الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

عمال أوروبا: كثير من الاحتجاجات قليل من المطالب

13 مارس 2012
برلين (د ب ا) - أنظر إلى أنحاء أوروبا في أي يوم سيقع نظرك على الأرجح على احتجاج عمالي على تخفيض الإنفاق الحكومي. ونطاق الإضرابات هذه الأيام يجعل حتى العمالة المتمرسة تتوقف عن العمل. ويبدو أن عمال الحكومة اليونانية يتوقفون على العمل بشكل أكثر في الغالب مما يعملون، حيث يحتجون على التخفيضات الحادة في الميزانية. وشهدت بريطانيا مؤخراً أول توقف عن العمل على مستوى البلاد خلال سنوات وأغلقت بلجيكا بشكل كامل في يناير عندما التقى قادة الاتحاد الأوروبي هناك لمناقشة المزيد من السيطرة على الميزانيات. لكن، أنظر بدرجة أعمق قليلاً وستجد حركة عمالية ليست متأكدة تماماً من كيفية التفاعل مع عالم يعرف فيه الجميع أن الميزانيات يجب أن تنخفض، ولكن في الواقع لا أحد يعلم كيفية القيام بذلك من دون سحق الاقتصاديات والإنتاج المستقبلي. وتوضح اللافتات والشعارات في الاحتجاجات أن المشاركين فيها يريدون تغييراً كبيراً. “الرأسمالية في أزمة” هو شعار مألوف مثل شعار “نحن 99%” هي صرخة مسيرات “حركة احتلوا”. ويحمل محتجون آخرون لافتات تقول “حاربوا كل التخفيضات” أو “تسقط الديكتاتورية”. ومن أجل فهم حقيقي لمأزق العمال، كما يقول فابيان زوليج، كبير الاقتصاديين في مركز السياسات الأوروبية، يجب أن ننظر إلى الاحتجاجات التي تستحوذ على عناوين الصحف، وأدت لإغلاق عواصم البلاد ليوم أو ماشابه في فترة معينة. ويشير خوسيه أجناسيو توريبلانكا، رئيس مكتب مدريد للمجلس الأوروبي للسياسة الخارجية، إلى أنه “حتى الآن النقابات المهنية والمعارضة (مرتاحون)”. وأضاف “فهم يظهرون من الناحية الاستراتيجية لإظهار القوة واختبار ما إذا كانوا لديهم التصميم والقدرة”. هذا لأن النقابات نفسها تحت الضغط. فالجماعات مثل “حركة أحتلوا وإنديجنادوس الأسبانية” لفتت الاهتمام إلى حقيقة أن مع وضع مشاكل العمل جانباً، النظام يحمي الأشخاص أصحاب الوظائف بينما لا يعطي الفقراء والشباب تقريباً أي فرصة لوضع قدمهم على الباب. ومن ثم إذا تعرض العمال لضربة في المؤسسة بسبب تخفيض وظائف مقترح فأنهم يخاطرون بوصفهم بأنهم منافقون من جانب الذين لا يستطيعون الحصول على وظيفة منذ البداية. ويقول توريبلاكانا “إن الأمر ليس عامل ضد عامل”. وأضاف “إنه الأب الذي يرى ابنه في ظروف عمل مختلفة تماماً. إن الأمر قد يصبح صراع أجيال إذا بدأ الناس يرون ذلك”. “ولهذا السبب فأن النقابات العمالية تدرك أنها لا يمكنها أن تدفع الأمر بشدة من دون التلميح إلى موضوعات مثل البطالة. فالناس سوف تتحول ضدهم ويرونها كجماعة مميزة تعمل فقط من أجل مصالحها”. وهذا يعني إنه في الوقت الذي يرتفع فيه صوت الاحتجاجات تسكت فيه المطالب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©