الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشافعي.. صاحب أصول الفقه والاستنباط

الشافعي.. صاحب أصول الفقه والاستنباط
12 يونيو 2016 22:41
محمد أحمد (القاهرة) عالم حافظ للقرآن والحديث وإجماع الصحابة متقن للغة العربية وعلومها وآدابها، صاحب مذهب، ولد في عام 150 هـ وهي السنة التي توفي فيها الإمام أبو حنيفة النعمان. هو محمد بن إدريس بن العباس بن شافع، يطلق عليه في مصر «قاضي الشريعة» على الرغم من أنه لم يكن قاضياً بها، جاء لمصر وعمره خمسون عاماً، وبمجرد وصوله بحث عن آراء وفقه الإمام الليث. أدرك الشافعي في شبابه بأنه في حاجة إلى زاد لغوي كبير وتفهم عميق للمعاني وأسرار التراكيب اللغوية، ونفذ نصيحة الإمام الليث أن يذهب للبادية فيتعلم كلامهم ويحفظ شعرهم. مكث في هزيل عشر سنوات وعاد يجلس إلى حلقات شيوخه في المسجد الحرام، واكتمل له العلم بالقرآن والحديث وآثار الصحابة، إضافة إلى الثراء اللغوي والذوق الأدبي، ونصحه أحد شيوخه بأنه آن له أن يفتي، ولكنه تهيب لصغر سنه. قرر الشافعي أن يرحل وهو في العشرين من عمره لينهل من فقه المدينة وهناك لزم الإمام مالك، وذهب للعراق، حيث درس فقه الإمام الراحل أبي حنيفة من تلاميذه بالكوفة وبغداد، وفقه الأوزاعي بالشام، والإمام الليث بن سعد بمصر. ورحل إلى الكوفة وهو في الثانية والعشرين، وكتب ما سمعه من فقه الإمام أبي حنيفة، ثم طاف ببلاد فارس ثم ديار ربيعة ومضر، ثم بغداد والأناضول وحران وبلاد الشام ثم مكة، وعاد بعد عامين إلى المدينة وقد تزود بالكثير من العلوم. في عام 184 هـ عاد الشافعي إلى بغداد وقد تعلم ألا يزج بنفسه في الصراعات السياسية، وفي بغداد أثرت الحياة الفكرية عليه مما منحه ثراءً كبيراً بمحاوراته مع محمد بن الحسن، وكانت مثالاً لأدب المناظرة، وقد أقام فيها أعواماً قلائل ودافع عن أهل الحديث، وأفاد من أهل الرأي، ودرس فقه العراق، فاجتمع لديه علم أهل الحديث المتمثل في فقه الحجاز وعلم أهل الرأي في العراق. عاد إلى مكة يلقي دروسه في الحرم المكي، وظهر الشافعي بفقه هو مزيج بين الفقهين اللذين تعلمهما في المدينة والعراق، إضافة إلى خلاصة عقله، وانتهى إلى وضع أصول الاستنباط، ثم سافر إلى بغداد في العام 195 هـ، وألف كتاب «الرسالة»، وضع فيه الأساس لعلم أصول الفقه، وكان الشافعي قد أعاد كتابته في مصر التي وصل إليها عام 199هـ. كان صاحب مذهب في الفقه قبل قدومه مصر، وبعد فترة قصيرة غير كثيراً من آرائه وأعاد كتابة كتبه، وعرف آراء جديدة للإمام علي بن أبي طالب لم يطلع عليها من قبل. انتهى الإمام من إعادة صياغة كتبه وتصحيح آرائه على أساس ما شاهده من الفهم العميق لروح الشريعة الإسلامية ومظاهر الحضارة والتزاوج بين الإسلام والحضارات الأخرى، وأعلن أن آراءه ليست إلا التي كتبها في مصر، أما كتبه السابقة، فلا يريد أن ينسبها أحد إليه، وقال أحمد بن حنبل «خذوا عن أستاذنا الشافعي ما كتبه في مصر».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©