برلين (د ب أ)
لم تعد مشاهدة معالم الأماكن السياحية التقليدية كافية للكثير من السياح، استناداً إلى العروض التي تقدم حالياً لجذب الزوار. وإلى جانب الجولات التقليدية المعتادة في المدن وزيارة المتاحف، أصبح الاختلاط بالسكان المحليين شعبياً للغاية. ويمكن للزوار معرفة طريقة الحياة المحلية بحضور دورات الطهي، أو القيام بجولات في الشوارع بقيادة محليين ودودين.
كما أن الكثير من السياح مهتمون أيضاً بالفنون ما وراء حدود المتاحف وصالات العرض، وهنا تأتي جولات فن الشارع. وبرلين على وجه الخصوص لديها الكثير لتقدمه فيما يتعلق بفن الشارع. حتى أن المدينة ستدشن في وقت لاحق من العام الجاري متحفاً مخصصاً لهذا النوع من الفن يسمى «متحف الفن المعاصر الحضري».
كل زاوية من شوارع برلين مزينة فعلياً برسومات الجرافيتي. ولكن ليس الجميع يعتبرونها فناً، وفي الحقيقة الجرافيتي ليس دائماً فناً. ويقول ليوناردو لاكي الذي ينظم جولات لفن الشارع حول برلين منذ نحو سبع سنوات لصالح شركة (زاندمانز نيو يوروب) السياحية: «اعتبر نصف سياحي في البداية فن الشارع ليس إلا تخريباً». ولكن على مدار الجولة يبدؤون في الاعتراف بالأوجه الفنية ويبدؤون بالإعجاب بما يرونه. ويضيف كريستيان تانتسلر من وكالة (زر برلين): «الفرق بين تخريب الممتلكات والفن غالباً ما يكمن في عين الرائي».
وتطورت حركة جرافيتي جديدة بالكامل بعد سقوط جدار برلين في أواخر.1989، حيث قامت العصابات، مسلحة بعبوات رذاذ الطلاء وأقلام الجرافيتي، بنشر شعاراتها حول المدينة.
ومن حينها، أصبحت برلين في نفس المرتبة مع نيويورك ولندن بين مواقع فن الشارع الأكثر شهرة في العالم. وأشهر موقع لفن الشارع في برلين هو صالة عرض الجانب الشرقي. في 1990، ساعد 118 رساماً من نحو 24 دولة في تزيين الامتداد المتبقي الطويل من جدار برلين.
ويعتبر لاكي فن الشارع «امتداداً للعملية الكلاسيكية لمشاهدة معالم المدن». ذهب بالفعل الكثير من سياحه الذين يصل عددهم إلى 40 سائحاً يومياً في جولات عادية حول المدينة. فبالنسبة لهم، جولة فن الشارع تأتي في المرتبة الثانية أو الثالثة من قائمة اهتماماتهم.
عدد اليوم
