الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التدريب وصقل المهارات يساعدان الأمهات العاملات على تجاوز الصعاب

التدريب وصقل المهارات يساعدان الأمهات العاملات على تجاوز الصعاب
22 مارس 2014 22:02
أبوظبي (الاتحاد) - التدريب على رسم أجمل بطاقات معايدة بمناسبة يوم الأم، الأغاني والأناشيد تحتفل بأجمل عاطفة في الكون، القلوب من ذهب وماس، التعليقات حب وامتنان وعرفان لمن سهر وربى وتعب... في مقابل ذلك يخالج بعض الأمهات شعور بالذنب والتقصير تجاه فلذات أكبادهن، خاصة منهن العاملات اللواتي يرغبن في تحقيق ذواتهن أو تحسين ظروف عيش أبنائهن والإسهام في توفير مسكن أو تدريس أفضل حسب تصورات كل واحدة منهن، إحساس قد يلازم كثيراً من الأمهات تجاه أولادهن نتيجة تعدد الأدوار التي تقوم بها المرأة خلال اليوم بصفتها زوجة وأماً وامرأة عاملة، في ظل عدم تخصيص وقت كاف للاعتناء بالأولاد كما يجب. فماهي الحلول للتخلص من هذا الشعور؟ وكيف يمكن تحويل هذا العامل إلى إيجابية في الحياة وفق خطط مدروسة؟ إحساس بالتقصير تقول فرح محمد موظفة «أم لطفلة» وحيدة عمرها سنتان إنها تشعر بالذنب يومياً عندما تضطر لاصطحاب ابنتها إلى الروضة صباحاً وهي ذاهبة للعمل، يرافقها إحساس بالتقصير لا تستطيع التخلص منه وهي بعيدة عن ابنتها الصغيرة أكثر من 9 ساعات يومياً، ويعظم هذا الشعور أنها تضطر لإيقاظها مبكراً لتغيير ملابسها وتجهيزها للتوجه للحضانة. وبدورها، تشير سوسن رحيم «موظفة تترك ابنها الذي يبلغ من العمر 3 سنوات مع الخادمة وهي متوجهة للعمل»، إلى أن إحساساً بالذنب وتعذيب الضمير يلاحقها طوال وقت خروجها من البيت رغم محاولتها التخلص من هذا الشعور وتناسيه، لكنها لا تستطيع خاصة أنها تتمنى أن تقضي مع ابنها وقتاً أطول، حيث إنها لا تريد أن تنتقل ثقافة الخادمة لأطفالها. التفرغ لتربية الأبناء أما فاطمة مختار، فقد رفضت أي وظيفة للتفرغ لتربية أبنائها الصغار، واستقبالهم أثناء قدومهم من المدرسة، لافتة إلى أنها ترفض تماماً خروجها للعمل قبل أن يتجاوز أولادها سن التأسيس، وتؤمن فاطمة بضرورة إعطاء الابن الوقت الكافي للتحدث والتعبير عن رأيه والإنصات له، وزرع بصمتها وتشكيل شخصيته. ومن جانبها، تقول سعدية محمد «موظفة وأم لثلاثة أولاد»، إنها قررت التخلي عن وظيفتها ذات الدوام الطويل وتبديلها بوظيفة أخرى براتب أقل، من أجل تربية أبنائها والتفرغ لهم، مؤكدة أن أولادها أصبحوا في سن يحتاجون فيها إلى من يتحدث معهم ويكلمهم ويناقشهم ويمرر الرسائل لهم، دون توجيه أو نقد مباشر، مؤكدة أنها تأخرت كثيرا في التفرغ لهم، بحيث كانت منشغلة إلى حد بعيد بتحقيق طموحها الوظيفي، مقابل إهمال أولادها وتأجيل الإجابة على أسئلتهم والاهتمام بهم إلى أن شعرت بفجوة كبيرة بينها وبينهم، بحيث أصبحوا يتقاسمون الأسرار فيما بينهم، ولا يتحدثون معها مهما طلبت منهم، مما جعلها تنتبه لذلك وتغير وظيفتها للتقرب منهم أكثر، لكنها تقول إنها لم تستطع إصلاح تلك الأعطاب التي تسببت فيها بسبب الغياب الطويل عن البيت. السلبي إلى إيجابي غالباً ما يرافق الشعور بالذنب والتقصير الأمهات العاملات على الأخص، مما قد يؤثر عليهن في حياتهن الشخصية والعملية، داخل البيت وخارجه، فكيف يمكن تحويل هذا الشعور إلى عوامل ترفع علاقة الأم بأبنائها، وتحويل الشق السلبي في الموضوع إلى إيجابي للتغلب على هذا التقصير؟ وما هي أسباب هذا الشعور؟ وكيف يمكن التغلب عليه؟ هذا ما تجيب عنه الدكتورة إيمان صديق الاستشارية التربوية وخبيرة التدريب. وتقول: «الشعور بالتقصير نتيجة عمل الأم، أعتبره سلاحاً ذا حـدين، فالشـق الأول هو مؤشر طيب وإيجابي، لأن الأم أصبحت تعرف أنها مقصرة تجاه أولادها، وبناء على هذا الشعور فإنها ستبحث عن الحلول لتغيير نمط حياتها بخلق توازن بين العمل ومسؤولياتها داخل بيتها وتجاه أولادها على الأخص، أما الشعور بالتقصير فـي شــقه الثاني، فهو أن الأم تنغمس في تأنيب الضــمير نتيجة التقــصير، مما يـؤدي إلــى فشــلها في معالجة ذلك، وعليه فإن الأم في مثل هذه الحالة عليها أن توازن بين شعورها بالتقصير تجاه أطفالها وبين الرغبة في معالجة التقصــير بسبب العمل. مواجهة النفس وتشير الدكتورة إيمـان صديـق، إلى أن الأم التي تشعر بالتقصير يجب أن تسـأل نفسها ثلاثة أسئلة الأول: هل ينعكس عمل الأم وإيجابياته على الأبناء ومستقبلهم ويساعد في تحسين ظروفهم، وهل يستفيد أولادها من عائد هذا العمل سواء في توفير سكن أو دخول مدارس جيدة وغيرها من الامتيازات؟ وفي هذا الإطار تؤكد الدكتورة إيمان أن العديد من الأمهات يعملن على مساعدة الزوج أو يتحملن الجانب الأكبر من المسـؤولية في تدريــس الأبناء وكذا توفير المسكن، إلى جانب حصولهن على ثقافة عالية نتيجة صقل مهاراتهن سواء في اللغة أو مهارات أخرى مما ينعكس على تربية أولادهن، وهذا جانب إيجابي في عمل الأم. أما السؤال الثاني، فإنه يتعلق بضرورة إيجاد بدائل إذا كانت الأم تشعر بتقصيرها بسبب عملها، خاصة إذا كانت ساعات عملها طويلة، وعملها يتطلب دواماً ليلياً وتشعر بأن ذلك ينعكس سلبا على حياتها الشخصية وعلى بيتها، ففي هذه الحالة يجب أن تقدم بعض التنازلات بما يعود على أبنائها بالنفع، فمثلاً يمكن تغيير الوظيفة بما يتناسب مع توقيت الأبناء حتى ولو براتب أقل، أقدم تنازلات مادية كأن أقبل وظيفة أقل مع دوام مريح، وفي مجمل الموضوع تحاول الأم تكييف ظروف عملها بما يتناسب مع احتياجات أولادها لمنحهم متسعاً من الوقت. والسؤال الثالث، هو أن على الأم أن تتساءل عن عيوبها، وهل ترجع إلى تقصير أو قصور، فالقصور راجع إلى جهل المرأة بدورها فقد تنقصها مهارات للتعامل مع موقف ما، بينما يعني التقصير أن الأم قادرة على القيام بعمل ما، لكنها تترك ذلك لمزاجها. خطة وحلول تقدم الدكتورة إيمان صديق حلولاً للأمهات اللواتي يشعرن بتقصير تجاه أولادهن، قائلة: على الأم أن تدرب نفسها، فالتدريب واكتساب المهارات يساعدان على تجاوز المشاكل وتداركها، مؤكدة أن التدريب له مفعول السحر على الأمهات اللواتي يعانين من هذه المشكلة، بحيث يجب أن تعلم الأم نفسها على التفريق بين العمل والبيت، وتترك مشاكل البيت بمجرد الوصول إلى العمل، كما عليها أن تتخلص من مشاكل العمل وضغوطه بمجرد الوصول إلى البيت. وتضيف: «الأم التي لا تستطيع تدريب نفسها على الفصل بين مشاكل العمل والبيت والتفرغ لاهتمامها بأولادها، تفقد البيت والوظيفة معاً، وهذا ما يطلق عليه الأم الهستيرية، بحيث تتغلب المشاكل على الأم مما يجعلها تدخل في حالة هستيرية. كما أن حضور/ وجود بعض الأمهات في البيت وانشغالهن بقضايا أخرى لا يعتبر أساسياً، في حين أن هناك سيدات يعرفن كيف ينظمن وقتهن ويستطعن التوازن بين مسؤولياتهن، فيستفيد أولادهن من وجودهن النوعي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©