الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

42 % من الشباب يتلقون الأخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي

42 % من الشباب يتلقون الأخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي
5 ابريل 2018 00:28
ناصر الجابري (دبي) أفاد تقرير صادر خلال العام الجاري، من مجلس الإمارات للشباب، حصول الشباب على الأخبار من وسائل التواصل الاجتماعي بنسبة تصل إلى 42%، فيما جاء التلفاز في المركز الثاني بنسبة 23%، والصحف والمجلات بنسبة 8%، والإذاعة بنسبة 4%. وأكد عدد من ضيوف منتدى الإعلام العربي أن نتائج التقرير تؤكد الحاجة إلى بذل المزيد من الجهود، وتطوير استخدام الابتكار، والتفاعل مع شريحة الشباب، بهدف التأثير الإيجابي، لافتين إلى ضرورة تغيير المفهوم العام للصحافة، باعتباره لا يقتصر على الصحافة الورقية، بل يشمل الحسابات الإلكترونية التابعة للصحف، والأخبار المنشورة عبر منصاتها أولاً بأول. وقال الإعلامي السعودي علي العلياني: لست متفاجئاً بنتائج التقرير، وهو ما يتطلب الفهم العميق للعلاقة التكاملية ما بين الصحافة، ووسائل التواصل الاجتماعي، فالصحف تستطيع أن تصنع الحدث الذي تتم مناقشته عبر هذه الوسائل، وبذلك تستطيع أن تفرض المحتوى الجيد على مستخدمي التواصل الاجتماعي، كما ستزيد من نسب متابعيها ممن يبحثون عن المزيد من التفاصيل. وأضاف العلياني: في السابق، كان الصحفي يبحث عن الخبر، ولكن اليوم هو زمن الخبر الذي يبحث عن المتلقي، فمن خلال تنبيه عبر مواقع التواصل تصلنا الأخبار المحدثة، وتطورات العالم، وما يجري من أحداث، وتصريحات مختلفة، وهو ما يفرض على الصحفي أن يطور الخبر، ويبتكر زوايا جديدة غير متطرق لها، في قالب جاذب للمتلقين خاصة من الشباب. ولفت العلياني إلى أن المحتوى هو كلمة السر سواء في وسائل التواصل الاجتماعي، أو في وسائل الإعلام التقليدية، فالمحتوى الجيد يجذب المتلقي، وهو ما حدث عبر زيادة مبيعات «نيويورك تايمز» خلال فترة الانتخابات الأميركية، كما أن عدداً من الصحف العالمية توجه إلى إدراج مفهوم الصحافة الإلكترونية الحقيقية، وليس الاكتفاء فقط بوضع النسخة الورقية على مواقع الصحف. وتوقع العلياني أن المشهد الإعلامي سيختلف بحكم طبيعة التغيرات، فهناك صحف لن تستطيع أن تتواكب مع معطيات المستقبل، ولن تستمر في المجال الإعلامي، وأخرى انتبهت لنتائج التقارير، واستطاعت أن تستعيد القراء، والمتابعين، مطالباً بضرورة زيادة الوعي بضرورة التحديث المستمر للمحتوى، ودراسة اختلافات الواقع الإعلامي المعاصر. من جهته، قال كارلو بيوندو رئيس الشراكات الإعلامية والاستراتيجية للشرق الأوسط بـ«جوجل»: بعض الصحفيين يرى أن وسائل التواصل الاجتماعي قضت على الصحافة الورقية، بسبب انتشار الأخبار السريع عبر هذه الوسائل، ولا يوجد أحد ينتظر اليوم التالي ليعرف عن الخبر، هذا الأمر لا يعني انتهاء مهمة الصحافة، ولكنه تحدٍ يجب أن يتم تجاوزه. وأضاف: المؤسسات الصحفية مطالبة اليوم بأن تتفاعل إيجاباً مع وسائل التواصل الاجتماعي، عبر استخدام التقنيات المتاحة في مصادر البيانات الإلكترونية، والتحقق من صحة الأخبار، والنظر في أبعاد الخبر، وإعلام المستخدمين عن هذه التطورات عبر حساباتها في مواقع التواصل، والظهور بقصة أكثر عمقاً في اليوم التالي، وهو ما تحتاج إليه الصحافة اليوم. ولفت بيوندو إلى أنه من الخطأ النظر إلى منصات التواصل الاجتماعي، باعتبارها منافساً للصحافة، والإعلام التقليدي، فالصحافة تمتلك الأدوات اللازمة، والإمكانات لتفرض المصداقية على المتابعين، والدقة، إلا أنه من الضروري تطوير العاملين في مهنة الصحافة، وهو ما تفعله «جوجل» بالتعاون مع بعض الجهات الإعلامية لتطوير الكفاءات اللازمة للتغيرات المعاصرة. من ناحيتها، أكدت ليلى تويني، رئيسة تحرير صحيفة النهار، أن للصحافة دوراً تثقيفياً في توعية المجتمع، وقيادة الرأي العام، والحديث عن شتى القضايا بمصداقية، ودقة، لافتة إلى أن الصحافة مطالبة اليوم بتقديم العمق في الخبر، عوضاً عن الخبر نفسه، بحكم انتشاره عبر المواقع الإلكترونية، ووسائل التواصل الاجتماعي. وأضافت تويني: ستقدم المواقع الإلكترونية الخبر للقراء فورياً، فيما سيستمر الورق عبر نشر التحليلات، والآراء ما بعد الخبر، وقياس تأثيراته على المجتمع، والتحقيقات الصحفية التي تتطرق إلى جوانب أخرى غير متوفرة في الأخبار التي لا يمكن أن يتم انتظارها لليوم التالي، وهو ما فعلته صحيفة النهار اللبنانية عبر موقعها الإلكتروني، ومبادراتها لتأسيس النوادي الصحفية. بدوره، قال الإعلامي اللبناني وسام بريدي: الإرث الذي تحمله الصحف، والمجلات لن يستمر إلا في وجود رؤية للمستقبل والتطور، تضمن التفاعل مع المعلومة السريعة، عوضاً عن البقاء ضمن إرث الماضي، دون التطور، والوصول إلى الشريحة الأهم من المتابعين، وهم الشباب. وأشار بريدي إلى أنه من المهم تغيير الصورة النمطية عن الصحافة الورقية، عبر إيجاد أفكار مبتكرة تقنع المستخدم في قراءة النسخة المطبوعة، أو التوجه للموقع الإلكتروني لها، دون استقاء الخبر نفسه من منصات أخرى في وسائل التواصل الاجتماعي تمتلك القدرة على الإيصال السريع للخبر. من جانبه، طالب فارس العقاد، مدير التواصل الإعلامي في «فيسبوك»، أن يكون للصحفيين مشاركات فاعلة في وسائل التواصل الاجتماعي، عبر افتتاح صفحة مخصصة لهم، يتفاعلون فيها مع المستخدمين عن طريق استخدام البث المباشر، والنقاش البناء حول مختلف الأخبار المنشورة، والمتداولة. وأضاف العقاد: الصحفي المتخصص في قطاع المواصلات، بإمكانه أن ينشر يومياً آراءه حول الأخبار في قطاعه، وتوقعاته للمستقبل، مما سينتج عنه إقبال من المتابعين ممن لهم اهتمام في هذا المجال، وبالتالي كل صحفي متخصص في قطاع هو خبير، ومستشار فيه، ومشاركة هذه الخبرات إلى المستخدمين سيعيد للصحفي ما يحتاج إليه من متابعة، واهتمام بالأخص من الشباب. ولفت العقاد إلى وجود العديد من التجارب الناجحة للصحفيين الذين استطاعوا أن يبرزوا عملهم باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتوضيحه للمستخدمين، فاليوم العلاقة بين الصحفي، والقارئ لا تقتصر على المادة المكتوبة الورقية، بل تمتد إلى النقل المباشر للمؤتمرات، والتسجيل المصور للقاءات، والمنشورات المكتوبة المتطورة في الصفحات الافتراضية. بدوره، رأى سلطان القحطاني، رئيس تحرير صحيفة الرياض بوست، أن مفهوم الصحفي يشمل العامل في الصحف الورقية، والصحف الإلكترونية على حد سواء، فالقالب هو من يتغير، وطريقة نقل المعلومة هي من تتحدث، ولكن يبقى الأساس هو الصحفي، المتفاعل مع المعطيات المتسارعة، والقادر على إبراز مهاراته، واستخدامها بما يجذب المتلقي. وأضاف: سيتجه العالم نحو الاعتماد على الصحافة الإلكترونية نظراً لعامل السرعة في نقل المعلومة، ومع ارتفاع تكاليف الطباعة، وتراجع أعداد القراء، والمتابعين، وقدرة المستخدمين على العودة للأرشيف الرقمي عبر الرجوع لمختلف الأعداد القديمة في المواقع، مشدداً على أهمية المحتوى، فالقارئ يحتاج إلى محتوى يحاكي اهتماماته، ويسلط الضوء على قضاياه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©