الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تركيا تحجب «تويتر» تنفيذاً لتهديدات أردوغان

تركيا تحجب «تويتر» تنفيذاً لتهديدات أردوغان
22 مارس 2014 00:33
عواصم (وكالات) - حجبت سلطات تركيا فجر أمس موقع «تويتر» الإلكتروني للتواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت عن مستخدميه، بعد ساعات من تهديد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أروغان بذلك، فيما اعترض عليه الرئيس التركي عبدالله جول والاتحاد الأوروبي. وكرر أردوغان، خلال تجمع انتخابي حاشد لأنصار حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامته في بورصة شمال غربي تركيا الليلة قبل الماضية، تعهده بحظر مواقع التواصل الاجتماعي، إذا اقتضى الأمر، بسبب نشر تسجيلات منسوبة له في موقعي «تويتر» و«فيسبوك» تؤكد تورطه في فضيحة الفساد التي تهز حكومته منذ يوم 17 ديسمبر الماضي. وقال باستهزاء «تويتر، مويتر، شميتر! سنمحوها كلها. سنستأصل تويتر من جذوره». وأضاف «بوسع المجتمع الدولي أن يقول هذا أو ذاك. لا يهمني على الإطلاق. الجميع سيرون مدى قوة الجمهورية التركية». وأصدرت محكمة تركية قراراً بإغلاق الدخول إلى «تويتر»، وقال جهاز تنظيم الاتصالات التركي «بي. تي. كيه»، في بيان أصدره عبر موقعه على الإنترنت: «إن الموقع (تويتر) أغلق بحكم قضائي بعد شكاوى قدمها أتراك بأنه ينتهك الخصوصية، كما أنه تجاهل طلبات سابقة بحذف بعض المحتويات». وأضاف «نظرا لعدم وجود خيار آخر أغلق الدخول إلى موقع تويتر، تمشياً مع قرارات المحكمة بتجنب أي إيذاء محتمل للمواطنين في المستقبل». وصرح المستشار الإعلامي لأردوغان، بعد ذلك، بأن مستخدمي «تويتر» يتجاهلون أحكام المحكمة التي تقضي بإزالة الموقع بعض الروابط بموجب شكاوى مواطنين أتراك. وقال: «ما لم يتراجع عن تجاهله أحكام المحكمة ولم يقم بما هو ضروري بموجب القانون، فلن يكون هناك علاج سوى منع الولوج إليه لإراحة مواطنينا». ورفض جول فرض حظر كامل على استخدام «تويتر»، معرباً عن أمله في ألا يطول أمد حجبه. وقال في تغريدة نشرها في حسابه على الموقع ذاته، «لم يعد من الممكن عملياً في ظل التقدم التكنولوجي الذي يشهده العالم إغلاق موقع تويتر الذي يستخدمه الملايين، في حال وقوع انتهاكات للخصوصية، فالمحكمة هي الجهة المخولة في إصدار قرار الإغلاق، ويكون القرار محصوراً بالصفحة المخالفة وليس الموقع بالكامل». وأضاف أنه يأمل في ألا يستمر الحظر الحالي طويلًا. وصرح نائب عن «حزب الشعب الجمهوري» المعارض الرئيس في مجلس النواب التركي يدعى عاكف حمزة جيبي لوكالة «رويترز» بأن الحزب سيقدم طعنا في قرار حجب الموقع، كما سيقدم شكوى قضائية ضد أردوغان على أساس أنه ينتهك الحريات الشخصية. ورأي مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون التوسيع وسياسة الجوار الأوروبية ستيفان فول، في بيان أصدره في حسابه على «تويتر»، أن حجب الموقع أمر مثير للقلق وللشكوك بشأن التزام تركيا القيم والمعايير الأوروبية كشرط لانضمامها إلى الاتحاد. وقال: «حرية التعبير، وهي حق أساسي في أي مجتمع ديمقراطي، تتضمن حرية تلقي ونقل المعلومات والأفكار من دون تدخل من السلطات العامة، ويجب أن يتمتع على المواطنون بحرية التواصل واختيار السبل المناسبة لذلك بما يتضمن بشكل واضح الحصول على الإنترنت». وأضاف «النقاش المفتوح يعزز الشفافية والمحاسبة ويقوي الديمقراطية، ويحتاج إلى التعزيز في كل مكان، بما في ذلك تركيا». وأوضح «أن تكون حرا في التواصل، وأن تختار بحرية الوسيلة لعمل ذلك، شيء أساسي لقيم الاتحاد الأوروبي». وقالت مفوضة التكنولوجيا الجديدة في الاتحاد الأوروبي نيلي كرويس فيتصريح على حسابها في الموقع «إن حظر تويتر في تركيا هو قرار من دون أساس ومن دون جدوى وجبان». وأضافت «الشعب التركي والمجتمع الدولي سوف يعتبران الأمر رقابة، وهو كذلك». كما انتقدت حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حجب «تويتر» في تركيا. وقالت المتحدثة باسمها كريستياني فيرتز لصحفيين في برلين: «ما نسمعه من تركيا لا يتفق مع ما نفهمه في ألمانيا على أنه حرية الاتصال. ولا يتفق مع فكرتنا لحرية التعبير أن تعترض أحدا أو تمنعه من الاتصال». وقال مدير الاتصالات في مجلس أوروبا دانيال هولتجين، في تغريدة مماثلة: إن المجلس يبحث الأساس القانوني لإغلاق الموقع. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية لصحفيين في لندن إن بريطانيا تحثّ السلطات في تركيا على اعادة النظر في أي حظر على وسائل الاعلام الاجتماعية، وتعتبر حرية الرأي والتعبير حقاً أساسياً للجميع. وأضاف «نحن قلقون بشأن التقارير عن احتمال حظر الوصول إلى موقع «تويتر» في تركيا، ونعتبر أن وسائل الاعلام الاجتماعية تلعب دوراً حيوياً في أي ديمقراطية حديثة، وتساعد على تعزيز الشفافية والنقاش العام». وأضاف أن بريطانيا تدعم منذ فترة طويلة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، ومن المهم لتركيا أن تعزز القيم الأساسية لحرية التعبير والديمقراطية وسيادة القانون في الاتحاد. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال في بيان أصدره في باريس «إن هذا القرار الصادم الذي اتخذته الحكومة التركية يناقض حريات التعبير والاتصال التي هي مبادئ أساسية». وأضاف «سجب أن تحترم تركيا التزاماتها كدولة مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، خصوصا في ميدان حماية الحريات الأساسية بما في ذلك حرية التعبير». كما نددت وزارة الخارجية الاميركية بحجب الموقع تويتر عن الاتراك. وقالت المتحدثة باسمها جين بساكي، في بيان أصدرته في واشنطن «إن هذا القرار يتعارض مع رغبة تركيا في أن تكون نموذجاً ديمقراطياً». في السياق نفسه، اختلف أردوغان وجول بشدة حول فرضية تدبير مؤامرة في الخارج لتفسير فضيحة الفساد في تركيا. وقال أردوغان، في مقابلة أجرتها معه مع شبكة «تي. آر. تي» التلفزيونية التركية مساء الأربعاء الماضي: «سيكون من الخطأ القول إنه لا توجد مؤامرة مدفوعة من الخارج». وأضاف «لا يمكننا غض النظر عن حلقة (من المزاعم) آتية من الداخل والخارج لزرع الفوضى في تركيا». وقال جول قبل ذلك لصحفيين في كوبنهاجن، أثناء زيارة قام بها إلى الدنمارك: «لا أقبل المزاعم التي تستهدف قوى أجنبية، ولا اعتقد أنها مبررة. لا أؤمن بهذه النظريات لحصول مؤامرة بما يعني أن أناساً سيحاولون تدمير تركيا».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©