الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ملف بوش إلى ألمانيا... مواعيد ولقاءات

ملف بوش إلى ألمانيا... مواعيد ولقاءات
11 يونيو 2008 01:15
عندما تستقبل المستشارة الألمانية ''إنجيلا ميركيل'' الرئيس ''بوش'' اليوم وغداً، فإن ذلك سيكون بعيداً عن أضواء العاصمة الباهرة، ونظراً لأن ''بوش'' سيكون مقيماً في''شلوس ميزيبيرج'' بيت الضيافة الألماني الحكومي الأنيق، الواقع إلى الشمال الغربي من العاصمة برلين، فإنه لن يكون لديه الوقت الكافي للقيام بجولات في برلين، ولا لإلقاء خطب مهمة، حيث سيستغل وقته كله في الحديث مع السيدة ''ميركيل'' التي يعتبرها واحدة من أقرب القادة الأوروبيين إليه، حول عدد من الموضوعات أهمها الشرق الأوسط،، وأمن الطاقة، وبرنامج إيران النووي في الأساس· بعض خبراء الدبلوماسية الألمان، يقللون من أهمية هذه الزيارة، التي تأتي في سياق زيارة الرئيس الأميركي للقارة الأوروبية تستغرق أسبوعاً، حيث يرون أن ''بوش'' قد تحوّل بالفعل إلى بطة عرجاء، وأن وسائل الإعلام والشعب الألماني يتطلعان لما بعد ولايته بسبب انشغالهم الشديد حالياً بتطورات حملة انتخابات الرئاسة الأميركية؛ خبراء آخرون، يقولون إن هناك مسائل تجب مناقشتها الآن، ولا تحتمل الانتظار حتى موعد تنصيب خليفة ''بوش'' العام المقبل· من هؤلاء ''كارستين دي فوايجت'' -منسق التعاون الألماني الأميركي بوزارة الخارجية الألمانية- الذي يقول: ''إن الجميع يركزون اهتمامهم في الوقت الراهن على الرئيس القادم، وليس على الرئيس الحالي في البيت الأبيض، وهذا خطأ كبير في تقديري، ففي مجال السياسات الخارجية والأمنية على وجه الخصوص، فإن الرئيس الأميركي يظل رئيساً حتى آخر يوم في ولايته''· وتأتي إيران على رأس الأجندة الأمنية للزعيميْن نظراً لما يشكله البرنامج النووي لهذه الدولة من قلق للأوروبيين، والولايات المتحدة ولإسرائيل (بشكل خاص)، وتعمل ألمانيا، والولايات المتحدة، بالتعاون مع حلفائهما الوثيقين، وكذلك مع روسيا والصين، من أجل صياغة مزيج من العقوبات والحوافز التي يمكن أن تقنع إيران بالتخلي عن برنامجها· وقد أدلى ''ستيفن هادلي'' -مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي بتصريح في هذا الخصوص قال فيه: ''سوف يناقش الزعيمان، سبل تعزيز الجهود الدبلوماسية سواء الثنائية بين الدولتين، أو المتعددة الأطراف، بما في ذلك احتمالات فرض عقوبات أشد صرامة ضد إيران''، بيد أن ''هادلي'' أكد في الآن ذاته أن الدولتين يمكن أن تقدما لإيران فرصة -إذا ما أبدت استعداداً لذلك- لتعليق برنامجها، والاتفاق على التفاوض بشأنه، ثم الدخول في المفاوضات، والقبول بالعرض الذي سيُقدم لها، والذي سيترتب عليه العديد من الفوائد لشعب إيران''· و''بوش'' يصل إلى أوروبا هذه المرة، دون أن يكون في حوزته قائمة بالمطالب، وإنما مجرد قائمة محدودة بمواعيد لقاءات مع قادة الاتحاد الأوروبي، وحلفائه الرئيسيين قادة ألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا وبريطانيا، وعلى الرغم من أن ''بوش'' لا يزال رئيساً لا يحظى بالشعبية في نظر الأوروبيين، إلا أن علاقات بلاده مع القارة تحسنت ببطء، بعد أن كانت قد وصلت إلى أدنى مستوى لها بعد غزو العراق· جزئياً، يدين ''بوش'' للمستشارة ''ميركيل'' بالفضل لما بذلته من جهود لرأب الصدع بين أميركا وأوروبا، ولكن يمكن أن يقال إنه يصل إلى القارة هذه المرة، وهو يتبنى مقاربة أخف وطأة وأكثر ميلاً للعمل المتعدد الأطراف· ويقول ''ريجيلاند ديل'' -من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن- إنه كان هناك الكثير من التحولات في مواقف الدول الأوروبية من الأميركيين، ولكن الشيء الذي لاشك فيه أن بوش في فترة ولايته الثانية ''قد مد يده للأوروبيين في عدد من المجالات، وإن كان ذلك قد تم إلى حد كبير على نحو غير ملحوظ''، واستشهد ''ديل'' في هذا السياق بالمسار الدبلوماسي المتعلق بإيران، وتأسيس القوة الأمنية الأوروبية، والموضوعات التجارية، وهو ما يعني -في رأيه- ''تحولاً مهماً باتجاه وجهة النظر الأوروبية''· وينسب المحللون الفضل في ذلك إلى السيدة ''ميركيل'' التي تتسم علاقتها مع ''بوش'' بالاستقرار وبالأمانة في التعامل، على العكس من العلاقة العاصفة التي كانت قائمة بين الرئيس الأميركي وبين سلفها في المنصب المستشار السابق ''جيرهارد شرودر''· يعلق ''الكسندر سكيبا'' -الخبير في شؤون العلاقات بين ضفتي الأطلسي، وعضو مجلس العلاقات الخارجية الألماني- على تأثير ميركل بقوله: ''لقد ساعدت ميركل عن طريق سحرها الشخصي، على رأب الصدع بين واشنطن وبرلين، والذي كان قد اتسع كثيراً تحت حكم شرودر، بيد أن ذلك لم يكن يحول بينها وبين القول لـ''بوش'' إن معتقل جوانتانامو يجب أن يغلق، فهي تتمتع بذلك القدر من البراعة الذي يمكنها من الموازنة بين الصداقة من ناحية، والنقد من ناحية أخرى''· على أن ذلك لا يعني أنه لم تكن هناك لحظات إحباط في العلاقة بين الجانبين، فعلى الرغم من أن ''ميركيل'' نجحت في إقناع ''بوش'' بالتصديق على برنامج التغير المناخي في قمة الدول الثماني الكبرى في ألمانيا، إلا أن إدارته تقاعست فيما بعد عن الالتزام بما تعهدت به، ومن ناحية أخرى نجد أن ''ميركيل'' لم تكن قادرة دوماً على تحقيق ما يريده ''بوش''· فـ''بوش'' كان يريد مثلاً أن يتوّج مسيرته قبل انتهاء ولايته باعتباره بطل أوروبا الموحدة والحرة من خلال وضع أوكرانيا وجورجيا على طريق العضوية للحلف، ولكن المستشارة الألمانية تعاونها في ذلك فرنسا وبعض الدول الأوروبية الأخرى، عطلت هذه الخطوة بحجة أن أيّاً من الدولتين ليست جاهزة بعدُ للانضمام، دون أن تغلق الباب تماماً في وجهيْهما، مما ساهم في تخفيف الآلام التي شعرتا بها بسبب رفض طلبيْهما· ولكن تلك الحالات من الشعور بخيبة الأمل من جانب كل طرف نحو الآخر، لم تحل بين ''بوش'' و''ميركيل'' وبين التباحث واللقاء، مما ساعد على بقاء العلاقة بينهما متينة· يقول ''فواجت'' عن ذلك: ''الفاعلون الكبار في الدولتين لديهما مصلحة مؤكدة في الحفاظ على العلاقات، وتعزيزها، وجعل الرابطة بين ضفتي الأطلسي أكثر متانة على الدوام''· جودي ديمبسي ونيكولاس كوليش- برلين ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©