الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخطوة الأولى

11 يناير 2018 01:07
معيار تقدم أي حكومة في العالم هو تطوير القطاع التعليمي والزراعي والصحي، فإن تحقق النمو والتطور لهذه القطاعات، تكون النتيجة تطور ونمو المجتمع الذي يشكل مواطنوه القوة الفاعلة والعاملة فيه. فالتربية والتعليم مهمان من أجل تأسيس جيل ناضج ومثقف، والزراعة مصدر الغذاء السليم وبناء الجسم الصحي القوي، وإنْ توافرت في المؤسسات الصحية المستلزمات والأجهزة والكادر الطبي الكفء، سوف يلقى الناس رعاية صحية، لتكتمل أضلاع المثلث، ويتمكن الفرد من أداء واجبه وعمله في أي مجال كان. الفرق بين عالم الشرق والغرب لا يتخطى هذه العناصر الأربعة التي أسلفت ذكرها أعلاه، فأمم الشرق تعشق الاستهلاك على عكس أمم الغرب التي تحترف التصنيع، فقد اتخذت الدول الأوروبية من الثورة الصناعية أساساً لبنيتها التحتية، وقامت بتطوير نظامها التعليمي والصناعي والزراعي والصحي، لذلك نرى الفرق الكبير بين العديد من دول الشرق الأوسط التي تتأخر عن الغرب بحوالي 100 عام أو أكثر، فمعظم وسائل التكنولوجيا الحديثة تخرج من الغرب، ومنتوجاتها الغذائية تغزو أسواق العالم، والمرحلة التعليمية التي وصلت إليها أصبحت محط أنظار العالم، بداية من الصفوف الأولى في مدارسها وصولاً إلى جامعاتها التي تستقطب الشرقيين بكثافة بهدف تعلم واكتساب مهارات الثقافة والعلم والمعرفة، ومؤسساتها الصحية أصبحت تتعامل مع معظم الأمراض المستعصية والأوبئة كأنها حالات أنفلونزا بسيطة، أي يمكن القول إن المواطن الغربي يحظى بغذاء سليم وصحة جيدة، ويملك وسائل عصرية للاتصالات، ويستطيع التواصل من خلالها للوصول إلى درجة الاكتفاء، وهو يعيش في حركة مستمرة ومرنة مع الثقافة والعلم والمعرفة بسبب حصوله على تعليم جيد منذ مراحل الطفولة، بينما في الشرق توجد انهيارات لا تعد ولا تحصى في هذه المجالات، فبسبب الحروب والكوارث والمشاكل، هنالك تراجع في مجالاتها الزراعية والصناعية والصحية والتعليمية، وهذا بالتالي سيخلق فجوات عميقة وهائلة لا حدود لها للأجيال المقبلة التي ستتخذ من الاستهلاك وسيلة للعيش. لذا فالخطوة التي تلي السياسة يجب أن تكون التعليم والصحة والزراعة والصناعة، فإن حصل نمو وازدهار ستولد حكومة رائدة تلبي احتياجات ومتطلبات شعبها، بالمقابل سيولد شعب قوي مكون من أفراد يمتلكون المقومات كافة التي تؤهلهم ليكونوا درعاً حصينة لبنية الحكومة، فالعملية عبارة عن فعل ورد فعل، فكلما زاد طرف في الاهتمام والتعاطي الإيجابي، فإن الطرف الآخر سيضاعف القوة من جهته، فإنْ حدث هذا، فإنها خطوة ناضجة للتقدم نحو امبراطورية عالم الدول المتحضرة، وإنْ لم يحصل، هذا فإنها لن تخرج من قوقعة العالم الثالث. إيفان علي عثمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©