الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ريما عودة: خطك يكشف شخصيتك وأسراراً أخرى

ريما عودة: خطك يكشف شخصيتك وأسراراً أخرى
3 مايو 2010 20:53
بدأ الإنسان أول ما بدأ في تدوين أفكاره عبر رسم الأشياء التي يريد التعبير عنها، فإذا أراد أن يذكر شخصاً مثلا، اجتهد في رسم صورة شخص، وإذا أراد الحديث عن شجرة قام برسم شجرة وهكذا، عرف الإنسان الأول فن التصوير منذ حوالي أربعين ألف سنه تقريباً، وقبل ظهور الكتابة بأمد بعيد. بينما في العصور القديمة كانت توجد وسائل أخرى لنقل الأخبار والتعبير عن الأفكار، كضم الأشياء بعضها إلى بعض لتعطى معنى رمزياً، ثم انتقل الإنسان بعد ذلك إلى التعبير عن أفكاره باستخدام رسوم رمزية للدلالة على شيء مرتبط بها، وتلك هي أبسط صور الكتابة التي كانت شائعة في الأزمنة القديمة، ومن أشهرها الكتابة الهيروغليفية التي لا تزال آثارها باقية إلى الآن منقوشة على الآثار المصرية، ثم عندما اتسعت الحضارة وتعددت وتطورت المعاني ظهرت بعض الرسومات للدلالة على معان ليس لها صورة واضحة خارجية، فلو رسم أحدهم مثلا صورة نجمة متعلقة في حامل دل هذا على معنى الظلام، ولو رسمت ذراع مبسوطة قابضة كفها على عصا دل ذلك على القوة، وإذا رسمت يد رجل داخل فمه كانت هذه دلالة على كل نشاط للفم كالتكلم والطعام والشراب. عن تحليل الشخصية بخط اليد كان هذا اللقاء مع ريما عودة الاستشارية المختصة في تحليل الشخصية بخط اليد. للمصريين القدماء دور كبير في تطوير الخط، توضح ذلك ريما عودة قائلة «بدأوا في رسم الصور رسماً دقيقاً حتى تشبه مصوراتها تماما، فجعلوا يختصرون في رسمها، وبدلا من أن يرسموا صورة الأسد واضحة بكل تقاطيع الأسد، رسموها بالاختصار والسرعة حتى تشبهه وهكذا في سائر الرسوم، فتولد عندهم نوع آخر من الكتابة وهي الهيراطيقية والديموطيقية وكانوا يستخدمونها لفترة طويلة، وتلك كانت خطوة كبيرة نحو الكتابة الهجائية ولكنهم لم يكونوا يتهجون تلك الرسوم، فهي لم تكن بعد هجائية، وكان أول من بدأ بحروف التهجي هم الفينيقيون الذين كانوا يسكنون سواحل سوريا قبل الميلاد بأكثر من ألفي عام» . وفيما يتعلق بتحليل الشخصية من خلال الخط تذكر ريما عودة، المختصة بتحليل الشخصية بخط اليد، هذا الأمر بالقول: «يُعْرَفُ علم تحليل الشخصية ب(الفراسة أو القيافة) من خلال الخط بعلم الجرافولوجي Graphology في اللغة الإنجليزية، ويقصد بها الشكل الذي يرسم على الورق، ويعتبر علماء الجرافولوجي أن الخط هو عبارة عن قراءه للجهاز العصبي لدى الإنسان ويطلقون عليه (قراءه المخ) كما وأن الخط هو قراءه للجهاز الحركي على الورق. والمتمرس في هذا العلم يطلق عليه graphologist (جرافولوجست) أي الخبير في تحليل الرسم أو الشكل. بصمة الأصبع تؤكد عودة إنه لا يوجد شخصان في العالم بأسره يكتبان بنفس الطريقة بالضبط موضحة سبب ذلك بالقول «الخط مثل بصمة الأصابع لا يمكن أن تتطابق لدى الأشخاص المختلفين، لذا فإنه يعبر عن الشخصية الفردية والمختلفة بيئياً ووراثياً، والتي تختلف من شخص إلى آخر. لكن يمكن تحديد سلوك شخص، مثل التنبؤ بردود الأفعال السلوكية للشخص الانطوائي أو الانبساطي ولكن في ظل البيئة والظروف المحيطة به. تضيف ريما «لكن هناك ميولا للخط يمكن عن طريقها ترجيح إذا كان الكاتب كتب باليمين أو اليسار، وكذلك من الممكن أن نعرف أن الخط صادر من نفس الشخص، لكن باستخدام طريقة أخرى مثلا كتب باليد الأخرى، أو استخدم فمه أو أصابع قدميه (نفس الشخص لكن استخدم غير اليد التي يستخدمها عادة)، وهذا بالطبع يكون فيه تشويش لعدم الممارسة لكن هناك دلالات توضح أنه نفس الشخص. أماكن الخط تلفت الاستشارية عودة إلي تحليل الخط أثناء الكتابة في الصفحة حيث تقول «إن كانت الكتابة في وسط الصفحة، فهذا يعنى أن الشخص بحاجة للانتباه، لا يحب الغموض، له حاجة للحرية. وإن كانت في يمينها فهو يعني أن تفكيره مركز على الماضي، سريع الفهم، حسّاس، يخاف من كشف حقيقته. وفي شمال الصفحة: تفكيره مركز على المستقبل، يحب الحياة، منجز في عمله. في أعلى الصفحة: متحمس، روحاني، له نظرة غير عملية، له خيال واسع. لكن إن كانت في أسفل الصفحة فيعني أنَّ عنده نظرة حرجة للحياة، وأحياناً كآبة». خط اليد والتوقيع تلفت عودة إلى أمر مهم، فتقول «خط اليد عبارة عن كتابة اسم الشخص بطريقة خاصة تعطيه قدراً كبيراً من الحرية في التعبير بعيدة عن التراكيب الأساسية لبنية الحروف الأصلية في الغالب. أما التوقيع فهو يغني عن كتابة اسم الشخص في بعض الأحيان، لكن في التوقيع الشخص ليس ملزما بالاتيان بنفس الأحرف»، فالتوقيع هو عبارة عن لوحة فنية. للشخص عبرها حرية أن يحرك القلم كيفما يشاء، يمكنه أن يكتب اسمه، أو أن يضع أي شكل، فالتوقيع في الإنجليزية يوضع تحت مسمى الشخبطة العفوية (والشخبطة العفوية لها دلالات رمزية عفوية). مجالات الجرافلوجي لعلم الجرافلوجي مجلات تطبيق واسعة، كما توضح عودة قائلة: «يمكِّن علم الجرافولوجي الإنسان من فهم ذاته، والاطلاع على مكامن القوة والضعف في شخصيته، وأهم المهارات الشخصية التي يمتلكها وكيفية تطويرها من خلال تحسين الإنسان لخطه في اتجاهات معينة، أما في قطاع التعليم فتكمن قيمة علم الجرافولوجي في أنه يتخطى الحدود في النتائج أكثر من أي امتحان أو تقييم آخر، حيث يمكن معرفة أنماط وأنواع تفكير التلاميذ، ومستوى ذكائهم إضافة إلى أنه يمكن من خلال علم الجرافولوجي إظهار بعض الصعوبات التعليمية التي يعاني منها الطلاب مثل عسر القراءة، والاضطرابات النفسية والفكرية التي قد لا تظهر بشكل آخر، والنبوغ المبكر، والموهبة والمهارات. بينما في الإدارة والأعمال التجارية يعتبر علم تحليل الخط اليدوي أداة عظيمة في إدارة شؤون الأفراد، حيث يمكن تحديد شخصية طالب الوظيفة قبل إجراءات تعيينه. وتستخدم هذا التحليل 79% من الشركات في إنجلترا بالإضافة إلى 85% من الشركات الفرنسية و89% من الشركات السويسرية. وذلك في التوظيف والحكم على شخصية المتقدم للوظيفة واتخاذ القرارات الشخصية، كما يمكن تحديد مدى نجاح العاملين في مؤسساتهم من خلال التعرف على قدراتهم القيادية، ومدى ولائهم للشركة، ومن ثم توفير الكثير من الوقت والجهد والتكلفة عبر اختيار الشخص الأمثل للعمل المناسب. وتضيف عودة: «في الطب النفسي يمكن استخدام علم الجرافولوجي كطريقة فعالة وناجحة في فهم سلسلة العمليات العقلية للتفكير والمكونات الرئيسية للشخصية كالميول والسمات العضوية والنفسية والاجتماعية، والتعرف على المشكلات الشعورية، أما في القانون وعلوم الجريمة فتستخدمه الدول المتقدمة في تحليل الخط اليدوي كطريقة وأسلوب ناجح في التحقيقات والأدلة الجنائية، وفي اختيار وانتقاء المحلفين للعمل في المحاكم، كما يستعين به المحامون في فهم عملائهم، وفهم المفاتيح المكونة لشخصيات الشهود، وفي إصدار الحكم القضائي، وفي تحديد صدق المتهمين أو المجرمين، واستكشاف مواطن الخطر الدفين الذي قد يكون غير ظاهر في شخصياتهم وأيضًا في فحص المستندات والوثائق. كذلك يمكن استخدامه في اختبار الذكاء كما تقول عودة «الذكاء هو القابلية للتعلم وإدراك الأسباب والمسببات، والاستفادة العملية من المعرفة والقدرة على التحليل. علمًا بأن مستوى التعليم العادي الذي يدرس في المدارس لا يساهم إلا بشيء بسيط في تنمية الذكاء.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©