الأزرق يحتاج إلى ترميم!

تحول النصر هذا الموسم إلى لغز كبير حيّر الخبراء وعشاق الفانيلة الزرقاء فبعد تدهور نتائجه في معظم فترات الدور الأول جاء ''المنقذ'' لوكا ليعيد ترتيب الأوراق من جديد وليفتح النصراوية صفحة جديدة أسفرت عن أربعة انتصارات متتالية وعروض قوية لكن قطار الأزرق توقف في الأمتار الأخيرة، وجاءت خماسية الأهلي لتحدث دوياً هائلاً داخل القلعة الزرقاء وينتفض الكرواتي لوكا من بين الركام متهماً اللاعبين بالتخاذل وتعمد تدميره رداً على تأكيده بأن سياسة الإحلال قادمة ولا بد من التغيير وضم عناصر جديدة في كل المراكز حتى يتمكن الفريق من المنافسة في الموسم المقبل مؤكداً عدم ارتياحه للوضع الحالي· هذه القضية وغيرها من القضايا الأخرى التي تتعلق بمسيرة العميد كانت حاضرة في لقائنا مع محمد خميس قائد النصر الذي فتح قلبه وصدره لـ''الاتحاد'' في حوار ساخن·· في البداية يتفق اللاعب مع المدرب في أنه لا بد من ''ترميم'' الفريق بعناصر جديدة تمثل دعماً له في دوري المحترفين قائلاً: إن لوكا مدرب كبير ويعرف ماذا يريد وأين نقاط القوة والضعف فهو أولاً وأخيراً مدرب بطولات والإدارة النصراوية مطالبة أيضاً بالبطولات وعلى هذا الأساس لا بد من توافر البدلاء القادرين على مواصلة المسيرة· ويصل خميس إلى ما أثاره لوكا في أعقاب خماسية الأهلي ويقول: إن المدرب لديه الحق في هذه الانتقادات ورغم قناعتنا بأنه عصبي إلا أن الجيل الحالي يتطلب هذه المعاملة ومثل هذه الشخصية، لافتاً إلى أن عدة مدربين تعاقبوا على الفريق لكن شخصيتهم كانت ضعيفة وكانوا يتساهلون مع اللاعبين لدرجة أن الوضع وصل في بعض الأحيان إلى حد ''التسيب'' وبالطبع هذه الحالة لا يمكن أن تكون مقبولة، ونحن مقبلون على دوري المحترفين ولا بد لكل لاعب أن يعرف ما له وما عليه· أضاف: إن المدرب اتهم الجميع بالتخاذل ومحاولة تدميره، وهذا غير صحيح لأنه لا يعقل لأي نصراوي أن يتساهل ويفرط في سمعة فريقه وأعتقد أن كل نصراوي هو متعصب جداً وهذا نلمسه دائماً في المباريات التي يخسرها الفريق حيث تقوم الدنيا ولا تقعد لدى الخسارة· وأشار إلى أن ما حدث يتعلق بلاعب واحد هو مسلم أحمد وهي حالة خاصة يجب ألا نعممها على الجميع فقد وعد لوكا اللاعب بمساعدته بالحصول على بدل السكن والبالغ 70 ألف درهم لكن هذا الموضوع تأخر وتسبب في ابتعاد مسلم عن التدريبات في الوقت الذي كان لوكا بحاجة الى جهوده وجهود غيره من اللاعبين الذين يعتمد عليهم وبناءً عليه غضب لوكا ووجه انتقادات عنيفة لكنه لم يكن يقصد جميع اللاعبين· ويلخص خميس حالة فريقه هذا الموسم بقوله: إن معظم المباريات كانت جيدة لكن النتائج لم تواكب العروض وكان للحظ دوره في تلك النتائج علاوة على عدم قيام المحترفين الأجانب بالدور المطلوب منهم وكذلك الهبوط المفاجئ الذي حدث في أعقاب ضمان بقاء الفريق في دوري الأضواء وابتعاده عن منطقة الخطر مما انعكس سلباً على حماس وأداء اللاعبين ووصل الأمر إلى حد ''التكاسل''· ويصف خميس خسارة الأهلي بخماسية بأنها قاسية جداً واللاعبون لم يتحملوها وقد ضيعت مجهود موسم كامل، مشيراً إلى أنه كان من المفترض أن ينهي الفريق الموسم بأداء قوي يتناسب مع القفزة النوعية التي حققها على يدي المدرب لوكا· وطالب خميس النصراوية بطي الصفحة الماضية والاستفادة من هذه الدروس والعبر وإعادة ترتيب البيت النصراوي على أسس متينة تساعده على مواجهة تحديات دوري المحترفين، وأول الأمور التي يركز عليها خميس مطالبة الإدارة بعدم إطلاق التصريحات قبل بداية الموسم والمبالغة فيها، مثل التأكيد على أن الدوري سيكون نصراوياً أو أن الفريق سيكون منافساً قوياً على اللقب بل عليها أن تسلك نفس الطريق الذي اتبعته إدارة الشباب عندما تعاملت بهدوء مع الدوري بعيداً عن التصريحات الرنانة واستطاع فريقها أن يحصد النقطة تلو الأخرى وأن يحافظ على صدارته للدوري ومن ثم إحراز البطولة· ويقول خميس: إن سياسة لوكا بالتعاقد مع لاعبين محليين من أندية أخرى هي سياسة سليمة وتنبع من حرصه على مستقبل الأزرق ومساعدته على المنافسة والدخول شريكاً مع باقي فرق المقدمة، مشيراً إلى أن أي لاعب يجب أن يتقبل قرار المدرب في حال القيام بالتغيير حتى ولو كان الأمر يتعلق به شخصياً فهو يعتبر نفسه جندياً في القلعة الزرقاء، وأشاد خميس بقرار ضم محمد عمر قائد منتخب الإمارات في خليجي ''،''18 مؤكدا أنه مكسب كبير وهو مهاجم ذكي وصاحب خبرة ومن جهتهم في النصر يفتقدون إلى المهاجمين المواطنين ثم إنه من الصعب الحصول على مهاجم مواطن جاهز· ويؤكد خميس أن سياسة الإحلال جيدة لكن الإحلال يجب أن يكون للأفضل وليس للأسوأ على حد تعبيره، محذراً من استبدال أي لاعب مؤثر· وفي حديثه عن اللاعبين الأجانب وصفقة الإيرانيين معدنجي وعنايتي يقول خميس: إن الصفقة تعتبر جيدة قياساً بالمستوى الذي ظهر عليه اللاعبان في الموسم الحالي مع الشعب والإمارات واصفاً تلك الصفقة بأنها مكسب كبير ومؤكداً أن عنايتي ومعدنجي يشكلان قوتين إضافيتين للأزرق· ويتوقف خميس عند مستوى المحترفين الذين دافعوا عن ألوان الفريق هذا الموسم بقوله إن البرازيلي ريناتو لاعب سوبر، فيما اجتهد النيجيري إيداهور ولم يكن مواطنه قدوين محظوظاً ولذلك فإن المحترفين بصفة عامة لم يخدموا الفريق بالشكل المطلوب· ويعتذر خميس لجمهور النصر الوفي قائلاً: إن الاعتذار شيء بسيط تجاه هذا الجمهور ويستحق كل خير وسيحصل على الفرحة إن شاء الله، ولم يستبعد خميس عودة النصر إلى مكانه الحقيقي والمنافسة بقوة على لقب دوري المحترفين بشرط تكاتف كل الجهود والالتفاف حول الفريق والتخلي عن حب الذات والالتفات للمصلحة العامة· وبسؤاله عن نيته في الاعتزال بعد قراره الاعتزال دولياً في أعقاب خليجي ''''18 يجيب أنه عندما يشعر بأنه غير قادر على العطاء فإنه سيتوقف فوراً لكنه يتمنى أن ينهي مشواره مع العميد ببطولة كبيرة، مشيرا إلى أن الإصابة هي التي عجلت باعتزاله دولياً، آملاً في أن يختتم مشواره وهو في قمة عطائه·