5 أسباب وراء الخسارة القاسية للجزيرة أمام سبهان

بإجماع الآراء قدم الجزيرة أسوأ مباراة له في الموسم، وكان القدر رحيماً به عندما خسر بخماسية فقط أمس الأول أمام سبهان الإيراني في الجولة الثانية من دوري أبطال آسيا لكرة القدم، لأن فريق أصفهان أهدر أكثر من 10 فرص أخرى سانحة للتهديف على مدار الشوطين، كانت كفيلة بإلحاق هزيمة تاريخية لـ”الفورمولا” في حالة تسجيلها جميعاً، وذلك في الوقت الذي وقع فيه دفاع “العنكبوت” في كل أنواع الأخطاء الفنية والتكتيكية، بداية من التمركز غير الصحيح، والوقوف في معظم الكرات على خط واحد، مروراً بالتمرير الخاطئ من الخلف للأمام والتغطية غير السليمة، وانتهاءً بعدم القدرة على الضغط المركز على مهاجمي الفريق الإيراني. ويكفي أن نقول إنه برغم الفوز بخماسية لفريق سبهان وخسارة “الفورمولا” بهذه النتيجة القاسية، إلا أن نجم المباراة الأول من بين كل لاعبي الجزيرة، هو الحارس علي خصيف الذي تصدى لأكثر من 5 أهداف محققة، وأنقذ مرماه من “تسونامي أصفهان” طوال 90 دقيقة من كافة الزوايا، وإذا حاولنا استعراض أسباب خسارة الجزيرة في المباراة يمكننا أن نقول إن هناك 5 أسباب وراء تلك الخسارة القاسية. أولاً: غياب بعض اللاعبين المهمين والمؤثرين عن تشكيلة الجزيرة، وعلى رأسهم دلجادو الذي كان نجم الفريق في كل مباريات المرحلة الماضية، والمحطة الأساسية التي تنطلق منها كل التمريرات والتسديدات والغزوات الجزراوية المهمة، وعبد الله موسي الجناح الأيسر القوي الذي يقوم بأدوار دفاعية وهجومية تكتيكية رفيعة المستوى، وعبد السلام جمعة لاعب الخبرة المهم في ارتكاز الوسط الذي كان يقوم بدور صمام الأمان للجزيرة في كل مبارياته القوية في البطولة الآسيوية على مدار الموسمين السابقين. ثانياً: غياب الروح القتالية العالية التي يتميز بها الفريق في البطولات المحلية، وتقوده في كثير من الأحيان لتغيير النتيجة لصالحه في الدقائق الأخيرة، عندما تكون الأمور صعبة ومغلقة، ومن هنا فقد ظهر لاعبو الجزيرة بلا دافع أو حماس أو رغبة في التحسين، حتى بعد الهدف الأول، بدليل أن الفريق الإيراني أهدر أكثر من 4 أهداف محققة، بعد هذا الهدف قبل أن يلتئم شمل “العنكبوت”، ويستعيد توازنه، وأدت هذه السلبية إلى عدم الدقة في التمرير، وعدم القيام بالضغط المتقدم في المناطق الأمامية لإجهاض محاولات أصحاب الأرض في بدايتها، وعدم التمركز الصحيح، واليأس بعد الهدف الثالث الذي سجله سبهان قبل الدقيقة 50. ثالثاً: توقيتات أهداف سبهان التي كانت مثالية بالنسبة للفريق الإيراني وصادمة بالنسبة لـ”العنكبوت”، حيث بدأ سبهان بالتسجيل مبكراً في الدقيقة الثانية، قبل أن يقف الجزيرة على قدميه في الملعب، ويأخذ الثقة التي تدفع به لتحقيق التوازن المطلوب بين الدفاع والهجوم، فيما جاء الهدف الثاني في الوقت الذي بدأ فيه “العنكبوت” يتحرك لمبادلة المنافس الهجمات أملاً في تحقيق التعادل، أما الهدف الثالث فقد تم تسجيله قبل مرور دقيقتين على هدف الجزيرة الأول الذي جعل الفارق قريباً بين الفريقين، وبالتالي فقد قضى هذا الهدف على كل طموحات وأهداف “العنكبوت” في المباراة. رابعاً: ابتعاد الثلاثي دياكيه وسبيت وياسر مطر عن مستواهم الطبيعي المعروف عنهم، مما أدى إلى وجود فجوة بين الوسط والهجوم، وبناء عليه فلم يكن هناك التمويل الصحيح للمهاجمين بالتمريرات الأمامية الطولية والعرضية، والتسديد بعيد المدى والمساندة الهجومية إلا نادراً، وعلى ضوء ذلك انقطعت العلاقة بين الدفاع والهجوم، ولم يقم اللاعبون في الوقت نفسه بدورهم الدفاعي المناسب في الضغط على لاعبي سبهان في مناطق بناء الهجمات، ولمن يتابع الجزيرة يعرف جيداً أن الثلاثي “دياكيه وسبيت و ياسر”، ترمومتر أداء الفريق في كل المباريات، وإذا كان أحدهم في غير مستواه يمكن للآخرين تعويضه، أما أن يكون الثلاثي خارج الخدمة في وقت واحد، فهذا لم يحدث كثيراً من قبل. خامساً: التغييرات الجزراوية في الشوط الثاني لم يحالفها التوفيق هذه المرة، فقد كان خالد سبيل أفضل لاعبي الجزيرة طوال الشوط الأول، لأنه الوحيد الذي كان يقوم بأدوار هجومية لمساعدة باري وأوليفييرا، وإيقاف اطلاقات حاجي صافي الخطير من الجبهة اليسرى للفريق الإيراني، وشارك بدلاً منه محمد مرزوق الذي لا يلعب في مركزه من الأصل، وبالتالي فقد كانت مشاركته استثنائية، كما أن غالبية الجماهير لم تشعر بدور فاعل أو مؤثر لخميس إسماعيل الذي شارك بدلاً من هلال سعيد طوال الشوط الثاني، وبعيداً عن ذلك كان الجميع ينتظرون تغييرات ذات نزعة هجومية لتنشيط الجانب الهجومي، لأن الفريق كان خاسراً، ولكن ما حدث أن التغييرات جاءت دفاعية، فأعطت للاعبي الجزيرة في الملعب مؤشراً بأن الفريق يبحث عن تأمين الدفاع وضبط المنظومة الدفاعية أكثر من بحثه عن إدراك التعادل. الاندفاع الهجومي من ناحيته أكد المدافع جمعة عبد الله أن الجزيرة لم يقدم المستوى المطلوب في المباراة، كما غاب عنه الحظ أيضاً، مشيراً إلى أن تقدم جميع اللاعبين إلى المناطق الأمامية، منح الفرصة المناسبة للفريق الإيراني لهز الشباك الجزراوية خمس مرات، في الوقت الذي افتقد فيه “العنكبوت” الروح القتالية والإصرار على الخروج بنتيجة إيجابية. وقال إن الجزيرة يلعب بطريقة هجومية كالمعتاد، واستغل الفريق الإيراني المساحات والضغط على اللاعبين في المناطق الخلفية، وبدا الارتباك واضحاً من خلال التمريرات الخاطئة، ونأمل التعويض في المباريات القادمة، وبالتالي تحقيق نتائج طيبة تقودنا إلى الدور الثاني”. العنزي: الجزيرة لم يقدم 10% من مستواه الحقيقي أصفهان (الاتحاد) - أكد محمد سالم العنزي، المشرف العام على الفريق الأول بالجزيرة، أن فريقه لم يقدم 10% من مستواه الحقيقي. وأشار العنزي إلى أن البداية لم تكن جيدة للجزيرة، وبدا الارتباك واضحاً على الفريق، وافتقد اللاعبون إلى الروح القتالية، إضافة إلى مجموعة من الأخطاء الفردية، فضلاً عن عدم ترابط الخطوط الثلاثة في الفريق، ما منح المنافس الإيراني الأفضلية في إنهاء المباراة لصالحه. وأوضح العنزي أن الفريق الإيراني بدا جيداً في الأداء خلال المباراة، ويملك خبرة المشاركات الإقليمية، بجانب الروح القتالية. وعن إمكانية التعويض، قال العنزي “ لا زال أمامنا 4 مباريات في البطولة، ومن الممكن جداً تحسين المستوى وتصحيح الأخطاء، وبالتالي العودة مجدداً للمنافسة على التأهل إلى الدور الثاني من البطولة، وأثق في قدرات اللاعبين جميعاً، ولابد أن نخرج من وضعيتنا الحالية والالتفات للمباراة القادمة أمام الشباب في نصف نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة. براجا: سبهان يستحق الفوز لأنه متميز وكان في يومه أصفهان (الاتحاد) - أكد البرازيلي آبل براجا، المدير الفني للجزيرة أن سبهان استحق الفوز بالنتيجة الكبيرة، لأن صاحب الأرض كان في يومه، وهو فريق جيد يملك مجموعة من اللاعبين المتميزين، وإن القراءة الفنية للفريق تتطلب أكثر من مباراة، وخصوصاً في بطولة مثل دوري أبطال آسيا. وأشار براجا، إلى أن الجزيرة لم يقدم المستوى المطلوب، على الرغم من أنه متصدر الدوري المحلي، والإحصائيات تشير إلى أن الفريق يملك أفضل دفاع، وهجوم. وقال براجا إن المستوى الجيد لسبهان بمجموعة لاعبيه المتميزين يؤهله لحجز مكان له في الدور الثاني من المسابقة، وفي المقابل فإن أندية الإمارات لم تقدم المستوى المطلوب إلى الآن، لكن المشوار ما زال طويلاً وحظوظها في التأهل إلى الدور الثاني موجودة، وأتمنى أن يظهر الجزيرة بمستواه في المباريات الآسيوية، وكذلك بقية فرق الإمارات”. وفي نهاية المؤتمر هنأ براجا سبهان على الأداء الجيد، موجهاً الشكر لإدارة النادي الإيراني على حفاوة الاستقبال والضيافة. ويلتقي الجزيرة مع الهلال السعودي في الجولة الثالثة بملعب الملك فهد بالرياض يوم 5 أبريل المقبل.