الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«داون».. تستحق القلق

22 مارس 2014 22:03
احتفلت الإمارات والعالم بأسره أمس الأول، باليوم العالمي لمكافحة متلازمة «داون»، والاحتفال بمثل هذه المناسبات الموسومة أوالمقترنة بأمراض بعينها، ليس حباً في هذا المرض أو تلك بطبيعة الحال، وإنما يقصد بها تذكير الناس بمخاطر تلك الأمراض، وأهمية وطرق مكافحتها، والحد منها ومن انتشارها قدر الإمكان، والتعريف والتوعية بكيفية تجنبها والوقاية منها، والسعي نحو اقتلاع جذورها، ولا سيما تلك الأمراض التي تحمل أسبابها بعضاً من المسؤولية والأبعاد الاجتماعية والثقافية المتجذرة في كثير من البلدان. هنا تمكن أهمية الإشارة إلى دراسة المركز العربي للدراسات الجينية في دبي، التي تؤكد أن معدل الإصابة بمتلازمة داون في الإمارات ـ وهي أحد أكثر الأمراض الوراثية انتشاراً ـ يقدر بمولود واحد من كل 319 مولوداً، وأن هذه النسبة تعد مرتفعة نسبياً، وتقارب نسباً مسجلة في دول عربية أخرى، منها سلطنة عمان، حيث تبلغ مولوداً واحداً مصاباً من كل 500 مولود، ودولة قطر التي تبلغ مولوداً من كل 546 مولوداً، وفي السعودية، مولوداً من كل 554 مولوداً، وفي الكويت مولوداً من كل 581 مولوداً، فيما يبلغ المعدل العالمي حالة واحدة لكل 700 حالة. وعزت الدراسة أن ارتفاع الإصابة بمرض متلازمة داون في منطقة الخليج العربي إلى عوامل عدة، في مقدمتها انتشار ظاهرة زواج الأقارب، إذ وصلت نسبة زواج الأقارب في عمان خلال العقد الماضي إلى 56.3%، بينما راوحت بين 42.1% - 66.7% في السعودية، و22% - 54% في قطر. ومن المعروف أن خطر الحمل بأجنّة مصابة بمتلازمة داون لوالدين تربطهما صلة قرابة تفوق بأربع مرات احتمال الحمل بأجنّة مصابة من أب وأم لا تربطهما صلة قرابة. كما أن من بين أسباب ارتفاع نسبة الإصابة بمتلازمة داون، حمل الأم في سنّ كبيرة، حيث يتزايد احتمال ولادة طفل مصاب بمتلازمة داون من أم في الـ30 من عمرها هي مولود من 1000 مولود، بينما ترتفع تلك النسبة إلى مولود من 400 مولود لدى الأم الحامل في عمر 35 عاماً، فضلاً عن ارتفاع عدد الأبناء في الأسر العربية، والغياب الجزئي أو الكلي لاختبارات الكشف عن المرض لدى الجنين باستخدام التقنيات الحديثة، مثل الموجات فوق الصوتية، وفحص الدم، وفحص السائل السلوي، وفحص الزغابات المشيمية. طبياً، يمكن تمييز المصابين بالمتلازمة بسهولة نسبية بسبب ملامحهم الجسدية، وحيث تصاحبها حالات من الإعاقة الفكرية تتفاوت في شدتها من شخص إلى آخر، إلى جانب التأخر في النمو، وارتخاء المفاصل، وعدم اكتمال نمو الأعضاء، مع احتمال الإصابة بكثير من المشكلات الصحية الأخرى، مثل عيوب القلب الخلقية، وابيضاض الدم الحاد، وتردي المناعة الخلوية. ودون الخوض في تفاصيل الجانب الطبي والتأهيلي للمصابين، فإن المعدلات المذكورة أمر يدعو إلى القلق، ويحتم تكثيف لفت الانتباه والوعي المجتمعي إلى أهمية خدمات الاسترشاد الوراثي للفحص قبل الزواج، واكتشاف الحالات الحاملة للمرض، وجدية مراجعة الأسباب الاجتماعية، وفي مقدمتها زواج الأقارب. المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©