الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قلق الطفل يعكس واقع أسرته

قلق الطفل يعكس واقع أسرته
5 ابريل 2018 03:03
خورشيد حرفوش (القاهرة) القلق شعور بعدم الارتياح والاضطراب والهم المتعلق بالمستقبل. ويتضمن شعوراً بالضيق، وانشغال الفكر، وترقب الشر، وعدم الارتياح حيال ألم أو مشكلة متوقعة أو وشيكة الوقوع. فالطفل الرضيع يمكن أن يخدش شعوره بالأمن بسهولة بسبب الأحداث أو الأصوات المفاجئة، وفي عمر ثلاث سنوات يظهر الأطفال شعوراً بالقلق تجاه الأذى الجسمي، أو فقدان حب الوالدين، أو العجز عن التعامل مع المواقف. وتعد مشاعر القلق المتعلقة بأخطار متخيلة من الأمور الشائعة في مرحلة الطفولة المبكرة. ويبلغ القلق أوجه فيما بين عمر سنتين وست سنوات عندما يفكر الطفل بخطر حقيقي أو متخيل، إلا أن شعور الطفل بقلق مبالغ فيه يعكس واقع أسرته. أعراض دالة تقول الدكتورة ابتهال سرور، اختصاصية الطب النفسي، إن أعراض القلق تتمثل في البكاء والصراخ، وسرعة الحركة، والتفكير الوسواسي، والأرق، والأحلام المرعبة، وفقدان الشهية والتعرق والغثيان وصعوبات التنفس، والتقلصات اللاإرادية. وعادة يكون الأطفال القلقون شاردين يقضمون أظفارهم أو شفاههم. كما أنهم فريسة سهلة للمرض، ويظهرون قلقاً زائداً تجاه مواقف الحياة اليومية التي لا تثير عادة اهتمام الآخرين، مشيرة إلى أن الذين يعانون قلقاً مرتفعاً هم غالباً أقل شعبية بين أقرانهم وأقل إبداعاً ومرونة، كما أنهم أكثر قابلية للإيحاء وأكثر تردداً وحذراً وجموداً. كما أن مفهوم الذات لديهم فقير نسبياً، ويعتمدون على الراشدين اعتماداً زائداً، ولا يعبرون عن غضبهم بحرية، والأكثر قلقاً منهم يحصلون على درجات أقل في اختبارات الذكاء والتحصيل خلال دراستهم، ما قد يكون ناتجاً عن تدخل عامل القلق في عدم قدرتهم على الأداء بفاعلية. ويؤدي القلق غالباً إلى حلقة مفرغة؛ إذ يزداد مستوى التوتر، وبدلاً من البحث عن حلول بديلة يؤدي الاضطراب إلى شل حركة الطفل. عوامل مسببة وعن أسباب تلك الحالة، تقول سرور، الأطفال ينظرون إلى آبائهم كمصدر أمن وحماية، ومن خلال هذه الخبرة تنمو قدرة الطفل على التعامل مع القلق وتحمله. ويظهر القلق نتيجة التفكك الأسري، أو الانفصال المبكر عن الوالدين، كما يشكل الخوف من فقدان حب الوالدين مصدراً مستمراً للقلق لدى الأطفال. ويمثل عدم الشعور الداخلي بالأمن سبباً رئيساً للقلق. ومثل هؤلاء الأطفال تعوزهم الثقة والخبرة ويشعرون أنهم ضائعون، وهم لا يمتلكون المعالم التي تحدد السلوك المناسب الذي يترك أثراً طيباً لدى الآخرين ولدى أنفسهم، ويظهر هؤلاء الأطفال وكأنهم يبحثون لدى الراشدين عن حدود لسلوكهم. وتلفت إلى أن النقد الزائد يؤدي إلى الاضطراب والتوتر، إذ يشعر الطفل بالشك في ذاته. وفي هذه الحالة فإن أية مواجهة يمكن أن تؤدي إلى شعور شديد بالقلق، خاصة عندما يعرف الأطفال بأنهم سيكونون موضع تقييم. من جانب آخر يشعر الأطفال بالقلق الشديد عندما يعتقدون بأنهم قد تصرفوا على نحو سيئ، وتزداد المشكلة تعقيداً عندما يتكون لدى الطفل إحساس عام بأنه لا يتصرف بطريقة صحيحة. نتيجة حتمية وتذكر سرور: «يكون للآباء القلقين، في معظم الأحوال، أبناء قلقون، فيتعلم الأطفال القلق ويرون الخطر في كل ما يحيط بهم، فهم يرون آباءهم متوترين وهم يحضرون أنفسهم لرحلة أو لمناسبة، أو يناقشون موضوعات المستقبل. ويصبح الجو مشحوناً بالتوتر بدلاً من أن يكون مشبعاً بالنظرة الهادئة المتفائلة. والآباء الدفاعيون أو الحذرون في التعبير عن انفعالاتهم يمكن أن يولدوا استجابات متشابهة لدى الأطفال، فالأطفال يفترضون الأسوأ عندما ينتهج الآباء أسلوباً متحفظاً، فعندما لا يعبر الآباء عن انفعالاتهم يتخيل الأطفال وجود سبب خطير لذلك. كما يؤدي الإحباط الزائد إلى مشاعر القلق والغضب، فالأطفال يشعرون بعدم المقدرة على الوصول إلى كثير من أهدافهم، وقد يكون لدى الأطفال فكرة عن أنفسهم بأنهم لا يؤدون عملهم بشكل جيد في المدرسة، وفي علاقاتهم مع أصدقائهم وإخوانهم أو مع الكبار، وقد يكون ذلك ناتجاً عن ارتفاع مستوى الأهداف أو تدني مستوى تقييم الذات. ويؤدي الشعور المستمر بضعف الأداء إلى درجة عالية من القلق، وتنشأ لدى الطفل حلقة مفرغة تتكون من الشعور بالإحباط والقلق والتردد واليأس والاضطراب. حاجة ماسة ترى سرور أن كثيراً من مشكلات الطفولة الباكرة ينجم عن الشعور بانخفاض اعتبار الذات، موضحة أن الأطفال الذين يفتقرون إلى الثقة بالذات لا يكونون متفائلين حول نواتج جهودهم، فهم يشعرون بالعجز والنقص والتشاؤم ويفقدون حماسهم بسرعة، وتبدو الأشياء بالنسبة لهم وكأنها تسير بشكل خاطئ، وهم يستسلمون بسهولة وغالباً ما يشعرون بالخوف، ويصفون أنفسهم بصفات مثل (سيئ) و(عاجز) ويتعاملون مع الإحباط والغضب بطريقة غير مناسبة؛ إذ يتوجهون بسلوك انتقامي نحو الآخرين أو نحو أنفسهم، مؤكدة أن الأطفال القلقين في حاجة ماسة إلى الشعور بالثقة والطمأنينة، وإشاعة جو من الألفة داخل الأسرة، وتجنب الوالدين حدة النقاش أو التوجيه. وتقليل مسببات التوتر. وتشجيع الطفل باستمرار، مع إبراز الأشياء الإيجابية، وإعطائه مساحة كافية للتنزه والخروج واللعب والتعبير، والابتعاد عن دائرة الإملاءات والممنوعات، ما يحرم الطفل من الاختيار أو ممارسة الهوايات. كما يجب على الوالدين تخصيص مساحة من الوقت لمشاركة أطفالهم في اللعب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©