الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

45 ? من طلبة «معهد مصدر» مواطنون

45 ? من طلبة «معهد مصدر» مواطنون
8 يناير 2015 21:20
سيد الحجار (أبوظبي) بلغت نسبة الطلبة الإماراتيين المسجلين في معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا هذا العام نحو 45% من إجمالي الباحثين بالمعهد، بحسب الدكتورة لمياء فواز، المديرة التنفيذية للعلاقات العامة في معهد مصدر، والتي أشارت إلى ارتفاع عدد الطلبة الإماراتيين من 19 طالباً في الدفعة الأولى عام 2009 إلى 223 طالباً مسجلاً حالياً. وأشارت إلى ارتفاع عدد الأساتذة الإماراتيين في هيئة التدريس بمعهد مصدر خلال عام 2014 إلى 17 أستاذاً، بزيادة قدرها 51.8%. وقالت فواز إن نسبة الطلبة الإماراتيين تتجاوز الحد الذي استهدفناه وتعكس مدى تنامي قيمة البحوث العلمية وأهمية الرسالة التعليمية التي يتبناها معهد مصدر لدى شباب الإمارات، مؤكدة أن الارتفاع السريع في أعداد الطلبة المواطنين فاق التوقعات، خاصة في ظل حداثة عمر المعهد ومعايير القبول والشروط الأكاديمية العالية والتي تماثل نظيرتها في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. وفي ضوء رسالته التي تقوم بالأساس على المساهمة في تعزيز نمو القطاعات الاقتصادية الرئيسية ودعم التنمية الشاملة في أبوظبي، حرص معهد مصدر منذ البداية على توفير برامج أكاديمية وبحوث علمية ومبادرات توعوية تواكب المتطلبات الاستراتيجية والأهداف الاقتصادية للدولة. وخلال فترة وجيزة، أثمرت جهود البحث العلمي في معهد مصدر عن نجاح الطلبة والأساتذة في إيداع العديد من طلبات براءات اختراع لحماية نتاج عملهم البحثي من ابتكارات وأفكار خلاقة. فبدعم من برنامج «تكامل» الذي أطلقته لجنة أبوظبي لتطوير التكنولوجيا، تمكن معهد مصدر من إيداع 40 طلباً لبراءات اختراع. وانضم إلى القائمة هذا العام ثلاثة طلبة إماراتيين هم: أحمد الحارثي وفيصل المرزوقي وراشد الطياري الذين شرعوا في تسجيل اختراعاتهم لدى مختلف الجهات الدولية المانحة لبراءات الاختراع. حيث أودع الحارثي طلب براءة اختراع لدى مكتب براءات الاختراع الأميركي عن مشروعه الذي يتناول إنتاج سلالات من الطحالب الدقيقة القادرة على تحمل مستويات عالية من الملوحة، في حين قدم كل من المرزوقي والطياري كشفاً إبداعياً تمهيداً لنيل براءة اختراع. وتعتبر المشاريع الرائدة، التي غالباً ما تؤسس على فكرة محمية ببراءة اختراع، من أهم المؤشرات لتقييم مستوى الابتكار سواء على مستوى الجامعات أو الشركات أو حتى الدول. كما تلعب المشاريع الريادية القائمة على الابتكار اليوم دوراً حيوياً في دعم الاقتصادات الحديثة من حيث مساهمتها في خلق فرص العمل وإنتاج الثروة والقدرة على المنافسة. احتياجات المجتمع من جانبه، قال الدكتور أحمد الجابري، الأستاذ المساعد في علوم وهندسة المواد والرئيس المشارك لمركز أبحاث الابتكار في معهد مصدر «لا يمكن النظر إلى عملية البحث والتطوير بمعزل عن احتياجات المجتمع، وبالتالي، هناك ثمة ضرورة لتركيز البحوث على تطوير الصناعة ورفع مستوى البنى التحتية وتحسين جودة الحياة في الإمارات، وانطلاقاً من هذا، تنصب جهودنا على تهيئة الشروط لإدخال أفكار وابتكارات الطلبة والأساتذة معهد مصدر في حيز التداول التجاري». وتابع «نريد أن يكون مركز أبحاث الابتكار بمثابة جسر يصل بين المجالين البحثي والتجاري، حيث نعمل على تحديد المشاريع البحثية الواعدة ودعمها حتى يتسنى نقل مخرجاتها إلى مرحلة التطوير التجاري وتقديم منتجات حقيقية تعود بالنفع على المجتمع الإماراتي». وتماشياً مع هذه الجهود الرامية إلى دفع عملية الابتكار، أطلق معهد مصدر عدداً من البرامج والأنشطة ووقع عدداً من الاتفاقيات، نذكر منها اتفاقية تعاون مشترك مع شركة بريتيش بتروليوم يستثمر بموجبها الطرفان 7 ملايين دولار، وتشمل إنشاء «وحدة دعم التكنولوجيا» في أبوظبي وإطلاق برنامج «المنح الدراسية للابتكار من بي بي» الذي يهدف إلى دعم الطلبة المميزين ومساعدتهم على ترجمة أفكارهم إلى حلول حقيقية. كما قدم معهد مصدر أول أربع منح مالية لأساتذته الباحثين ضمن برنامجه «الابتكار التكنولوجي» الذي يهدف إلى فتح الآفاق التجارية أمام الأبحاث العلمية. ويشترك المعهد في «برنامج معهد مصدر ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MITللابتكار» الذي اعتمد مؤخراً أول أربع منح مالية لمشاريع بحثية مشتركة بين المعهدين في مجالات المياه والطاقة والصحة والتكنولوجيا، والتي تندرج ضمن القطاعات التي تستهدفها الاستراتيجية الوطنية للابتكار. وأضاف الجابري «قطعت دولة الإمارات أشواطاً كبيرة في مسيرة التقدم، وهذا ما يتوازى دائماً مع الارتقاء بالأهداف التنموية وتطلعات المجتمع الإماراتي. بيد أننا وصلنا إلى مرحلة بات من الصعب فيها المحافظة على النسق التصاعدي نفسه والوتيرة ذاتها لعملية التطور دون تبني نموذج اقتصادي جديد يلبي متطلبات المرحلة القادمة. ومن هنا تدرك الحكومة الإماراتية أن الاستمرار في العملية التنموية بذات الزخم يحتم ضرورة الاستثمار في أهم الموارد، وهي العقول». وأوضح الجابري أن التحول إلى اقتصاد المعرفة الذي يعتمد على الكفاءات العالية والطاقات البشرية القادرة على تطوير منتجات وخدمات ونظم مبتكرة هو السبيل للانتقال بالإمارات إلى المرحلة التالية من المسيرة التنموية، وتكون من الدول الرائدة في الابتكار على غرار الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وكوريا الجنوبية. فرصة التدريب بدورها، قالت الدكتورة بهجت يوسف، عميد شؤون الطلبة في معهد مصدر: «إن منح الطلبة والخريجين فرصة التدرب لدى الشركات المحلية والعالمية التي يتطلعون للعمل فيها يفسح أمامهم المجال للتواصل مع الوسط المهني وبناء علاقات قد تثمر عن فرص عمل مناسبة. كما تأتي أهمية هذه البرامج من كونها تتيح للشركات فرصة التعرف على كفاءة وموهبة واحترافية الطالب، وتسمح لطلبتنا في المقابل بالانخراط في الميدان المهني وخوض تجربة عملية قيمة». وفي إطار سعيه إلى تشجيع الشباب الإماراتي على تطوير معارفه ومهاراته الأكاديمية في مجالات العلوم والهندسة والتكنولوجيا، يطلق معهد مصدر طيفاً واسعاً من برامج ومبادرات التوعية. وتستقطب هذه البرامج الطلبة الموهوبين الذين يبدون اهتماماً مبكراً بالعلوم والتكنولوجيا والرياضيات، وتعمل على تطوير قدراتهم وتوسيع معارفهم بهدف رفد الصناعة القائمة على التكنولوجيا المتقدمة برواد وخبراء تقنيين على مستوى عالٍ من الكفاءة. وبالتوازي مع ما سبق، يعمل معهد مصدر على رفع مستوى المعرفة والمشاركة والكفاءة في هذه الاختصاصات الحيوية من خلال برنامج «اكتشف» وبرنامج «التدريب الداخلي الصيفي» اللذين يستقطبان خريجي الجامعات، في حين يستهدف برنامج «التدريب المهني» الذي يستمر لمدة ستة أسابيع خلال فصل الصيف طلبة الجامعات الإماراتيين. ويُخصص برنامج «اكتشف» الذي يمتد لفترة أسبوع واحد لطلبة الجامعات من فروع العلوم والهندسة، ويسهم في تنمية معارف ووعي الشباب بقضايا الطاقة المتجددة والاستدامة والبيئة من خلال المشاركة في المحاضرات والأبحاث العلمية التي يقوم بها الأساتذة والطلبة في معهد مصدر. وانطلاقاً من إدراكه لحقيقة أن التخرّج هو مجرد الخطوة الأولى، يحرص معهد مصدر على توفير الفرص وفتح الأبواب أمام خريجيه للانخراط في مسيرة مهنية ناجحة يحققون فيها إنجازات تعود بالنفع على الإمارات والعالم. فيقوم «مكتب شؤون التوظيف» في المعهد بتنظيم ورش عمل للتوظيف، والمشاركة في معارض التوظيف، وتوفير فرص التدريب المهني التي توفر لطلبة وخريجي المعهد فرصاً مثالية للتواصل مع المسؤولين والخبراء في شركات القطاعين الخاص والعام التي تبحث عن الكوادر الموهوبة. وقد نجح المكتب العام الماضي في منح 40 مواطناً إماراتياً فرصة التدرب لدى عدد من الشركات الرائدة، ويسعى حالياً إلى توسيع نطاق نشاطه ليشمل شركات إقليمية وعالمية. برنامج القادة الشباب لطاقة المستقبل يدعم الابتكار أبوظبي (الاتحاد) يقدم معهد مصدر برنامج القادة الشباب لطاقة المستقبل الذي يعد أحد أهم مبادرات المعهد الساعية إلى تحفيز الشباب الإماراتي على الخوض في شتى مجالات البحث العلمي، ويكون من الدعائم الأساسية في منظومة الابتكار الوطنية، ويسهم هذا البرنامج في إعداد الشباب فكرياً وعملياً، ويهيئ لهم الظروف للتواصل والعمل مع قادة اليوم في كبرى الشركات والهيئات العالمية ليكتسبوا الخبرات التي تساعدهم على أن يكونوا قادة المستقبل. كما يتيح البرنامج لأعضائه من الطلبة والمهنيين الشباب من دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها فرصة المشاركة، ولعب دور فاعل في إيجاد حلول لأكبر التحديات في العالم، لاسيما تحقيق الكفاءة في استخدام الطاقة والتصدي لتغير المناخ. وجدير بالذكر أن برنامج القادة الشباب لطاقة المستقبل يسجل حضوراً بارزاً في «القمة العالمية لطاقة المستقبل»، من خلال المشاركات والمساهمات القيمة لأعضائه. وفي إطار دعمه لتطوير الأفكار المبتكرة وتنفيذها، لعب برنامج القادة الشباب لطاقة المستقبل دوراً مهماً في دعم عدد من المشاريع البحثية الفريدة، منها مشروع تطوير محطة للطاقة الشمسية تعمل بالألواح الكهروضوئية (بطاقة 543 كيلوواط) والذي سيوفر لمستشفى راشد عبدالله عمران في رأس الخيمة مصدراً مستداماً للطاقة المتجددة. وكان أعضاء البرنامج قد تقدموا بفكرة المشروع إلى «قسم المشاريع الخاصة في شركة مصدر» بغية الحصول على الدعم اللازم، وترجمة الفكرة إلى حل عملي، لينال عقب ذلك موافقة وزارة الأشغال العامة في الإمارات لمباشرة العمل، وتأمين طاقة نظيفة للمستشفى ومساعدته على خفض نفقاته. وقد ارتفع عدد الأساتذة الإماراتيين في هيئة التدريس بمعهد مصدر خلال عام 2014 ليصل إلى 17 أستاذاً، بزيادة قدرها 51.8%. لقد وضعت الاستراتيجية الوطنية للابتكار العمل الإبداعي ضمن إطار وطني شامل يضم مختلف الأطراف المعنية ويسخر كافة الموارد والطاقات اللازمة لتنمية رأس المال المعرفي والتقدم في النتاج العلمي والفكري. 7 قطاعات وطنية لتحفيز الابتكار أبوظبي (الاتحاد) حددت الاستراتيجية الوطنية للابتكار 7 قطاعات وطنية رئيسية لتحفيز الابتكار وتحقيق التميز فيها، وهي الطاقة المتجددة، والنقل، والصحة، والتعليم، والتكنولوجيا، والمياه، والفضاء. وقام معهد مصدر منذ تأسيسه قبل سبعة أعوام على وضع برامجه أكاديمية متطورة واستحدث مراكز بحثية متخصصة تركز على هذه القطاعات. وبهذا الصدد، يسعى المعهد إلى التعاون مع مختلف الأطراف في مشاريع بحثية مشتركة للتوصل إلى حلول مبتكرة ضمن مختلف هذه القطاعات، كان من ضمنها مؤخراً التعاون البحثي الذي جمعه بكل من معهد مصدر وشركة «ستراتا للتصنيع» بهدف تطوير نظم وأساليب مبتكرة في مجال فحص واختبار مكونات هياكل الطائرات تعود بالنفع على قطاعي الطيران والمواصلات. وقام المعهد كذلك بالتعاون في أحد مشاريع الطاقة الهامة مع شركة «نست إيه إس» النرويجية بهدف تحويل محطة «بيم داون» في مدينة مصدر إلى مركز بحثي يطور أنظمة تخزين الطاقة الحرارية، وكذلك الأنظمة الخاصة بمحطات الطاقة الشمسية المركزة، وغيرها من الأبحاث ذات الصلة. واستطاع طلبة معهد مصدر أيضاً تحقيق إنجازات قيمة والتوصل لاختراعات مهمة ليسهموا بذلك في دعم القطاعات السبعة المستهدفة. وتجدر الإشارة هنا إلى طالب الدكتوراه أحمد الحارثي، الذي تم تكريمه مؤخراً بميدالية «أوائل الإمارات»، كونه أول إماراتي يبتكر آلية لتوليد الوقود الحيوي بكميات صناعية باستخدام الطحالب المعدلة جينياً، والتي يمكن الاستفادة منها في مواجهة التحديات على صعيد المياه والغذاء وأمن الطاقة. واستحدث معهد مصدر مركز أبحاث المياه، ومركز أبحاث الطاقة، ومركز أبحاث النظم الدقيقة، ومركز أبحاث النظم الذكية، وذلك بهدف تهيئة بيئة بحثية تتيح تبادل الخبرات بين مختلف التخصصات في سبيل تطوير تقنيات متقدمة في مجالات الطاقة النظيفة والاستدامة. كادر معهد مصدر رأس صفحة يقوم مكتب شؤون التوظيف في معهد مصدر بتنظيم ورش عمل للتوظيف، وتوفير فرص التدريب التي توفر لطلبة وخريجي المعهد فرصاً للتواصل مع الشركات التي تبحث عن الكوادر الموهوبة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©