أبوظبي (الاتحاد)- خصصت بلدية مدينة أبوظبي مساحة من الأرض على كورنيش أبوظبي، لتكون مزرعة خاصة بطلبة مدارس مجلس أبوظبي للتعليم، وذلك ضمن مبادرات حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة. وسيشارك طلاب وطالبات في زراعتها ضمن مفهوم الزراعة العضوية.
وثمن مجلس أبوظبي للتعليم هذه المبادرة لما تمثله من إظهار للسمة الحضارية للإمارة، وزيادة مساحة المسطحات الخضراء بها، مشيراً إلى أهمية دور الهيئات التدريسية والإدارات بالمدارس في تشجيع الطلبة على المساهمة في أعمال الزراعة، والتأكيد على أن حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة في الدولة هما واجب وطني.
وأكد معالي الدكتور مغير خميس الخييلي، مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، أن الزراعة عمل ومجهود وخبرة وليست مجرد نشاط طلابي،
وقال “متعة الزراعة أنها تكوِّن لدى الطالب الخبرة والحرص على متابعة المراحل المختلفة بها من حرث الأرض ،وتقليب التربة وبذر البذور، وجني الثمار .بالإضافة إلى تعلم الري بطرق تحافظ على المياه، وترسخ في نفوس الطلبة قيمة قطرة الماء وضرورة الحفاظ عليها”.
كما سيتم اختيار مجموعة من المدارس، لتشرف على المزرعة وتكون مسؤولة عنها، وتنظيم حصة أسبوعية لطلبة كل مدرسة للقدوم إليها ورعايتها، لافتاً إلى أن المبادرة تهدف إلى تشجيع الطلبة وذويهم على ممارسة الزراعة في منازلهم، حيث سيتم تشجيع الطلاب على الحضور مع أولياء أمورهم إلى الكورنيش لمشاهدة تطور المزرعة ومنتجاتها.
وأشار إلى أن المجلس يقوم حالياً بتطوير وتوسيع المزارع المدرسية وإدخال التقنيات الحديثة فيها، وذلك ضمن خطة دعم الأنشطة البيئية الزراعية، بما يساهم في توسيع الرقعة الخضراء وتحقيق الأهداف البيئية والتعليمية، ودعم الاستدامة ونشر ثقافتها بين الطلبة.
من جانبه، أكد محمد سالم الظاهري المدير التنفيذي لقطاع العمليات المدرسية بالمجلس، إن المدارس تركز خلال هذه الفترة على زراعة الخضروات من الأنواع الموسمية الحالية، وتقوم بتطوير مزارعها من خلال تأسيس النادي الزراعي للطلبة، الذي يقوم برعاية المزرعة العضوية وتوسيع مساحة الرقعة الخضراء بالمدرسة، حيث يتم زراعة كافة المساحات بالنجيلة “الحشائش”، بالإضافة إلى زراعة بعض الأماكن بنباتات وأزهار ذات رائحة وألوان جميلة، وهناك خطة في بعض المدارس لزراعة الأماكن التي يصعب ريها بشكل يومي بنباتات صحراوية لا تتطلب الري اليومي وتتحمل الحرارة.
وقال الظاهري، إن إحدى مدارس الحلقة الثانية بأبوظبي، أدخلت تطبيقات الكترونية حديثة لتفعيل عمل مزرعتها في ما يتعلق بالري، حيث بدأوا بتنفيذ فكرة تمكنهم من التحكم بعمليات الري من خلال الهاتف المتحرك “الموبايل”، بحيث يتم تحديد مواعيد الري المناسبة وعند حلول وقتها يتم تشغيلها من الهاتف المتحرك، مشيراً إلى أن أي مشروع يطبق اليوم يجب أن توظف خلاله الأفكار الجديدة التي تطبق من خلال العلوم المختلفة بما يكسب الطالب مهارات وخبرات بخلاف ما يتلقاه داخل الحصة الدراسية.
من جانبها، أكدت بلدية مدينة أبوظبي أن هذه المبادرة تأتي في إطار رؤية البلدية لضمان مستوى الحياة الأفضل والبيئة المستدامة لسكان مدينة أبوظبي، وأن الفترة القادمة ستشهد تخصيص مزرعة اخرى على الكورنيش أيضاً لطلاب المدارس الخاصة بالإمارة.
يذكر أن مجلس أبوظبي للتعليم تلقى مؤخراً خمسة عشر ألف (15000) فسيلة نخل من أجود الأصناف من وحدة دراسات وبحوث تنمية النخيل والتمور بجامعة الإمارات العربية المتحدة الجهة المنتجة للفسائل، وتم غرسها في جميع مدارس الإمارة الحكومية منها والخاصة.
عدد اليوم
