الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أسعار الأسمدة تفاقم أزمة الغذاء العالمية

أسعار الأسمدة تفاقم أزمة الغذاء العالمية
11 يونيو 2008 23:57
تشهد أسعار الأسمدة ارتفاعات متتالية انعكست في شكل أرباح هائلة لكبار المنتجين مما أشعل الغضب في أوساط المزارعين في الولايات المتحدة وشبه القارة الهندية· وترتفع أسعار الأسمدة بوتيرة أسرع مما يحدث في كافة المواد الخام الأخرى التي يستخدمها المزارعون، حيث قفزت أسعارها بنسبة 65% مقارنة بالعام الماضي وفقاً لأرقام وزارة الزراعة الأميركية بينما لم تشهد أسعار الوقود زيادة الا بمعدل 43%، وأسعار البذور 30%، والمبيدات الكيميائية 3,8% خلال نفس الفترة· ويذكر ان أسعار الغذاء قد قفزت في الأشهر الأخيرة، بعد ان تجاوز الطلب على الحبوب مستوى الانتاج في معظم فترات العقد وأدى الى تناقص المخزون، وهو الأمر الذي ساعد على تسليط الضوء على تكاليف الانتاج في المزارع بما فيها تكاليف الأسمدة والمخصبات· ويشير المزارعون من جانبهم الى ان هناك قوة احتكارية في السوق تتركز في أيدي مجموعة صغيرة من الشركات في الولايات المتحدة الأميركية وكندا وروسيا تهيمن وحدها على إنتاج البوتاس والفوسفات وهذه المواد بالإضافة إلى النتروجين والبوتاسيوم تعتبر المدخلات الرئيسية التي تستخدم في صناعة الأسمدة· ويقول روبرت كارلسون رئيس نقابة اتحاد المزارعين نورث داكوتا أحد أكبر مجموعات المزارعين المتنفذة في الولاية ''ان أسعار الأسمدة تجاوزت جميع التوقعات''، وكان كارلسون قد بعث برسالة في الثامن من مايو المنصرم الى ممثلي الولاية الثلاثة في الكونجرس متهماً فيها الشركات المنتجة للأسمدة بممارسة الابتزاز في الأسعار وطالب بضرورة اجراء تحقيقات في الأمر· ولكن كبار منتجي الأسمدة استنكروا هذه الاتهامات وذكروا بأنهم لجأوا الى رفع الأسعار ببساطة بسبب محدودية المعروض وارتفاع الطلب بشكل مفاجئ بعد سنوات من تدني الأسعار· أما في الهند فقد أخذ كبار المشترين للأسمدة يجأرون بالشكوى من ارتفاع الأسعار وتقدموا بطلبات للمساعدة من منظمة الأمم المتحدة، إذ يقول أوداي شانكر رئيسة جمعية الأسمدة للمزارعين في الهند: ''إن أسعار الأسمدة آخذة في الصعود بشكل اصطناعي ومفتعل بسبب التلاعب الذي يمارسه التجار والمزودين''· أما في روسيا فقد طلبت الجهات المنظمة المكافحة للاحتكار من شركة أورال كالي المنتجة الأكبر في الدولة للبوتاس خفض أسعارها المحلية بعد ان تقدم أحد المصانع في الدولة بدعوى ضدها في المحكمة بشأن المبالغة في الأسعار· وفي البرازيل أيضاً فإن الحكومة تدرس امكانية تأميم مكامن الأسمدة والمخصبات في الدولة بهدف المساعدة على خفض تكاليف الإنتاج الزراعي· وارتفع سعر الفوسفات العام الماضي الى حوالي ألف دولار للطن مقارنة بسعر لا يزيد على 365 دولاراً في العام الماضي بينما بلغ سعر البوتاس الآن أكثر من 700 دولار للطن بعد ان كان في مستوى 230 دولاراً للطن في العام الماضي· ويشير التنفيذيون في الصناعة الى ان شركاتهم تحاول جاهدة للعمل على زيادة الإنتاج عبر تفعيل كفاءة العمل في المناجم إلا ان الصناعة ما زالت تعاني من وجود اعداد قليلة فقط من المناجم الغنية بهذه المعادن· ويشير مايكل روهم نائب المدير للتسويق والتحاليل الاقتصادية في شركة موزاييك المتخصصة في إنتاج الأسمدة الى أن أسعار شركته تعتبر انعكاسا حقيقيا لقوى الطلب والعرض في السوق، واستطرد: ''ان هذه الصناعة ليست مهيأة للتعامل مع مثل هذه الطفرة في الطلب''· أما بيل دويل المدير التنفيذي لمؤسسة بوتاش فقد وصف الشكاوى التي تواترت مؤخراً بشأن الأسعار بأنها مجرد رد فعل عاطفي، ومضى يقول: ''ان الأشخاص عادة لا يحبون الأسعار المرتفعة، ولكننا لم نسمع أي شكوى من أي أحد عندما كانت الأسعار متدنية''· عن وول ستريت جورنال
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©