وكلاء سفر: تأثير «انفلونزا الخنازير» على نشاط السياحة أكبر من الأزمة المالية

أكد وكلاء سفر في أبوظبي أن تأثير انفلونزا الخنازير على نشاط القطاع السياحي وحركة السفر أقوى من تأثير الأزمة المالية العالمية، التي تركت أثراً طفيفاً على زخم الحجوزات للموسم الحالي. وبين أزمة صحية وأخرى مالية، استنفد القائمون على القطاع السياحي أساليب الجذب والترويج التي تراوحت بين الخصومات على التذاكر والعروض الفندقية. ومع ذلك، قال وكلاء سفر إن الحجوزات انخفضت بنحو 20% مقارنة بالموسم الماضي، وتحديدا على وجهات مرغوبة شهدت أسعار تذاكرها انخفاضا ملموساً، في حين أكد آخرون أن مبيعاتهم مستقرة، ولكنها لم تشهد النمو المعتاد سنوياً. وقال محمد الصالحي مدير عام مكتب أبوظبي للسفريات إن الطلب على السفر إلى الخارج تراجع بنسبة تصل إلى 40% منذ بداية الصيف، رغم تمديد العطلة المدرسية الصيفية لنهاية شهر رمضان. وأضاف أن حجم المبيعات تراجع بنحو 15% الصيف الحالي، مشيرا إلى أن أسعار التذاكر على بعض الوجهات السياحية التي تراجع الطلب عليها كشرق آسيا وأوروبا انخفضت بنسبة تتراوح بين 15 إلى 20%. وأرجع ضعف النشاط السياحي إلى انتشار «انفلونزا الخنازير» المعروف باسم فيروس H1N1 خصوصا في الدول الأميركية والأوروبية. وأشار الصالحي إلى أن الوجهات التي شهدت نشاطا أكثر من غيرها خلال الصيف الحالي هي الدول العربية مثل مصر ولبنان والأردن وسورية سواء من المقيمين الذين يزورون أهلهم وأقاربهم أو المواطنين الذين سافروا إلى الوجهات العربية بهدف السياحة. وزاد «الحركة السياحية ضعيفة مقارنة بالفترة ذاتها العام الماضي». ومع قرب حلول شهر رمضان المبارك، قال الصالحي إن الحركة السياحية إلى الخارج خلال هذا الشهر ستكون ضعيفة جداً، وتوقع أن تنشط حركة السياحة الخارجية خلال عيد الفطر. من جهته، قال محمد الصاوي مدير عام وكالة عمير للسفريات إن حركة السفر إلى الخارج في بداية الموسم الصيفي شهدت تراجعا، لكنها عادت وارتفعت في الوقت الحالي مع تمديد المدارس. وأضاف «الدول العربية أخذت النصيب الأكبر من حجم السياحة الخارجية». وقال «لم يحصل نمو في مبيعات الشركة مثل كل سنة، لكن لم يحصل تراجع أيضا». وبين أن عدد المسافرين لم يتراجع بقدر تراجع الربحية من التذاكر التي تراجعت أسعارها مقارنة بالعام الماضي. وأشار الصاوي إلى أن لمرض انفلونزا الخنازير تأثيرا أكبر على السياحة من الأزمة المالية العالمية. وقال اسماعيل جحا مدير مبيعات «سفر» للسياحة السفر إن مبيعات الشركة تراجعت بنحو 15% خلال الصيف الحالي مقارنة مع ذات الفترة من العام الماضي و22% منذ بداية العام لغاية الآن. وبشكل تدريجي، انحسر النشاط السياحي مع بدء «الوباء المالي»، ثم ضعف النشاط بشكل أكبر مع انتشار مخاوف الوباء الصحي. وقال إن أبرز الوجهات التي تأثرت بهذا المرض خلال الصيف هي دول شرق آسيا واستراليا وأوروبا. واتفق حسين عطالله مدير عام «بن صالح» للسفر مع جحا حول تأثير انفلونزا الخنازير على قطاع السياحة العام الحالي. أوضح أن مرض انفلونزا الخنازير أثر على الحركة السياحية الخارجية إلى دول أوروبا وأميركا، لكنها لم تؤثر على المقاصد البينية العربية. وبين أن تمديد العطلة الصيفية إلى ما بعد رمضان أثرت إيجابا على الحركة السياحية. ويتفق رئيس تحرير مجلة «أسفار» السياحية ابراهيم الذهلي مع ما قاله وكلاء السياحة والسفر حول تأثير الوباء العالمي على القطاع السياحي. لكنه أكد أنه رغم هذا التأثير الذي أدى إلى تراجع نشاط السفر إلى الخارج مقارنة بالعام الماضي، إلا أن السياحة البينية شهدت نشاطا ملحوظا، حيث فضل كثير من المسافرين التوجه إلى الدول العربية مثل الأردن وسوريا ولبنان.