الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«قناة» خاصة فلسطينية

5 أغسطس 2009 01:51
كل ما يتوافر في المناطق الفلسطينية من حيث المحطات التلفزيونية هو عبارة عن محطة فضائية تديرها الدولة وبضع محطات أرضية تعيد بث برامج من محطات فضائية أخرى، ويُعتبر تلفزيونان آخران هما تلفزيون الأقصى الذي أنشأته «حماس» في غزة وتلفزيون القدس والذي يعتبره الكثيرون محطة مخففة لـ«حماس»، محطتان حزبيتان، في حين لم يُظهِر القطاع الخاص سوى اهتمام محدود جداً بالبث التلفزيوني، لأسباب عدة. لقد حان الوقت اليوم، بعد سنوات من الوسائل الإعلامية الحزبية أو تلك التي تديرها الدولة، لقناة تلفزيونية فضائية جديدة خاصة بشكل كامل، تعكس مصالح الغالبية الساحقة من الفلسطينيين الذين يعيشون في المناطق الفلسطينية وفي الشتات، يمكن لها أن توفر للعدو/ الجار الإسرائيلي نافذة على نواحي المجتمع الفلسطيني التي لا يُعرَف عنها شيئاً مطلقاً. جرى ولمدة سنوات طويلة تصوير الفلسطينيين في كافة أنحاء العالم وبصورة نمطية على أنهم إرهابيون أو أصوليون دينيون، واتهامهم بأنهم غير قادرين على التعامل مع عالم متغير حولهم، وعندما انطلقت الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 سيطرت صور الموت والجرحى والدمار والنساء المنتحبات على الشاشات التلفزيونية وأصبحت تمثل المجتمع الفلسطيني في أذهان الناس. ولكن هل هذه هي الصور الوحيدة؟ كان هذا هو السؤال الذي طُرح عند اتخاذ قرار إطلاق أول قناة تلفزيونية خاصة في فلسطين. يعرف الفلسطينيون رغم كل معاناتهم كيف يعيشون حياة طبيعية، وتستمر الحياة بالنسبة لغالبيتهم في جميع الأحوال على حدّ سواء، ورغم أن الناس لا يستطيعون تغيير ماضيهم، فإنهم يستطيعون بالتأكيد تشكيل مستقبلهم، بشرط أن تكون لديهم الأدوات الضرورية لذلك، يمكن لقناة تلفزيونية موضوعية تتمتع بمستوى عالٍ من المهنية أن تساعد على توفير بعض هذه الأدوات على الأقل. كما قد تستطيع محطة أن تلعب دوراً غاية في الأهمية في رأب الصدع مع «العدو/الجار»، تعرَّض الجمهور الإسرائيلي ولسنوات طويلة إلى نوع واحد من الطرح الإعلامي، يركز على النزاع وبصورة أقل على حلّه، وبرأيي الشخصي أن معظم الجهود التي بُذِلت عبر السنوات الماضية لحل النزاع الفلسطيني -الإسرائيلي فشلت فقط بسبب انعدام التفاهم بين الشعبين، مما أدى إلى مفاقمة النزاع ويجعل من الصعب أكثر تحقيق التسوية بدل أن تفتح الأبواب لحوار أكثر حضارية بين الشعبين، وهو ما يمكن أن تحققه وسيلة إعلام مهنية محترفة تعلّم الجيران الإسرائيليين أن هناك شعباً آخر يعيش عبر جدار الفصل يتطلع ويطمح إلى الحرية، تماماً مثل الإسرائيليين أنفسهم. ولذا، فيتوجب على المحطة أن تسعى لتقديم برامج ثقافية وتربوية وفنية ورياضية وترفيهية منتجة محلياً، تغطي كافة نواحي الحياة الفلسطينية في المناطق الفلسطينية وداخل إسرائيل وفي الخارج، وأن ترشد الجمهور العربي الفلسطيني باتجاه مستقبل واعد من خلال الترويج لمجتمع حرّ ديمقراطي ومتسامح، وفي الوقت نفسه رعاية ثقافة الحياة والمرح والبهجة والوعد، وليس ثقافة الموت والدموع والألم، وأن تكون موجهة للشباب الذي يشكل 65 بالمائة من السكان الفلسطينيين. لدينا آمال كبيرة أن تتمكن قناتنا الفضائية الجديدة «فلسطين الغد» من تحقيق هذه الأهداف واجتذاب المشاهدين من كافة أنحاء العالم، وحتى يتسنى تحقيق هذه الرؤية، نحتاج لنموذج أعمال مربح، ذاتي التمويل يستطيع توليد الدخل من خلال مبيعات الإعلانات والمشاركة العامة في المسابقات التلفزيونية، وغيرها من مجالات رعاية المؤسسات، وبيع البرامج والتقارير المنتجة محلياً. من المؤكد أن إنشاء القناة عملية مكلفة، ولكنه أمر ممكن يستحق الجهد. إلياس زنانيري- إعلامي فلسطيني ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كومون جراوند» الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©