السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

بيكاسو

بيكاسو
12 يونيو 2008 00:54
بين المئات الذين زاروا وما زالوا يزورون معرض الفنان الأسباني العالمي بابلو بيكاسو (1881ـ 1973) في قصر الإمارات بأبوظبي كان لي أن أكون بينهم وأشاهد شيئاً من روائع هذا الفنان العبقري، الذي لا تجد أمام أعماله سوى الدهشة والانبهار والتساؤل والتأمل في ما خطت يده من رسوم وما اشتغلت من أعمال نحتية· وفي ذلك الجانب الذي يدعى التذوق أقف أمام أعمال بيكاسو، إذ يُمَكنك هذا التذوق الذي تأسس من خبرات بصرية وقراءات، من رؤية مالا يرى بالنظرة العادية التقليدية للعمل الفني؛ ففي العدد الذي يعتبر يسيرا (183) عملاً معروضاً في قصر الإمارات، مقابل مجمل ما أنجزه بيكاسو على طول مسيرته الفنية المصنفة في خمس مراحل (المرحلة الزرقاء والوردية، التكعيبية، الكلاسيكية المحدثة، السريالية والتجريدية، الانطباعية) تتجلى القدرة الخارقة لهذا الفنان الذي يعتبر مثلاً حياً لمعنى الجدية والإصرار على مواصلة إنجاز العمل الفني والتماس مع ما يحيط به من قضايا إنسانية، حيث يعلن بفنه وبأسلوبه الخاص رفضه واستهجانه لما يتعرض له الإنسان من اضطهاد، وكذلك يعبر عن حبه وتماسه مع واقعه اليومي والتاريخي بشكل يخضع لقياسات البحث المعمق في إنجاز العمل، وليس الاستسهال والتزيين، حيث الفن ـ وكما يتفق الجميع ـ هو رسالة يقول فيها المبدع موقفه من الحياة، مرتكزاً على سيرته وفهمه ومدى تأثره بالحدث سواء الداخلي الخاص أو الخارجي العام وذلك من خلال ثقافته ووعيه اللذين يعمل دائماً على تطويرهما كي يلامس الواقع برؤى متسعة البعد وحادة البصيرة· ويشكل معرض ''بيكاسو أبوظبي·· كل شيء علامة في الرسم'' فرصة للوقوف مباشرة أمام ما صنعته حركة أنامل بيكاسو على القماش، ما خطت وما أسقطت من فكر وموقف وتجربة على اللوحة البيضاء التي تكلمت بألوانه، حيث النظرة المتأملة في الاعمال، تشعرك بمعنى متعة الوقوف أمام العمل الأصلي لعظماء الفن الذين مروا في تاريخ البشرية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©