الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

العلماء الضيوف: رمضان رسالة سلام ودعوة إلى صلة الأرحام

العلماء الضيوف: رمضان رسالة سلام ودعوة إلى صلة الأرحام
12 يونيو 2016 01:03
إبراهيم سليم (أبوظبي) تناول العلماء ضيوف صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في محاضراتهم موضوع «رمضان رسالة سلام للعالم» وذلك استثماراً تطبيقياً لأحاديث النبي عليه الصلاة والسلام في ترسيخ ثقافة السلام في شخصية الصائم المسلم وفي أسرته، ومجتمعه، ثم العالم أجمع. وذكرت الداعية كوثر الشاوي من المملكة المغربية ومن العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، أن الصيام وسيلة مهمة لحمل النفس على الالتزام والانضباط وهو ما يساعد على الطاعة، ومن فوائد شهر الصوم أنه يحمل الإنسان على احترام النظام العام وعدم تجاوزه حتى في الممارسات الفطرية، والعلاقات الزوجية، والتقيد بالشرع والتوقف عن الممارسات المباحة والحلال خلال فترة الصيام، ومنها الأكل والشرب والعلاقات الزوجية، وهو يعود النفس البشرية على التحمل، ويفترض في شهر الصيام أن يلتزم المسلمون بالأوامر والنواهي، وضوابط الصيام فلا يصخب ولا يتعارك ولا يتلفظ بألفاظ غير لائقة، من التي تؤذي المشاعر أو تثير الضغائن، فيكون رمضان شهر السلام والحب والتعاون وكسر النفس لله، والصبر على المكاره، ولا يجزي عن الصوم إلا رب العباد حيث اختص نفسه بذلك. وأشارت خلال محاضرتها إلى أن الأمة الإسلامية بدخول هذا الشهر تذكر العالم وتدعوه إلى السلم، والمحبة والتعايش وكيف لا وأن هذا الدين الذي ارتضاه الله لعباده اشتق له اسما من أسمائه الحسنى، وأشارت إلى أن الصوم نصف الصبر وهو منهج رباني، ويدعو إلى ممارسة السلام الاجتماعي وحسن التعايش مع الآخرين، من حيث الالتزام وكف الأذى. وأكد العلماء أن النبي عليه الصلاة والسلام حث كل صائم بقوله (..إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب فإن سابه أحد، أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم) وقوله صلى الله عليه وسلم ( من يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه )، وقال العلماء إذا كانت أخلاق المسلم الصائم ملتزمة بهذين الحديثين الشريفين فإن شهر رمضان حتما سيكون رسالة سلام للعالم، يضاف إلى ذلك أن لفظة السلام تحديدا قد خبأها الله سبحانه وتعالى لكل مسلم في ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، لأنها تحمل دلالة عظيمة هي السلام (( سلام هي حتى مطلع الفجر ))، ولقد تحدث علماء الإسلام في العصر الحديث في مؤتمراتهم وندواتهم فبرهنوا للعالم ولحكمائه وحكامه، أن تكلفة السلام سهلة ميسرة، وقيمة إنسانية نبيلة، ومنهج لبناء حياة كريمة، وبذلك يدرك العالم أن تكلفة الحروب والخصومات تهدر كرامة الإنسان وحضارته وقيمه فضلا عن اقتصادات الدول وأرواح الناس. ولذلك ركز العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، على هذه الثقافة الرمضانية ثقافة السلام، آملين أن تسود العالم جميعا روحانيتها وقيمها. فيما تناول العلماء أيضا في أحاديث يوم أمس «يوم في بيت النبوة» أي صيام رسول الله، فشرحوا للناس المنهج النبوي في اقتصادات الصيام والبعد عن الإسراف عندما تناولا ما هو سحور رسول الله وعلى ما كان يفطر، فالماء والتمر هما الغذاء الرئيس وما زاد عن ذلك فمن نعم الله التي ينبغي أن تشكر ولا تكفر بالإسراف والتبذير والهدر، عدا عن تعب الزوجات وربات البيوت، فرمضان في بيت النبي عليه الصلاة والسلام هو رمضان اليسر والسهولة، والتخفيف من ملذات الحياة والاعتكاف على كتاب الله ومدارسة علومه وأحكامه، وقال تعالى (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة )). وقد شملت المحاضرات نحو 41 موقعا من المساجد والمنتديات والمجالس والمؤسسات، ومنها ست محاضرات مخصصة للنساء. فيما تحدث الدكتور محمود حسن عبد الحق الأستاذ بجامعة الأزهر حول صلة الأرحام من ثَمَّ فصلة الأرحام من أعظم القربات إلى الله وأجلّها، وقطيعتها من أعظم الذنوب وأخطرها، والمسلم في هذه الدنيا يجدّ في السير إلى رحاب جنة عرضها السموات والأرض، ومما يعينه في ذلك القيام بصلة الأرحام؛ اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم، وامتثالاً لأمره، وأعلموا أن أولى الأرحام بالصلة الوالدان، ثم من يليهم من الأهل والقرابة، بل إن بر الوالدين وصلتهما من أهم أسباب تفريج الكربات والشدائد، وما أكثرها في هذه الحياة. وقال إن أفضل الأعمال في شهر الرحمة أن يتقرب المسلم فيه لربه بصلة رحمه، ابتغاء لمرضاته وعظيم ثوابه، وإزالة لما قد يقع في النفوس من شحناء، فالمبادرة بالزيارة والصلة وإن كانت شاقة على النفس ولكنها عظيمة القدر عند الله، وحري بنا أن نتفقد أرحامنا في هذا الشهر المبارك بالزيارة والصلة والسؤال والصدقة وإصلاح ذات البين، ولا يتعذر أحد بانشغاله، فلا أقل من أن يصل أحدنا رحمه بمكالمة تزيل ما علق في النفس، وتدحر الشيطان، وتفتح أبواب الخير، فرمضان فرصة عظيمة لفتح صفحة جديدة مع الأهل والأقارب. وأشار إلى ما أعده الله تعالى من الأجر الكبير والثواب الجزيل لمن يصل رحمه، حيث إن من أعظم ما يجازي به الله تعالى واصل الرحم في الدنيا أن يوسع له في الرزق ويبارك له في العمر، قال عليه الصلاة والسلام: (( مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ))، وفي رواية: من سره أن يمد له في عمره، ويوسع له في رزقه، ويدفع عنه ميتة السوء، فليتق الله وليصل رحمه» فالناس كل الناس يحبون أن يوسع لهم في الرزق، ويؤخر لهم في آجالهم، لأن حب التملك، وحب البقاء غريزتان من الغرائز الثابتة في نفس الإنسان، فمن أراد ذلك فعليه بصلة الأرحام. صلة الرحم عباد الله من أسباب دخول الجنة: فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:« يأيها الناس أفشوا السلام أطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©