السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سلطان بن زايد: التعليم أساس تطور الأمة ونموها وحضارتها

سلطان بن زايد: التعليم أساس تطور الأمة ونموها وحضارتها
4 ابريل 2018 23:27
إبراهيم سليم (أبوظبي) أكد سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس مركز سلطان بن زايد، أن التعليم أساس تطور الأمة ونموها وحضارتها. وأشار سموه إلى أن فجوة المعرفة، لا فجوة الدخل، أصبحت المحدد الرئيسي لمقدرات الدول في العالم الآن، مضيفاً أن اكتساب المعرفة يأتي عن طريق التعليم والبحث العلمي والتطوير التقني، فلا مستقبل من دون النهضة في هذه المجالات في خضم التحولات العالمية السريعة. وقال سموه، في كلمة وجهها لندوة «تطوير التعليم بدولة الإمارات العربية المتحدة» التي نظمها مركز سلطان بن زايد، بتوجيهات ورعاية سموه، في مسرح أبوظبي بمنطقة كاسر الأمواج: «إن هذه الندوة تتناول موضوعاً بالغ الأهمية»، مشدداً على دور المدرسة، فهي المدخل والمخرج للمنتجات العلمية والتقنية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وفيها يتخرج الطبيب والمهندس والمحامي والأستاذ والإداري والفنان والكاتب وغيرهم. وأضاف سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، في كلمة ألقاها نيابة عن سموه منصور سعيد عمهي المنصوري نائب مدير عام مركز سلطان بن زايد: «إن تنشئة أجيال قادرة على الابتكار والإبداع تتطلب العديد من الأمور، منها إنشاء مؤسسات تعليمية متطورة، وتحتوي على أفضل التقنيات الحديثة، والانفتاح على العالم وعلى تجاربه الحديثة، واكتساب أفضل المهارات والخبرات التي تساهم في تنمية المجتمع وتطوره، واختيار كوادر تعليمية وفنية وإدارية ذات كفاءة عالية وخبرة كبيرة». وأكد أن ما نشاهده من اهتمام دولة الإمارات بالارتقاء بمستوى التعليم والبحث العلمي ما هو إلا دليل على إدراك الدولة لأهمية ذلك، كما تعد ندوة اليوم جزءاً من هذا الاهتمام. حضر الندوة معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، وعبد الله فاضل المحيربي وكيل ديوان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، وخليفة سلطان العقروبي وكيل وزارة، مدير مكتب الشكاوى والتظلمات في الديوان، وحمود حميد المنصوري وكيل إدارة أعمال سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، وحميد محمد سعيد الرميثي الوكيل المساعد بديوان سموه، ومحمد سعيد بن عباد الهاملي الوكيل المساعد بديوان سموه، وسنان أحمد المهيري المدير التنفيذي للأنشطة والفعاليات بنادي تراث الإمارات، وعلي عبدالله الرميثي المدير التنفيذي للدراسات والإعلام بالنادي، وعدد من سفراء الدول العربية، ونحو 150 من الضباط المنتسبين لكلية الشرطة في أبوظبي. التعليم ومئوية الإمارات وأكدت الدكتورة رابعة السميطي، الوكيل المساعد لوزارة التربية والتعليم في قطاع التقييم وتحسين الأداء، أن التحديات التي يواجهها العالم اليوم تشكل حافزاً للنظر في موضوع تطوير التعليم من أجل مجابهة تلك التحديات، مشيرة إلى أننا في دولة الإمارات لا نطمح فقط لإعداد جيل يواجه التحديات، بل نريد جيلاً مستشرفاً للمستقبل، ويجب أن يكون مبادراً وطموحاً ويؤمن بأهمية العلم، ومنفتحاً على العالم، وفخوراً ومتمسكاً بقيمه التي تربى عليها. وقالت: «إنه من أجل إيجاد جيل كهذا، لا بد من إيجاد نظام تعليمي متميز يركز على العلوم والتكنولوجيا، ويعزز القيم والأخلاق»، مشيرة إلى أن تطوير التعليم في الإمارات، وإنتاج أجيال قادرة على تلقي المعرفة، جزء من مئوية الإمارات 2071، حيث يحتل التعليم وتطويره جزءاً مقدراً فيها، لكونها رؤية تهدف إلى تجهيز الأجيال بالمعرفة من أجل مواكبة متغيرات العالم. وأشارت السميطي إلى أن الاهتمام بالعلوم والدراسات فقط ليس كافياً لإعداد قادة المستقبل، فنحن نحتاج لسفراء للسعادة والتسامح والأمل، ومن هنا جاءت مادة التربية الأخلاقية التي تحظى باهتمام القيادة، كما أن المعلم من أهم العوامل التي يجب أن تولى الاهتمام؛ لذا عملنا على دعم وتطوير المعلم، وضمن هذا المسار رخصة المعلم التي ستنطلق رسمياً هذا الشهر، وستشمل اختبارات للكفاءة من أجل الحصول على الرخصة. وختمت الدكتورة رابعة السميطي كلمتها بالإشارة إلى ما قاله سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي رئيس مجلس التعليم والموارد البشرية، أنه مع انطلاق الثورة الصناعية الرابعة لدينا في دولة الإمارات فرصة للمساهمة في بناء الحضارة، وسيتطلب هذا الأمر التخلي عن المهارات التي لن يكون لها دور في هذه المرحلة، والعمل مع الطلبة لاكتساب مهارات جديدة يحتاجون إليها للتنافس في هذا العالم المتغير. طموح التسلح المعرفي من جانبه، قال الدكتور مايكل ستيفنسون كبير المستشارين في مديرية التعليم والمهارات بمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية: «إن دولة الإمارات شهدت قفزة كبيرة في مجال التعليم، وهي تطمح إلى التسلح بالمعرفة والإبداع لبناء اقتصاد تنافسي وإلى تطوير قطاع التعليم، بحيث يضاهي الدول المتقدمة». وترأست الدكتورة سهى الحسن، عميد كلية الإمارات للتطوير التربوي بالإنابة، جلسة العمل الأولى في الندوة، حيث استعرضت الباحثة البريطانية لوسي كريهان، المستشارة في التعليم الدولي، ورقة عمل ارتكزت على الزيارات الميدانية التي أجرتها في بعض مدارس الإمارات وعلى دراسات وبيانات من برنامج تقييم الطلاب الدوليين «PISA»، وتقرير اتجاهات في الرياضيات والعلوم «TIMSS»، والمسح الدولي للتدريس والتعليم «TALIS» لتعزيز ما تم تسجيله خلال زياراتها للمدارس. مستويات تحدٍ واقعية وأوضحت الباحثة أن دولة الإمارات أحرزت تقدماً ملحوظاً في نظامها التعليمي، مؤكدة ضرورة التخلص من بعض المحتوى في المناهج الدراسية، والالتزام خلال تصميم الكتب المدرسية والمناهج الدراسية بالبدء بمستويات تحدٍ واقعية وفي متناول الطلبة، والبناء على هذه التوقعات الواقعية خلال مرحلة تقدم الأطفال في مسيرتهم التعليمية في المدرسة. وقدم الدكتور باسي سالبرغ، الباحث التربوي الفنلندي وأستاذ سياسة التعليم بجامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا، تحليل أداء نظام التعليم في دولة الإمارات عن طريق استخدام بيانات قابلة للمقارنة دولياً، مؤكداً أن مبادئ جعل التدريس والتعلم أكثر ملاءمة لأطفال مدارس الحلقة الأولى ومعلميهم، وإعادة التفكير في الوقت الكلي المخصص للتعليم، وتأكيد القدرات والمتطلبات المهنية الخاصة بالمدرسين، هي جزء من برنامج إصلاح التعليم. وتناول الدكتور ديفيد ليتز، أستاذ القيادة التربوية بكلية الإمارات للتطوير التربوي، الجهود التي بذلت لتطوير التعليم في دولة الإمارات. التعليم.. رؤية وطنية وأكد الدكتور أنتوني جاكسون الخبير التربوي، مدير مركز التربية العالمية، في ورقة عمله بالندوة، أن المسؤولين عن نظام التعليم في دولة الإمارات طوروا بجرأة رؤية وأجندة وطنية تدعو إلى تحقيق ترقية منهجية للتعليم، بهدف تحسين جودة تحصيل العلم لدى الطلاب بشكل كبير وسريع. وأوصى المشاركون في الندوة في ختام أعمالها، بتشجيع ممارسات عالية الجودة موجهة للطلبة وتشجيع التعلم المهني، بحيث يصبح التلقين الموجه من المعلم أكثر جاذبية وفعالية. كما أوصوا بتقليص حجم الكتب المدرسية الحالي لإتاحة الوقت للطلبة لكسب فهم معمق وتطوير الأفكار والمهارات، بالإضافة إلى تصميم منهج دراسي متناغم قبل طرحه على الصعيد الوطني ومنحه فرصة 5 سنوات على الأقل دون تعديل. قيادات مهنية مستدامة ودعت التوصيات إلى تصميم سياسات تعليمية قادرة على بناء قيادة مهنية مستدامة بجميع مستويات النظام التعليمي، مؤكدة أن نظرية تغيير سياسات التعليم يجب أن تتمحور حول مساعدة المعلمين والمدارس على العمل معاً من أجل التحسين والتطوير، إضافة إلى تقوية العلاقة بين البيت والمدرسة من أجل تحقيق تعاون أوثق بين الآباء والمدارس. كما حثت التوصيات على إدخال التغييرات في المناهج والسياسات بشكل تدريجي وثابت ومتسق، وأن يكون للجهات التعليمية المعنية دور استشاري تشاركي في اتخاذ القرارات الأساسية في المناهج الدراسية، كما يجب أن تتم عملية بناء القدرات بشكل يتناسب مع التغييرات المتوقعة في المناهج. وشددت التوصيات على أن هناك حاجة ماسة إلى أساليب تربوية أكثر متانة في مجال التقويمات تعتمد على المهارات الأساسية كجزء من نتائج التعلم، كما يجب الحرص على تعدد اللغات بالتزامن مع اكتساب المعرفة حول الثقافات الأخرى، وتوسيع النظام الحالي لمرحلة الروضة، ودعت إلى تعزيز وتشجيع الأنشطة خارج نطاق المنهج، وتشجيع المشاركة المجتمعية وأنشطة الخدمات الاجتماعية في المدارس. حوافز استبقاء المعلمين ودعت الندوة إلى تشجيع وتعزيز الولوج إلى مدارس التعليم العام، ووضع آليات للحفاظ على مستوى التعليم الخاص، وتنفيذ حوافز لاستبقاء المعلمين في مهنة التدريس لمعالجة مشكلة زيادة مغادرة المعلمين الإماراتيين للمدارس العامة. وأكدت توصيات الندوة أن هناك حاجة إلى توظيف أعداد متزايدة من المعلمين الإماراتيين الذكور، كما يجب أن يكون هناك تركيز على التطوير المهني، واعتماد وترخيص المدرسين والتخطيط بعناية لإعداد المعلمين، وإعادة النظر في السياسات التعليمية باستمرار، وأن يكون بناء القدرات شاملاً وشمولياً بشكل يضم المجتمع المدرسي بأكمله. كما أوصت بإشراك المعلمين في صنع وإعداد المناهج الدراسية على مستوى المدارس الوطنية والمحلية، وتوفير حوافز لضمان توظيف الأفراد الموهوبين في مهنة التدريس، وتشجيع المعلمين وحفزهم على تولي أدوار قيادية في مدارسهم في مجال تنفيذ برامج تعليمية مبتكرة. شكر وتقدير ورفع الباحثون والأكاديميون الذين شاركوا في الندوة رسالة شكر وتقدير إلى قيادة الدولة الرشيدة وحكومتها، وإلى سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، على توجيهات سموه ورعايته الكريمة لهذه الندوة المتخصصة والفريدة من نوعها. وأكدوا أن توجيهات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان لهم وللقائمين على الندوة، شكلت النور الذي أضاء طريقهم في البحث والاستقصاء وتهيئة المناخ للبحث الأكاديمي المستقل، والخروج بتوصيات تستهدف رفد المسؤولين عن التعليم بأفكار من الواقع من شأنها تطوير التعليم ووضعه على السكة الصحيحة. كما أكدوا في الرسالة أن حرص سموه واهتمامه ومتابعته شخصياً، أتاح لهم الظروف لوضع اليد على أوجه النجاح والقصور في النظام التعليمي، معربين عن اعتزازهم بالنهضة الحضارية والتنموية التي تشهدها دولة الإمارات، بما في ذلك الجهود المبذولة لتطوير التعليم في الدولة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©