الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إنجاز ترامب.. «طفرة مدنية» لدى الأميركيين

30 ابريل 2017 23:26
بعدما أتم دونالد ترامب مئة يوم في الرئاسة، دعونا نمنحه بعض الفضل: لقد أثار واحدا من أعظم الطفرات في عمل المواطن الأميركي في غضون نصف قرن. في الواقع، ربما تكون هذه الطفرة المفاجئة من التجديد المدني أكثر استمرارية من أي شيء آخر فعله في الشهور الأولى الفوضوية من العمل. ولعقود، كان المربون المدنيون والنشطاء يتساءلون: ما الذي يحتاجه الأمر لجعل عدد أكبر من الأميركيين يشاركون بشكل أكبر في الحكم الذاتي؟ إن كل ما يحتاجه الأمر، كما اتضح، هو وجود رئيس ذي عبارات منمقة ويهتم بحماية مصالح المواطنين والذي جعله سلوكه الغريب وتجاوزه في الأوامر التنفيذية تهديداً حياً للمعايير الديمقراطية والدستور. في جميع أنحاء البلاد، وفي الولايات الحمراء (الجمهورية) والزرقاء (الديمقراطية) على حد السواء، أصبح الكثير من الأميركيين لأول مرة ينضمون إلى الأندية المدنية وينشرون الرسائل الإخبارية وينشئون مجموعات القراءة السياسية وينظمون التجمعات ويمارسون ضغوطا على المشرعين ويعدلون أساسيات تحويل مشروع القانون إلى قانون - أو الكيفية التي تمنع بها المحكمة أمراً تنفيذياً. وللتأكيد، فإن الرئيس دونالد ترامب لم يكن ينوي إحداث هذه الطفرة المدنية. وهو يحاول عند كل منعطف وفي كل تغريدة له على تويتر أن يقلل من شأن ذلك. ومع ذلك، فإن هذه هي أهم طريقة استطاع بها ترامب حتى الآن أن يجعل أميركا عظيمة مرة أخرى: لقد أيقظ ملايين الناس ليصبحوا مشاركين نشطاء في الحياة المدنية بدلا من كونهم متفرجين سلبيين. وتشكل المسيرات العلمية والمسيرات الضريبية ومسيرات المرأة على الصعيد الوطني أحد مظاهر هذه الصحوة العظيمة. وكذلك الحال مع مسيرات الدفاع عن ترامب، وأيضاً تدفقات الدولارات وساعات التطوع في جماعات مثل الاتحاد الأميركي للحريات المدنية أو مركز قانون الفقر الجنوبي. ويتجلى ذلك أيضاً في النمو العجيب في ما لا يمكن تجزئته، الأمر الذي بدأ كوثيقة كتبها موظفون سابقون في الكونجرس عن كيفية ممارسة ضغوط على عضو في الكونجرس، والتي ولدت أكثر من 6000 فصل منظم ذاتيا. هذه قوة جديدة ودائمة في السياسة الأميركية. وعلى الرغم من أن قدراً كبيراً من المشاركة المدنية الجديدة هي مشاركة سلبية – وتم تنشيطها، أي بسبب الرغبة في مقاومة أو منع ترامب وأجندته - ليس هناك شك في أن الأميركيين من اليسار واليمين يطورون عضلات مدنية لها العديد من الاستخدامات لسنوات عديدة. وفي الواقع، من المهم أن تظهر الكثير من الأجندات. فوجود قوة مركزية واحدة مثل ترامب يمكن تحييدها بشكل أفضل ليس من خلال مصدر واحد من المعارضة، بل بمجموعة من القوى الموازية، مثل الأجسام المضادة للفيروس. ولهذا السبب فإن الليبراليين يتحدثون علناً ضد اقتراحات ترامب غير الرسمية، ولكنها تحمل التهديد بأنه سيتم معاقبة الاحتجاجات أو اختصار حقوق المشتبهين الجنائيين. وفي الوقت ذاته، فإن كلا من التقدميين في مجال العدالة الاجتماعية والمحافظين المؤيدين للأعمال يضغطون بينما يقترح مسؤولو ترامب وضع حد للهجرة الشرعية. ومن ناحية أخرى، ينظم ناخبو ترامب المحبطون أنفسهم للدفاع عن رجلهم وشعاره «أميركا أولا» فيما يجعل الولايات المتحدة أكثر انخراطا في الصراعات الخارجية. وفي جميع أنحاء الطيف السياسي، يتحين الناس هذه الفرصة – الآن وقد أصبحنا نقدر مجدداً أهمية الطبقة المدنية - لإجراء مناقشات مهمة في كل مكان ممكن بشأن توازن المسؤوليات بين المواطن والدولة. والأهم من كل ذلك، أن هذه هي اللحظة التي يجد فيها كل الناس، سواء اليمينيين أو اليساريين على حد السواء اهتماما مشتركا بتعزيز عادات الحكم الذاتي المحلي. فتوجيه الدعوة لأعضاء الكونجرس أمر عظيم. وتقاسم التنبيهات عبر البريد الإلكتروني بشأن الرئيس ضرورية. ولكن كما يظهر الهاشتاج «#peoplepower» الخاص بحملة اتحاد الحريات المدنية الأميركية في الآلاف من التجمعات المحلية، يمكننا جميعا أن يكون لنا تأثير مدني أكثر مباشرة بأن نصبح على دراية بهياكل السلطة في مدننا ومقاطعاتنا وولاياتنا. وفي الواقع، فإن الطفرة المدنية في عهد ترامب تذكرنا بأهمية الأمور المحلية- وهو الدرس الذي فهمه اليمينيون أكثر من اليساريين. فالعنصر المحلي يكمن حيث يستطيع المواطنون ممارسة السلطة كل يوم - ليس مجرد في المقاومة بل أيضا في الابتكار - ورؤية نتائج أعمالنا. *مؤسس معهد اسبن للمواطنة وبرنامج الهوية الأميركية. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©