الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فتيات بدرجة «سفيرات» في مؤتمر النخيل

فتيات بدرجة «سفيرات» في مؤتمر النخيل
22 مارس 2014 22:01
أحمد السعداوي (أبوظبي) - وسط حضور نسائي كبير ومشاركة في في تنظيمه، دارت فعّاليات «المؤتمر الدولي لنخيل التمر»، في أبوظبي الأسبوع الماضي عن النخيل ومنتجاته وقيمته في الموروث الحضاري والمكون الاقتصادي للشعب الإماراتي في مراحله التاريخية المختلفة، وحمل المؤتمر اسم «المؤتمر الدولي لنخيل التمر»، ليؤكد احتفاء أهل الإمارات وضيوفها بـ «الشجرة المباركة»، التي كان لها فضل كبير في حياة أهل البادية منذ قديم الزمن، واعتبروها الصديق المخلص لهم، ومصدراً رئيساً للحياة يعتمدون عليه في الكثير من شؤون حياتهم، ولفت أنظار الحضور وجود فتيات مواطنات وصفهن الجمهور بـ «السفيرات» أثناء تجولهن بين جنبات المؤتمر وتغذية زواره بمعلومات وافية عن الشجرة والاهتمام بها في دولة الإمارات. وخلال جولات بين الحضور، أوضح عدد من الفتيات أن الحدث الذي نظمته جامعة الإمارات، اشتمل على فعاليات متنوعة استقطبت فئات مجتمعية عديدة إلى جانب الباحثين والمختصين من أنحاء العالم توافدت على أبوظبي ليشاركوا بجهودهم العلمية في التأكيد على الفوائد المتنوعة للنخيل، وإبراز آخر ما توصلت إليهم الأبحاث والدراسات في الحفاظ على النخيل وإكثار التمور بأنواعها المختلفة، وتحقيق أكبر قدر من الفوائد الغذائية والاقتصادية من أشجار النخيل، التي انتشرت في طول الإمارات وعرضها بفضل جهود المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه. حدث عالمي وتزينت جنبات المؤتمر بملامح إماراتية خالصة اعتمدت على النخيل الذي تم توظيفه بإتقان في تنفيذ الشكل العام للمؤتمر، بالإضافة إلى معرض الصور الفوتوغرافية الخاصة بالنخيل، الذي كشف بعيون مصوريها جوانب جمالية بالغة الإدهاش للنخيل وعلاقة الإنسان الإماراتي بها. المهندسة إيمان حسين، من فتيات الإمارات اللاتي كان لهن مساهمة بارز في إنجاح المؤتمر، وترك انطباع جيد عن أبناء الإمارات، وقدرتهم على القيام بمسؤوليات كبيرة تتناسب مع التطور الحادث في شتى مناحي الحياة في الإمارات. تقول حسين، والتي تعمل في وحدة دراسات وبحوث تنمية النخيل بجامعة الإمارات، إن مشاركتها في المؤتمر الدولي للنخيل، شرف لأي من أبناء الإمارات، وتسعد بوجودها وسط هذا الكم من العلماء والباحثين والطلاب، وغيرهم من المهتمين بعالم النخيل ودوره في حياة أهل الإمارات قديماً وحديثاً. حسين، التي تصدرت منطقة الاستقبال تجيب عن استفسار لهذا، وترشد ذلك، وتشرح لثالث بعض الفعاليات والأحداث المقامة على هامش المؤتمر، من خلال ابتسامة مرحبة تنبأ عن إدراكها لقيمة دورها في تمثيل دولتها في هذا الحدث العالمي. وتذكر أن دورها كعضو اللجنة المنظمة للمؤتمر بدأ منذ ديسمبر الماضي، أي قبل انطلاقه بنحو أربعة أشهر، حيث شاركت في مخاطبة السفارات وإعداد برامج الزيارة والتفاعل للضيوف المشاركين في المؤتمر، الذين بلغ عددهم 160 من الخارج، إضافة إلى 650 مدعواً من داخل الدولة من المهتمين بعالم النخيل وفوائده المتعددة للإنسان والمجتمع. تطور كبير وقالت حسين، إن المؤتمر الذي استضاف فعاليات دورته السادسة قصر الإمارات خلال الفترة من 16 إلى 18 مارس، شهد جهداً كبيراً من أعضاء اللجنة المنظمة، والتي كان يبدأ عملها يومياً من الثامنة صباحاً، أي قبل افتتاح المؤتمر بساعتين كاملتين، ويستمر حتى انتهاء آخر محاضرة في الثامنة من مساء كل يوم. وبطبيعة عملها في جامعة الإمارات منذ 14 سنة، ومعاصرتها العديد من دورات المؤتمر، أكدت حسين التطور الكبير إلى لحق بالمؤتمر من حيث كمية المناشط ونوعية الحضور، بحيث صار المؤتمر ذي صبغة عالمية، ويحضره كبار الشخصيات من الدول المختلفة، وخبراء في مجال زراعة النخيل والتمور. كما شهد المؤتمر تفاعلاً من فئات المجتمع، خاصة دارسي علوم الزراعة وإكثار المنتوجات الزراعية، ومنهم طالبات كلية العلوم الزراعية بجامعة الإمارات الذين حضروا فعاليات المؤتمر، وشهدوا بعض من جلساته الحوارية ونقاشاته البحثية، للتعرف على آخر ما توصل إليه العلم في مجال زراعة النخيل والتمور. طالبات جامعة الإمارات كان لهن حضورهن المتميز ضمن فعاليات المؤتمر، ومنهن هند الرميثي الطالبة بقسم العلوم الغذائية، وقالت إنها جاءت مع زميلاتها للتعرف على فروع التسويق والمنتجات المختلفة للنخيل، واكتساب خبرة أوسع في هذا المجال عبر رؤية متخصصين من دول كثيرة والاستماع لأحدث ما توصلوا إليه في مجال زراعة النخيل والحفاظ عليها، وتحقيق أقصى قدر من المنافع من النخيل ومنتجاته. ولفتت الرميثي إلى أن هذه الزيارة والتعرف عن قرب لقيمة الأبحاث العلمية في النهوض بالنخيل، ستفيدها بالتأكيد في حياتها العملية بعد انتهاء دراستها الجامعية. زميلتها مريم راشد، أوردت أن أكثر ما استفادته هو مطالعة المنتجات الجديدة التي تخص التمور، خاصة وأن حقل التمور مجال خصب للبحث في الإمارات والدول المنتجة للتمور، كما أن المحاضرات تفيدنا في الإعداد للبرامج التدريبية التي سنلتحق بها في مصانع التمور خلال الفترة المقبلة. وتعلمن بعض الطرق الآمنة التي تؤدي لخفض الفقد والتآلف نتيجة الإصابة ببعض الفطريات أثناء التخزين، أما أحلام الحمادي، من جانبها رأت أن المؤتمر عبارة عن بوابة مفتوحة للدراسات الجديدة التي تخص التمور والنخيل في منطقة الخليج العربي، وأعطانا خلفية عن كيفية تطوير المنتجات، واستغلال التمر في كثير من المنافع وليس فقط كفاكهة موسمية، كما أنها وزميلاتها تعرفن على أحدث التقنيات والأساليب العلمية المستخدمة في الحفاظ على التمور. طرفة علي، أوضحت أنها أضافت لمعارفها الكثير عبر اطلاعها على مشاريع متنوعة من دول كثيرة شاركت في فعاليات المؤتمر. وأكدت أن هذه الزيارة ستفيدها في المشروع الذي تعمل عليه حالياً في قسم العلوم الغذائية بجامعة الإمارات، وسيجعلها تتعامل مع مراحل المشروع بأسلوب علمي احترافي. النخلة في عيون العالم شهدت فعاليات المؤتمر عرض 50 صورة فائزة في الدورة الخامسة من مسابقة التصوير الدولية «النخلة في عيون العالم» التي تنظمها الأمانة العامة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر، بالتعاون مع رابطة أبوظبي الدولية للتصوير الفوتوغرافي. وحفلت المسابقة بإبداعات مصورين من مختلف دول العالم. عبر توظيف فن التصوير الضوئي كوسيلة لتنمية وعي الجمهور بأهمية شجرة النخيل، وخلق فضاء أرحب لتبادل الخبرات بين المصورين الضوئيين من كافة أنحاء العالم، وإبراز مقومات شجرة نخيل التمر من خلال الصورة الفوتوغرافية، وتشجيع ارتباط الإنسان بالأرض والزراعة. فكرة المؤتمر أشاد الدكتور عماد سعيد الأستاذ بكلية الزراعة جامعة القاهرة وأحد ضيوف المؤتمر، بفكرة المؤتمر الذي أتاح الفرصة لتلاقي العلماء والتواصل بينهم، ومناقشة المشاكل التي تهم النخلة، سواء من الناحية البستانية، أو تربة النخيل، أو النواحي الاقتصادية المختلفة المرتبطة بعالم النخيل ومنتجاته المتزايدة يوماً بعد يوم بفعل جهود العلماء في هذا المجال. وأوضح أن المؤتمر يتيح التكامل بين العلماء للنهوض بالنخلة، خاصة أن أغلب العلماء والباحثين يعملون في جزر منعزلة، ولا يدري بعضهم ما يقوم به الآخر في المجالات المتعلقة بالنخيل، غير أن اجتماعهم في حدث عالمي مثل « المؤتمر الدولي للنخيل والتمر» يعتبر خطوة مهمة في سبيل تحقيق التكامل. الإمارات الرابعة عالمياً أكدت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) أنه خلال الفترة بين 2002-2010 احتلت دولة الإمارات المركز الرابع على مستوى العالم في إنتاج تمر النخيل، وهي مسؤولة عن إنتاج%10 من الناتج الكلي للتمور في العالم، وتأتي الإمارات في طليعة الدول عبر جهودها الإقليمية والدولية في إنتاج تمر النخيل على الدوام، وهذا الدعم له قيمته في مكافحة الجوع والفقر في العديد من البلدان حول العالم، ويعكس رؤية المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عندما يقول «أعطني زراعة أعطك حضارة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©