الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القراءة الأولى لمسلسلات رمضان.. هجـــــوم وإشادة وصدمة

القراءة الأولى لمسلسلات رمضان.. هجـــــوم وإشادة وصدمة
11 يونيو 2016 18:46
نسرين درزي، تامر عبدالحميد (أبوظبي)- سعيد ياسين (القاهرة) زحمة مسلسلات عربية وخليجية تتنافس على عرضها الفضائيات خلال شهر رمضان بما يفوق القدرة على المتابعة، ووسط كم هائل من القصص المعروضة بإعلانات باهرة تستعمل أسلوب التشويق والجذب، يقف المشاهد حائراً من أين يبدأ وبماذا يختم سهرته. وحيرته هذه ليست بالضرورة لسبب تشابه التوقيت أو غزارة الإنتاج، بل لأنه قد لا يجد ما يشده إلى هذا العمل أو ذاك. والتساؤلات التي تطرح نفسها إلى أي مدى تلامس الدراما التلفزيونية واقع الشارع العربي؟ وما الذي تنتظره الأسرة من الشاشة الصغيرة؟ وهل أهل الدراما راضون عن المنتج والمعروض؟ بذخ وترف وخيانات زوجية وعلاقات مشبوهة، وسواها من السلوكيات الخاطئة تطالعنا يومياً على شاشات التلفزيون بالتنقل من قناة إلى أخرى وكأن عالمنا مطلي بقشور لا تلامس الحقيقة. وإن صدق مسلسل على هذه المحطة أو تلك فهو استثناء ترفض مختلف الشرائح تعميمه ورسمه على أنه مرآة للمجتمع الغارق بهواجس وتطلعات مغيّبة. ويذهب الجمهور في استيائه إلى أبعد من ذلك، معتبراً أن مجمل ما يتم تقديمه في الدراما لا يشبه حال الأسر العربية، وهو أقرب إلى الابتذال والسطحية. ووسط ندرة الأعمال الهادفة التي تحمل رسائل اجتماعية بالشكل والمضمون مثل «خيانة وطن»، و، يجد المشاهد نفسه مرغماً على تلقي ما يعرض أمامه. وهنا يمعن تركيزه في تفاصيل هامشية لها علاقة بالأزياء والمكياج والديكور ومواقع التصوير بحيث تصبح القصة آخر اهتماماته. حلوى الإفطار وبالرغم من التشويه الحاصل في غالبية المحطات التي يغلب عليها العنصر التجاري، لا تزال الأسر تبحث عن الجيد وتطالب به. فالكبار والصغار يعقدون آمالاً على المسلسلات الرمضانية، ويرصدون ما يمكن أن يلفتهم منها، على اعتبار أنها حلوى الإفطار وسلوى اللقاءات المسائية التي تجمع الأفراد في أجواء دافئة ومحببة للاستهلاك فقطوعن التخبط الذي تعاني منه المحطات التلفزيونية خلال شهر رمضان وخارجه، تحدث المنتج والممثل الإماراتي سلطان النيادي، وقال إنه لابد من حسم أمور الدراما العربية وتحديد ما إذا كانت قادرة على منافسة القصص المكسيكية والتركية أم لا، إذ إنه من غير المنطق أن تتحول شاشاتنا إلى مذياع بالصوت والصورة لمجتمعات بعيدة كل البعد عن معتقداتنا وعاداتنا وتقاليدنا. واعتبر النيادي أن 70 ? من المسلسلات المعروضة خلال الشهر الفضيل لا تمثل الواقع الحالي الذي تعيشه الأسر والأفراد، وهي للاستهلاك فقط. والمسؤولية تعود برأيه إلى القائمين على المحطات التلفزيونية لأنهم يقبلون بعرض الأعمال من دون التدقيق فيها، وكل ما يغريهم في الأمر توجهات المنتج واختياره للأسماء اللامعة وكأنها الضمانة الأولى لنجاح أي عمل بغض النظر عن الحبكة. وعن مسلسله «مكان في القلب» أكد أنه مسؤول عن شكله العام وهو مقتنع تماماً بأنه يعبر عن المجتمع ويلامس هموم الناس. وهذا ما يحاول على الدوام السعي إليه وسط عالم من التسمم الفكري والتلوث البصري الذي تعرضه بعض المحطات التلفزيونية وكأنه لم يعد هنالك نماذج يمكن تطبيقها إلا نهج المسلسل التركي «حريم السلطان». وهذا يشمل الأعمال المصرية والسورية والخليجية، لاسيما الكويتية منها والتي ابتعدت كل البعد عن الشارع العربي الذي يعد أرقى وأعمق مما يمثله. عمل رائع وتحدث المخرج الإماراتي منصور الظاهري عن إعجابه بمسلسل «خيانة وطن»، معتبراً إياه عملاً رائعاً من حيث القصة والإخراج. وقال إنه متحمس جداً لمتابعة تفاصيله علماً بأن الحلقات الأولى تركت لديه تحفظات لجهة الإنتاج. واعتبر أنه لو رصدت لمسلسل «خيانة وطن» ميزانية عالية تماماً كمسلسل «سمرقند» لكان ظهر بصورة أكثر إبهاراً، ولاسيما أن إخراجه ممتاز وكذلك أداء الممثلين الذين يجسدون قصة قوية جداً. وأوضح أن الميزانيات العالية ترصد للأعمال التاريخية وكذلك للأعمال العربية المشتركة، مما لا ينطبق على الدراما المحلية التي لا ينظر لها بالأهمية التجارية نفسها. وهذا برأيه ما يجعل القصص المطروحة أقل مما هو منتظر بكثير. إفلاسوتعتبر المذيعة لينا زهر الدين أن اهتمامات الأسر العربية أصبحت في جهة، وواقع المسلسلات عموماً باتت في جهة أخرى. وقالت إن مقولة «هذا ما يريده الجمهور» ليست صحيحة على الإطلاق، وإنما يصلح القول بأن هذا ما يفرض ويعرض ويدل على إفلاس تام للإبداع الحقيقي. وذكرت أنها الأعمال الدرامية القوية التي تمثل قضية قومية لا تزال قليلة، مقارنة بأعمال تبتعد عن أزمات وقضايا مجتمعنا. فعندما تشاهد مسلسلاً بإنتاج ضخم لبطل مشهور أو بطلة تعجبها لا تستطيع أن تكمل الحلقة لغياب المنطق وأساليب الإقناع، ولا تجد مبرراً يجعل كتاب الدراما يلجؤون إلى هذا النهج المتناقض في ظل آلاف القصص الواقعية التي تجذب الملايين فيما لو تم نقلها إلى الشاشات العربية. هجوم وغضب وكانت صفحات التواصل الاجتماعي متنفساً كبيراً للادلاء بآراء متنوعة حول احتواء غالبية المسلسلات على مشاهد صورت في ملاه ليلية، وشملت ألفاظاً خارجة ومخدرات وشرطة فاسدة تلفق التهم للمواطنين، وابتعادها عن الإيجابيات والأفكار البناءة. وكتب المؤلف أيمن سلامة الذي يغيب عن مسلسلات رمضان هذا العام بعد حضور فيها لأربع سنوات متتالية، على صفحته بعد عرض الحلقات الأولى من مسلسلات رمضان على حسابه الخاص على موقع التواصل «فيس بوك» قائلاً: يبدو أن أصدقائي صناع الدراما مهتمون بمسلسلي «مع سبق الإصرار» و«حكاية حياة» من بطولة غادة عبدالرازق، وهذا واضح جداً في معظم أعمال هذا العام، ووافقه بعض أصدقاء صفحته، وقالوا ان التشابه طال مسلسلات غادة عادل «الميزان»، وليلى علوي وخالد الصاوي «هي ودافنشي»، ونيللي كريم «سقوط حر»، ويسرا «فوق مستوى الشبهات»، ومي عزالدين «وعد». سطحية وابتذال أما الناقد الدكتور وليد سيف فانتقد أداء ليلى علوي في مسلسل «هي ودافنشي»، وكتب على صفحته: ليلى علوي، في منتهى الافتعال والزيف، ورد عليه آخرون بأن ليلى ممثلة كبيرة لكن ينقصها مخرج سينمائي مقتدر يحسن إدارتها، وأن مشكلة العمل تمثلت في مخرجه. وهاجم الكاتب والسيناريست محمود الطوخي غالبية المسلسلات المعروضة، وتوقف عند مسلسل «بنات سوبر مان»، وانتقد حوار المسلسل خصوصاً الذي جاء في الحلقة الاولى والذي جاء بشكل مسف وخارج، واتفق معه المؤلف فاروق عطية الذي كتب على صفحته: الآن تأكدت ان مسلسلات رمضان ممولة من جهات تريد السوء لمصر، حيث تحتوي المسلسلات على القتل والخيانة والدم والسوقية والابتذال، وتفاهة الموضوع وسطحية التناول، وأشخاص لا علاقة لهم بالفن أو بالرسالة. ألف رحمة لعكاشة وترحم الكاتب أكرم السعدني على مسلسل «ليالي الحلمية» بعد عرض الجزء السادس الذي تقوم ببطولته الهام شاهين وهشام سليم وصفية العمري ودرة ويخرجه مجدي أبوعميرة، وكتب: «ألف رحمة ونور عليك يا بديع الزمان أسامة أنور عكاشة أنت والجميل اسماعيل عبدالحافظ، وربنا يديلك العمر الطويل يا عم يحيى الفخراني انت وعمي صلاح السعدني». إشادات وفي مقابل الهجوم الذي طال غالبية المسلسلات، نالت مسلسلات أخرى إشادة من الجميع، وفي مقدمتها «ونوس» ليحيى الفخراني، و«يونس ولد فضة» لعمرو سعد وسوسن بدر، والمسلسلان من تأليف عبدالرحيم كمال. وقال الناقد محمود عبدالشكور: بداية جيدة لمسلسل «ونّوس» للثلاثي المميز عبد الرحيم كمال ويحيى الفخراني وشادي الفخراني، في أول حلقة عرفنا الشخصيات رغم كثرتها، وعرفنا المشكلة وبدأ الصراع قوياً وواضحاً، وأخذت شخصية «ونوس» هالتها الخارقة وملامحها الظريفة والماكرة معاً، لدىّ شغف أن أتابع هذه المعالجة التلفزيونية لفاوست بعد معالجات سينمائية كثيرة. وأشاد كثيرون بمسلسل «أفراح القبة» لمنى زكي وجمال سليمان واياد نصار وإخراج محمد ياسين، وأشاد المخرج ياسر زايد بشقيقته نشوى زايد التي كتبت سيناريو وحوار العمل عن قصة للأديب نجيب محفوظ. طبيب نفسي وتوقف الناقد محمد عاطف والناقدة ماجدة خيرالله عند أداء الطبيب النفسي في مسلسل «فوق مستوى الشبهات» ليسرا، وقالا إنه رغم مقتله على يد يسرا في نهاية الحلقة الأولى، إلا أن أداءه جاء بشكل متميز، وتمنيا رؤيته في أعمال قادمة بمساحات أدوار أكبر وأوسع. وأشاد عدد من الممثلين بمسلسل «يونس ولد فضة» وجاء في مقدمتهم أحمد السقا الذي كتب عبر حسابه الرسمي على موقع «تويتر»: «#يونس_ولد_فضة مسلسل صعيدي يحترم، مبروك لكل القائمين عليه». جرائم قتل ومن أبرز القضايا التي تعرضها دراما رمضان 2016، هي جرائم القتل التي ظهرت في أولى حلقات أبرز المسلسلات من بينها: «سقوط حر» للفنانة نيللي كريم، التي تلعب دور «ملك» حيث تبدأ أحداث العمل بجريمة قتل، وتجد «ملك» نفسها متورطة في جريمة قتل زوجها وشقيقتها بعد أن تجد الشرطة الأداة التي استخدمت في هذه الجريمة بحوزتها، ولكن الجهات المختصة بالتحقيق في هذه الجريمة تلاحظ الاضطراب النفسي الذي تعاني منه، فتأمر بوضعها في إحدى المصحات النفسية، لتبدأ رحلة البحث عن القاتل الحقيقي لزوجها وشقيقتها لتثبت براءتها. بينما يظهر في مسلسل «جراند أوتيل» جريمتين قتل، الأولى داخل أحد الفنادق الضخمة التي يشسكنها مجتمع رجال الأعمال، بينما تقع جريمة قتل أخرى تتعرض لها موظفة تعمل في الفندق نفسه، وتبدأ رحلة شقيق الموظفة الذي يلعب دوره الفنان عمرو يوسف في البحث عن القاتل لتقديمه للعدالة. الأمر نفسه بالنسبة لمسلسل «الخروج» الذي ينتمي إلى نوعية المسلسلات البوليسية، حيث يبدأ العمل بجريمة قتل، ويكلف أثنين من الضباط للبحث عن القاتل، وخلال بحثهما تظهر العديد من الجرائم الأخرى، وسط أحداثه مليئة بالغموض والتشويق. وفي التعاون الدرامي الأول الذي يجمع بين الفنانين غادة عادل وباسل خياط عبر مسلسل «الميزان»، يحاول كل منهما خلال أحداث المسلسل من خلال عملهما، حيث الأولى محامية والثاني ضابط شرطة، الوصول إلى القاتل الحقيقي في جريمة قتل كبيرة تشغل بال الرأي العام المصري منذ وقوعها وحتى الوصول إلى الجاني فيها. كوميديا «سيلفي2» ويعود المسلسل المجتمعي الكوميدي «سيلفي2» للفنان ناصر القصبي على شاشة «أم بي سي»، ليتناول العديد من القضايا المشوقة التي جذبت أنظار المشاهدين من خلال حلقاته الأولى، االتي عرضت بعض القضايات الاجتماعية بطريقة كوميدية مثل التطرف والمذاهب الدينية، إلي جانب مواصلة العمل بمواجهة حمى الإرهاب وعرض مشكلات آسرية. قضايا مجتمعية ويتناول مجموعة كبيرة من الأعمال الدرامية العديد من القضايا المجتمعية، وقد ظهر ذلك واضحاًِ في أغلب الأعمال الإماراتية والخليجية، من بينها «مكان في القلب» و«غمز البارود» و«عود أخضر» و«بائعة النخي»، ويأتي المسلسل الخليجي «ساق البامبو» المقتبس من رواية تحمل الاسم نفسه للروائي سعود السنعوسي، والتي كانت فازت قبل ثلاثة أعوام بجائزة البوكر العالمية للرواية العربية، ويلعب بطولته القديرة سعاد عبد الله، ليعرض قضة إنسانية واجتماعية من واقع المجتمع، حيث تركز قصته على مصير أولئك الأبناء الذين يولدون بملامح فلبينية لآباء كويتيين أو خليجيين، فلا يعترف بهم أي من المجتمعين. صراع الكبار ومن أبرز الظواهر دراما رمضان هذا العام، هو تنافس مجموعة من نجوم عالم الدراما فيما بينهم في حلبة السباق الرمضاني، لتكون المنافسة أشبه بـ«صراع الكبار»، حيث يقدم «الزعيم» عادل إمام مسلسل «مأمون وشركاه» ويلعب دور الأب البخيل، فيما يعود محمود عبدالعزيز من خلال مسلسل «رأس الغول» ويلعب فيه دور نصاب، ويظهر محمد منير الذي يقدم مقاربة درامية لقصة حياته في مسلسل «المغني». جرأة «خيانة وطن» يشهد الموسم الرمضاني لهذا العام وجود مسلسلات تعرض قضايا سياسية متعلقة بالإرهاب وعمليات التنظيم السري للإخوان المسلمين بكل جرأة وموضوعية، ويأتي «خيانة وطن» ليكون على رأس هذه الأعمال، والمأخوذ عن رواية «ريتاج» للدكتور حمد الحمادي، وهو أول مسلسل وطني سياسي في تاريخ الدراما الإماراتية، وحاز الكثير من الإشادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد عرض أول حلقة على شاشة «أبوظبي»، وهو من إخراج أحمد المقلة، وبطولة حبيب غلوم وهيفاء حسين ومرعي الحليان وهدى حمدان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©