السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اهدم البيت القديم مع كل أشباحه

اهدم البيت القديم مع كل أشباحه
6 أغسطس 2009 00:07
الشاعرة الشابة أنيكا كلاوس من الجيل الجديد في الشعر الهولندي المعاصر، لفتت إليها الأنظار في وقت مبكر أثناء مشاركتها في المهرجانات الشعرية الكثيرة في الشمال الهولندي. تمتاز نصوصها بالكثافة والاقتصاد اللغوي ذات الموسيقى الداخلية الصافية. إما مواضيعها الأثيرة فهي السخرية من العالم الذي يدمر كل شيء طبيعي ويمسخه إلى درجة القبح. كما تقدم في نصوصها نقدا حادا لمظاهر الحداثة المزيفة. ولدت الشاعرة في لاهاي عام 1979 ودرست اللغة والأدب الفرنسي وهي تدرسٌه ألان في جامعة خروننكن، كما تقوم بترجمة الشعر من الفرنسية إلى الهولندية ومن الهولندية إلى الفرنسية. هنا بعض من قصائدها. سادتي القردة تفعل ذلك أيضا هل تريد ان نصدق أفعالنا وان طبيعة الحيوان الذي فوق هي منطقية وان مكتشفي الحقيقة هم فراشات أيضا أولا من التفاهة ان الزمن سيعلمنا وأننا سوف نرى كم كنا جاهلين جمال الحياة هنا وكم هو جيد حينما سنغمض عيوننا اذا كنا نستمع بانتباه إننا سوف نسمع الموسيقى وأنك كنت تعرف كل ذلك وانه لذلك كانت لديك آذان طويلة اقلب الورقة حطمني أيها الجراح واجعلني جميلة دعني اعشق شكلي أجلسني فوق السقالات اطر قني واعجني أعدني فتاة اجعلني سندا وذراعا قطًعني كرف وثبتني بالجص زهرة ملاط بلاستر اهدم البيت القديم مع كل أشباحه أنقاض ودخان العنقاء تنهض كبيت جديد انظري هنا انتبهي لقد كنت بطة قبيحة * وألان وزة ! وماذا بعد حروف صغيرة ** اقلب الصفحة .. كيف هل انا قبل ام بعد ام إنني بينهما بطة قبيحة وزة مصنوعة (الأجنحة، ترقد هناك مربوطة بالحبال) مستعجل لقد رأيت كل شيء الدنيا أصبحت معتمة والنهاية تقترب مسرعة السفينة قديمة والجرذان ذهبت ألان إلى الحافة لقد رأيت كل شيء الدنيا أصبحت معتمة أغلقوا الأبواب والنوافذ الذرر يملأ الفضاء وهناك غيوم تصطاد القمر لقد رأيت كل شيء الدنيا أصبحت معتمة ليس هذا جذل الكلمة الأخيرة أريد ان يحدث ذلك سريعا وفي وجهي ولكن الظلام يعيقني إنني ارتعش كل متر من الظلام يزن عشرة أضعاف وزنه مقفل إذا كان هناك عالم أخر أريد منه أن يفسر نفسه الآن بالكلمات ؟ اسمع أصوات الأعماق السحيقة اعرف ذلك بكل تأكيد انا وجدت نفسي في قبو في خندق أفكاري أتذكر جيدا كيف كان العالم فوق ولكنني مجردة من القدرة لدي خياشيم ولكن ليس لدي زعانف طحالب حزينة ترفرف حول خصري إنها باردة هنا في الداخل. * حكاية هولندية اسمها البطة القبيحة التي تريد أن تصبح وزة جميلة. ** حروف صغيرة .. عادة ما تكون هناك حروف صغيرة ترافق كل رسالة مهمة وتوضع في نهاية الورقة وغالبا ما تهمل ولها نتائج وخيمة. الوقت صحيفةٌ لا تتوقف عن الصدور « الشعر لا يُلقى في المزابل» محيي الدين جرمة * النسيان ذاكرة الشاعر المكان ضيع معناه الغبار التبس في الآنية الزهور الانتماء الحقيقي مُكتنزا بجماله متوحدا بذاته ِفيَّ... في حقيقة المعنى القريب لوجوده. بعيداً عن زحام الغبار الملوث إذ الندى يصير وحلاً في مفردات المدن الغائبة عن الوعي. كل غياب بسيط فقد حضوره العقول خاوية المستقبل للحروب في أمكنة تعيش الحياة في – قرن وحيد القرن- وتحيا العنف كموروث شعبي. المستقبل للحروب فحسب ورياضة – كمال الأجسام – والصناديق السوداء للبلاد التي بلا بلاد. المستقبل للعقار والسهم القاتل لقلب الحجر حيث الوقت يهجر مدينة الريف غير النقي إلى الفكرة إلى هواء الريف المدني حيث لا موقف أصولي من الكمبيوتر أو التكنولوجيا ولا فرق بين مدني/عسكري سوى الزي. وحيث الوقت صحيفة لا تتوقف عن الصدور. بعيداً عن الأمكنة الملتبسة حيث الحرية صحيفة ضد الحرية. والدولار الشاعر الحداثي الوحيد الأكثر تداولاً في العالم. حيث السكوت هو السلبي. وقريبا من الزهور تبل أقدامها في الماء. حيث الصمت يوجز الكلام بكلمة واحدة عميقة: هي الصمت. الصمت أن تتحدث بصمت. السعادة أن تكف الحديث عن السعادة. لكن اوه ........ حتى المستقبل هنا/ك مُذكر أيضاً. غير أن الوقت صديق يقرأ جيداً لذلك يمضي إلى طبيعة العصفور خارج النافذة متأملاً فضاء المداد المكسور لكحل امرأة تنتظر. كصديقات ٍ لا امشي معهن سوى على سطح قمر الماء في المفردة الواسعة للفراغ نتبادل ورود الكلمات على صفحة الوُرود نتنادم لا نندم على أي شيء سوى الندم. وببساطة نسكن في»الإيميل» على رصيف الجهات. كما نجلس على حجر «البُلك» بأرصفة الملك الحميري : «صنعاء» نشرب كعادتنا ضجر المساءات مع الحليب. أنا وأصدقائي الجميلين الذين لا أعرفهم من يطعمونني الأمل والتاء المربوطة للحيا/ة. حيث لا استخدم أدوات النصب وما اجهله بالطبع ما أعرفه فحسب : الكتابة جسد الحياة اللغة روحها القصيدة الحقيقية أنثى بطبعها لا ترضى بغير الشعر الشعر الشعر الشعر ال ش ع ر الذي : «لا يُلقى في المزابل» * شاعر يمني حذاء الوقت عياش يحياوي لا رمل في الساعة الصحراء ثقب إبرة والريح تعوي مثل مطرود يأكل كبده بهدوء مريب *** أتجول في البلاد بلا حذاء أنتعل الوقت الشاحب وخسارات الليلة الأولى في جيبي تمر أمريكي فاخر وعلى بابي أفعى تخيط جرحها *** يدعوني اللصوص إلى حفلة ألبس ربطة عنق وأتفرج في وداعة المشنقة وهي تستل الشعرة من العجين *** خيبة تسيل على الطريق مثل مطر حامض وبساتين أبي ليس لي أب غير الطيش *** ناقة تجري في ردهة الفندق الفندق سوق حرير ومياه لزجة والمضيفات الجميلات جوار من زجاج لا ينكسر الزجاج هنا هنا، ينكسر ظهر الغريب سألني النادل: ماذا تأكل؟ أشرت إلى رأسه وبكيت لم يفهم النادل للأسف قصدي *** مثل احتكاك الحديد بالحديد يأتيني صوت يشرب دمه يتعكز على كبدي وحولي الدود يشرب غليون السهرة *** يا أنت .. أيها الذاهب في الأزرق لا تدع القبعة تسقط لأن عمال الفجر عابرون لأن الحياة كلها تعبر الآن .. *** جسدي هواء ينوس جسدي حارة لصوص وسكارى ويدي وحدها تلوح متعبة ويدي سمائي *** تسألني عن الوقت الساعة الآن منتصف الليل إشرب دواء السعال واطرد النجوم من الغرفة ونم مثل كلب أجرب .. حكايةُ الغريبِ والأميرة إلى «Dorot» حمزة قناوي* كأيِّ عابرٍ من المُهاجرين عبرتُ ذات ليلةٍ أمام موكبكْ عبرتُ مُتعباً مُمزَّق الأردان يدفعُ الأنين خُطايَ والطريقَ حيثُ تعبُرين وفجأةً توقفت خيولُكِ المُطهَّمةْ عن سيرها وقد أشرتِ للحرَس أن يُحضِروا إليكِ عابرَ الطريق ذلك الحزين فأحكموا الوثاق حول معصميَّ في غضب وأوقفوا خطاي حيثٌما مضيتِ تأمُرين ملأتُ من ضيائِكِ العيون تمتَمتُ للإله كي تطول وقفتي وقد مضيتُ صامتاً أُغالِبُ الهُيامَ والجُنون «من أنت كي تمُرَّ غير آبهٍ أمام عرشنا ؟» مولاتيَ الرؤومُ لستُ غير واحدٍ من المُهاجرين في هذه المدينة التي يُضيءُ تاجُكِ النبيلُ قصرَها يموتُ كُلَّ ليلةٍ لقاءَ حُلمه الشريد لقاء أن يمُرَّ موكبُك لكي يراكِ من بعيد فتمنحيهِ نظرةً مُسافرةْ كالضوءِ .. كالرياحِ .. لا تحُطُّ فوق مُقلتيهِ إنما تمُرُّ مثل عابرِ الغناء وبعدها تضيعُ في الزحامِ والضجيجِ في تحاشُدِ البشرْ - « أراكَ عاشقاً إذاً ! « (ووجهها المُضيءُ ينثني .. وتسخرُ الشفاه) ! - علِمتُ مُذ سمعتُ صوتَكِ الذي تبوحُ لي بهِ الرياحُ .. في بُحيرةِ المساء أنني أتيتُ للوجود .. لم أمُر في سفينِ هذه الحياةْ إلا لكي أراكِ ثُمَّ أعبُرث المدى إلى الغياب راضياً لأستكينَ في مقابر العبيد بين أدُمعِ الأُساةْ والعاشق المُحبُّ يا أميرتي لديهِ ما يهبهُ من يحُب ولستُ مالكاً سوى غنائيَ الحزين زادَ رحلتي وحُلميَ الشريدَ تعبُرين نجمةً على ذُراهْ - « كفى ! أضعتَ وقتيَ الثمينَ في دوائر الكلام ! حلمتَ بالمُحال جُبتَ بحرَ وهمِكَ البعيد بينما تسير في الهجير حافياً إلى فلاةْ » ! وفجأةً أشارت الأناملُ الحريرُ للحرس فأقبلوا يحاصِرونَ في مآقيَ المُهاجِرِ السكينةْ وهُيِّئت زنزانةٌ بعيدةٌ على رُبى المدينةْ ! .............. كأي عابرٍ من المُهاجرين عبرتُ ذات ليلةٍ أمام موكبِكْ عبرتُ مُتعباً مُمَزَّق الأردان يدفعُ الأنين خُطايَ والطريقَ حيثُ تعبُرين ! * شاعر مصري ثلاث رؤى مختلفة فاطمة المزروعي * الجريدة عينان تتحركان، تنظران إلى عناوين الجريدة، العينان يعلوهما حاجبان مقوسان، غليظان، يبدوان غير مرتبين، وتحتهما أنف طويل، عليه شعيرات خفيفة، وبجانبهما خدان جافان، يتوسط الوجه، فم كبير، وشفتان غليظتان، بينهما سيجارة، ينفث دخانها بروتينية.. بجواره طاولة مدورة، تبدو مصنوعة من خشب السنديان القديم، لديها ساق واحدة، يعلوها مفرش أبيض، يبدو لونه قديماً، مطرز بوردات ذهبية اللون، في جهة اليسار كانت هناك علبة سجائر من النوع الرخيص، مفتوحة، وبجوارها ولاعة، شفافة اللون، يبدو الماء الذي بداخلها ثابتاً، ومن جهة اليمين فنجان، رسمت عليه مربعات صغيرة خضراء، توزعت بطريقة عشوائية، يبدو خالياً، وقد علقت بقايا القهوة على حوافه، وهناك بجوار الفنجان كانت أوراق كثيرة، ربما لرواية مكتوبة بلون أزرق باهت، وعليها بقع بنية خفيفة، تبدو وكأنها قهوة.. وعلى الأرض، بجوار الطاولة، أوراق ممزقة، متناثرة. وفي وسط الشقة، كانت هناك نافذة، حوافها بيضاء، يبدو زجاجها متسخاً، مغبراً، كتب عليه حرفان، تلاصقا في بعضهما البعض عن عمد، تعلوهما ستارة، قماشها شفاف، وهناك في الأعلى، عند نهايات الستارة، كان عنكبوت قد بنى له بيتاً صغيراً، يتحرك فيه مثلما يشاء.. وبجوار النافذة، مقعد كبير، وعليه ملابس متسخة، أحدهما مفروش على الأرض، بدون أزرار، تتحرك العينان، ترمقان المكان، ثم تعودان للجريدة. المرآة شارع طويل، على جانبيه يمتد شريط يبدو وكأن لا نهاية له من أشجار النخل، تتحرك في صمت، نظراتها تتجه إلى حذائها المهترئ، تعدل من وضع الغطاء على رأسها، تخفي خصلاتها الناعمة، تحضن كتبها إلى صدرها، تتمتم في توتر، بكلمات متقطعة، تردد ما حفظته طيلة الليل، ببساطة تفتح حقيبتها، تخرج مرآتها المدورة ذات الإطار الأسود، تنظر فيها بإمعان، تنفخ في انزعاج، تتضايق من الانتفاخ الذي تحت عينيها، تعيد مرآتها لحقيبتها، تسير بخطوات واثقة نحو الطريق الممتد بلا نهاية. انعكاس مشهد علبة صفيح، قديمة، لا تعرف ظهرها من وجهها، ممسوحة البيانات، تدفعها الريح بنعومة وسط دوامة هواء، مع كومة أوراق، بعضها ممزق والآخر يبدو سليماً، الشارع خال، صفير الرياح يرتفع بتقطعات مختلفة، يضرب النوافذ، يطل وجه مراهقة، بدأت ملامح الأنوثة تظهر فيه؛ بشرة متوردة ونهدان صغيران يجاهدان في النمو وأرداف بدأت في الاستدارة، تتطاير رائحتها مع ذرات الرياح، تبدو ساهمة، وبيدها رسالة، تحضنها لصدرها، تهمس لنفسها بشوق، تعود الرياح إلى رحلتها المعتادة، حاملة معها كل ما تراه. * قاصة إماراتية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©