السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فرح حوراني: التصوير أداة للإدهاش وإحداث المفارقة

فرح حوراني: التصوير أداة للإدهاش وإحداث المفارقة
5 أغسطس 2009 01:04
تتفق طباع فرح حوراني، المولودة في ديسمبر 1991، مع طباع نظرائها من مواليد برج الجدي. فهي تعشق تسلق المرتفعات والمضي قدماً في المناطق الوعرة، مستعيرة كاميرا كبيرة الحجم لا تتفق مع سنها أو وزنها حين كانت طفلة في السادسة من العمر، باحثة عن لقطة فريدة أو صورة غريبة تعود بها. كانت فرح تخوض سباقاً مضنياً مع عمرها ومع من هم في سنها، في رحلتها الباحثة عن التميز المقرون بالعناد والإصرار على التفوق. وقبل ذلك ورغم ولعها المبكر بتصميم الأزياء إلا أن هذا لم يمنعها من تعلم مهارات فنية جديدة، أو إتقان فنون لا صلة لها مباشرة بالأزياء، مثل التصوير الفوتوغرافي. لقد كانت الكاميرا رفيقة قديمة لها منذ سن مبكرة للغاية، وكانت تعود إلى البيت من رحلاتها المدرسية برزمة من الأفلام للتحميض والطباعة ليجد فيها والدها المصور الفنان هاني الحوراني لقطات أكثر من مميزة. إنها تبحث، كما تقول، عن غير العادي في وسط الأشياء العادية! لقد اعتادت أن تصحب والدها في رحلات التصوير خارج الأردن وداخله، وحين يعود ويقارن ما بين ما صوره، وما تبحث عنه عين فرح، يجد تلك الخصائص المميزة لأعمالها: «البحث عن المفارقات، الاهتمام بالأشخاص وأزيائهم والكتابات على قمصانهم، أو التفاصيل الثرية على جدران الشوارع مثل بقايا ملصقات الدعايات الانتخابية، أو الاهتمام بالحيوانات (الدواب والجمال في البتراء ووادي رم)». لا تتردد فرح في «التلاعب» بالصور والتصرف بألوانها أو عكس اتجاهها، أو تكرارها بألوان مختلفة ضمن ذات الإطار. فالتصوير بالنسبة لها وسيلة للتعبير، وأداة للإدهاش وإحداث المفارقة، وهي تستمتع بأثر هذه «الألعاب» على المشاهدين الذين غالباً ما تدفعهم الى الابتسام. وتستعد فرح التي أنهت الثانوية العامة مؤخراً، لدراسة تصميم الأزياء في بريطانيا، وسبق لها ان شاركت بعدد من اعمالها في معرض فن الجرافيك للفنانين الشباب والذي حمل عنوان «تم عصره طازجا» حيث بيعت معظم اعمالها المعروضة فيه. وقد تلقت حوراني دورات عدة في الرسم والتصوير الفوتوغرافي وانتاج الرسائل الاعلانية القصيرة عبر الفيديو. الملفت تلك النزعة التجاوزية لدى فرح الحوراني اتجاه البيئة الحاضنة، وتلك الاستقلالية الصارمة التي تمارسها نحو «سطوة» البيئة وقيودها الثقافية والأسلوبية. وكأن فرح، منذ وعت أثر تلك البيئة عليها، بات التحدي الأكبر لها هو تجاوز حدود تلك البيئة ورفض القولبة التي ربما تنطوي عليها. وفي معرضها الفوتوغرافي الأول: «جاذبية غير مصقولة»، تقدم حوراني عيّنة من أعمالها التصويرية التي ترى العالم من خلالها، حيث المشاهد الواقعية تغدو سريالية بتدخل بسيط منها. وضم معرض فرح حوراني ثلاثين عملا فوتوغرافيا، معظمها لقطات مستمدة من البيئة الأردنيةً. واستخدمت في أعمالها تقنيات تتعرف بالصور الأصلية عن طريق قلبها أو عكس اتجاهاتها، بحيث تتألف كل صورة من اصل وانعكاس لها، مع معالجات اخرى للألوان أو استخدام التكرار للصورة الواحدة في اطار اللوحة ذاتها، الأمر الذي أضفى على الصور الواقعية.
المصدر: عمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©