة ترفيهية مضافة، بل تُعد وسيلة من الوسائل المتعددة التي ساعدت البشرية على تخطّي معضلة التواصل مع العالم، والانفتاح عليه، بتفعيل الانسيابية التواصلية مع الآخر، وفي تدفق الحِزم المعلوماتية بين مستخدمي، و»متصفحي» الشبكة العنكبوتية. ? استغلال هذا «الفتح الإلكتروني»، بتلويث فضائه الافتراضي المفتوح من قبل بعض «المشعوذين» في نسجهم الأكاذيب، وبث الأراجيف، والتعدّي على حقوق الآخرين، واستباحة حرياتهم الشخصية، والمساس بشخوصهم، والتطاول والتشهير بهم، دون أي رادع أخلاقي، أو ديني، أو اجتماعي، أو «مهني»!، فإنه يدعونا إلى إعادة برمجة واستخدام هذا المكتسب الحضاري، وربما تقنينه إلى حد يكفل سلامة المستهدفين، والمستخدمين معاً، من قبل أولئك «الموتورين» الظلاميين، أو بالدفع لسن تشريع لـ»ميثاق الشرف الإلكتروني». فعلى الرغم من كل الضوابط والاتفاقيات التي تنص على ضرورة التزام الحيادية والموضوعية والنزاهة في نقل ونشر المعلومات عبر الشبكة الإلكترونية، إلاّ أن هناك من يستمرئ ذلك في تجاوزاته ضد الآخرين، ويتسرب مستغلاً تلك الوسيلة الخطيرة وتقنياتها العالية، بشكل سافر، ينم عن نفسيات جُبلت على إنكار، ورفض، وإلغاء الآخر، وأحياناً بخسه حقوقه في العمل، والاجتهاد، والتميز، وربما في الحياة أيضاً!. ? في عالم الفضاء الإلكتروني يُخيّل للمتصفح ذي العين الناقدة، والمتصفح العادي، أنّ هناك رحى حرب خفيّة تدور في فضائه، هدفها جرّ هذا الفضاء إلى جانبه السلبي المظلم، عبر مسوغات أكثر ظلامية من قِبل شرذمة، يتمترسون خلف شعارات ومانشيتات استهلاكية، أو بالضرب على عناوين «عاطفية» عريضة بغية جذب واستمالة أكبر عدد من «الجاهلين» السُذج، من غير المطلعين، أو المدركين فحوى مبثوثهم الإلكتروني ودوافعه، ومنابعه، وأهدافه!. ? قالوا: «المرء بأصغريه، لسانه وقلبه»، وكما أخبرنا رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده»، فعلينا تجنب قول الفحش، واستسهال طعن الآخرين إلكترونياً والتشهير بهم، لأنها وسيلة «تكشف» صاحبها سريعاً، وليست من الحضارة في شيء، فعلينا أن نكون أداة لنشر الخير بكل أشكاله ومضامينه، ودحر الشرّ وإثارة الفتن والأحقاد، وتجنب الأسلوب الفضائحي في إبداء آرائنا، ورؤانا، وحواراتنا، وطرح همومنا ومشاكلنا، بمنهجية حضارية ترتقي بالفرد، ولا تسقطه أسفل سافلين، وتنبذه من ملة الإنسانية قاطبة!. ? الكتابة مسؤولية إنسانية ذات بُعد حضاري، والضمير الحيّ للأمة، والأداة الأولى لتنمية المجتمعات وتنويرها، وليس لهدمها وتضليلها!، فتذكروا يا أولي الألباب.. فاطمه اللامي Esmeralda8844@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©