الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«موريس بوكاي».. «الفرعون» سر إسلامه

«موريس بوكاي».. «الفرعون» سر إسلامه
11 يونيو 2016 18:41
أحمد مراد (القاهرة) ولد الطبيب الفرنسي موريس بوكاي في 19 من يوليو عام 1920 في مدينة «بون ليفيك»، وتربى في أسرة مسيحية كاثوليكية، وتلقى تعليمه حتى المرحلة الثانوية في مدرسة ليست إسلامية، بعدها التحق بكلية الطب بجامعة باريس، وبعد التخرج عمل بعيادة الجامعة جراحاً في الأمراض الباطنة مع التخصص في طب الأمعاء. وفي فترة الستينيات، أصبح بوكاي طبيباً مشهوراً بموهبته، وفي ذلك الوقت تلقى العلاج على يديه مرضى مسلمون، وفي حواراته مع بعضهم أظهر مدى تأثره بما تلقاه في مقاعد الدراسة من معلومات عن ديانة كان يسميها أساتذته «المحمدية»، وعن كتاب المسلمين الذي كان يعتقد أنه كتاب وضعي بشري، وكان كلما جاءه مريض مسلم يسأله عن القرآن، وذات مرة جاء شخص عربي شهير نصحه بأن يقرأ القرآن بالعربية قبل أن يحكم عليه. دراسة اللغة العربية وفي عام 1969، التحق بوكاي بمعهد اللغات الشرقية في جامعة السوربون لكي يدرس اللغة العربية دراسة نظامية، وبعد أربع سنوات صار ضليعاً فيها، وعندما قرأ القرآن الكريم بالعربية تغيرت وجهة نظره فيه. وفي نهاية الثمانينيات، طلبت فرنسا استضافة مومياء فرعون مصر لإجراء اختبارات وفحوص أثرية، وتم نقلها إلى جناح خاص في مركز الآثار الفرنسي، ليبدأ بعدها أكبر علماء الآثار وأطباء الجراحة والتشريح دراسة تلك المومياء، واكتشاف أسرارها، وكان رئيس الجراحين بوكاي، وقد حاول أن يكتشف كيف مات هذا الفرعون، حتى ظهرت نتائج تحليله النهائية التي تثبت موته بالغرق مع سلامة جثته بعد الغرق، وقد ذهل عندما اكتشف أن القرآن الكريم يروي ذلك، وأخذ يتساءل: كيف يكون هذا، وهذه المومياء لم تكتشف أصلاً إلا في العام 1898. بوكاي لم يهنأ له قرار، ولم يهدأ له بال، فحزم أمتعته وقرر أن يسافر إلى المملكة العربية السعودية لحضور مؤتمر طبي يوجد فيه جمع من علماء التشريح المسلمين، وكان أول حديث معهم عما اكتشفته من نجاة جثة فرعون بعد الغرق، فقام أحدهم يقرأ له قوله تعالى: (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ)، «سورة يونس: الآية 92»، وكان وقْع الآية عليه شديداً، ورجت له نفسه رجة جعلته يقف أمام الحضور ويصرخ بأعلى صوته: لقد دخلت الإسلام، وآمنت بهذا القرآن. الحقائق العلميةرجع موريس بوكاي إلى فرنسا بغير الوجه الذي ذهب به، وهناك مكث عشر سنوات ليس لديه شغل يشغله سوى دراسة مدى تطابق الحقائق العلمية والمكتشفة حديثاً مع القرآن الكريم، وكان من ثمرة هذه السنوات أن خرج بتأليف كتاب أحدث ضجة كبيرة في العالم الغربي، عنوانه «القرآن والتوراة والإنجيل والعلم.. دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة»، وقد تمت ترجمة الكتاب إلى17 لغة منها العربية والإنجليزية والإندونيسية والفارسية والتركية والألمانية. وفي مقدمة الكتاب، يقول بوكاي: لقد أثارت هذه الجوانب العلمية التي يختص بها القرآن دهشتي العميقة في البداية، فلم أكن أعتقد قط بإمكان اكتشاف عدد كبير إلى هذا الحد من الدقة بموضوعات شديدة التنوع، ومطابقتها تماماً للمعارف العلمية الحديثة، وذلك في نص قد كتب منذ أكثر من أربعة عشر قرناً. ويقول: لقد قمت أولاً بدراسة القرآن الكريم، وذلك دون أي فكر مسبق وبموضوعية تامة، باحثاً عن درجة اتفاق نص القرآن ومعطيات العلم الحديث، وكنت أعرف أن القرآن يذكر أنواعاً كثيرة من الظواهر الطبيعية، ولكن معرفتي كانت وجيزة، وبفضل الدراسة الواعية للنص العربي استطعت أن أحقق قائمة، أدركت بعد الانتهاء منها أن القرآن لا يحتوي على أي مقولة قابلة للنقد من وجهة نظر العلم في العصر الحديث. نصوص القرآنويقول موريس بوكاي: إن أول ما يثير الدهشة في روح من يواجه نصوص القرآن لأول مرة، هو ثراء الموضوعات العلمية المعالجة، وعلى حين نجد في التوراة الحالية أخطاء علمية ضخمة، ولكن لا نكتشف في القرآن أي خطأ، ولو كان قائل القرآن إنسانا، فكيف يستطيع في القرن السابع أن يكتب حقائق لا تنتمي إلى عصره؟. ومن أشهر مقولاته: القرآن فوق المستوى العلمي للعرب، وفوق المستوى العلمي للعالم، وفوق المستوى العلمي للعلماء في العصور اللاحقة، وفوق مستوانا العلمي المتقدم في عصر العلم والمعرفة ولا يمكن أن يصدر هذا عن أمي وهذا يدل على ثبوت نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وأنه نبي يوحى إليه. وتوفي موريس بوكاي في باريس 18 فبراير 1998.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©