إبراهيم سليم (أبوظبي)
أكد معالي الدكتور علي النعيمي، مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، أن 400 معلم حصلوا على ترخيص مزاولة المهنة، بعد اجتياز التقييم المحدد لهذا الغرض، والذي سيتم تعميمه على جميع المعلمين والمعلمات بدءاً من العام الدراسي القادم. وأشارفي حوار مع «الاتحاد» إلى أهمية هذه الخطوة لتقييم صلاحية المعلم، تماماً كالطبيب الذي يحصل على ترخيص لمزاولة المهنة، لافتاً إلى أن المجلس لن يقبل بين كوادره التعليمية سوى الحاصلين على الترخيص.
وقال: «لدينا خطة شاملة تستهدف تحويل أبوظبي لأنموذج تعليمي عالمي، تعتمد على توظيف التكنولوجيا لمصلحة المعلم والطالب، بما يعود بالفائدة على العملية التعليمية، وذلك لأهمية قطاع التعليم الذي يتعامل مع مختلف شرائح المجتمع»، مشيراً إلى أن التحدي يكمن في كيفية تطبيق نظام تعليمي يفي بكل هذه الطموحات، ويخدم أولويات الدولة، واستراتيجيتها الوطنية، ويفي بتطلعات القيادة، وفي الوقت نفسه يلبي طموحات أولياء الأمور.
وأشار إلى أن حكومة أبوظبي، تنفق على التعليم، وتقدم دعماً غير محدود، ولديها رؤية واستراتيجية واضحه لتذليل التحديات التي تواجهها، من خلال النظام التعليمي، لافتاً إلى حرص الدولة على تحقيق الأفضل لأبنائها وبناتها، وهناك دعم لا محدود فيما يتعلق بالتعليم في إمارة أبوظبي.
ثغرات في الميدان
وحول ما إذا كانت هناك ثغرات في الميدان التعليمي، قال: «أي عمل فيه بعد إنساني به ثغرات، وأنا فخور الآن بأن الميدان يبادر إلى إيجاد حل للمشكلات، وتحولت زياراتي الميدانية للمدارس إلى متابعات لما يجري، واستماع إلى حلول للمشاكل، بهدف المتابعة والتعريف بالاستراتيجية والدعم والمساندة، وليس لاكتشاف الثغرات بالمدارس».
وأضاف: «لا نفرق بين المواطنين والمقيمين في مجال التعليم، وهم جزء منا وشركاء في تنمية الوطن، وأحياناً نجد أطروحات غير مسؤولة لا تنظر للمستقبل من بعض أولياء الأمور، وتبحث عن نجاحات سريعة، بينما نحن نبحث عن نجاح يصنع المستقبل، ويؤثر فيه».
وبخصوص معدلات الطالب، قال: «من المهم حصول الطالب على معدلات تمكنه من الحصول على منح أو الالتحاق بجامعة تلبي طموحه، لكن على أولياء الأمور المساهمة في تطوير الطالب وإعداده بشكل جيد مع المدرسة والمعلم، فالطالب يحتاج إلى متابعة سلوكية وأخلاقية وتعليمية».
وقال «التعليم مسألة لا تقبل المجادلة، ونحن نريد صناعة المستقبل، وهي مسؤولية مجتمعية، وأن تفاعل أولياء الأمور في الفترة الأخيرة يعود إلى جهود المعلم والإدارة والمدرسة».
وشدد على أن تطور مدارس «أبوظبي للتعليم»، والتزام الطلبة ومتابعة أولياء الأمور، يعود إلى فرق العمل في كل المدارس من معلمين ومديرين، فهذا إنجازهم، وهم من صنعوا الفارق في كل المقررات الدراسية، والمنظومة التعليمية عملت بشكل أفضل، ولا أقبل الإساءة إلى معلم أو مدير مدرسة.
تحديات عالمية
وقال: «نحن في مرحلة توظيف وتوطين التكنولوجيا، وأصبحت الأجهزة والإمكانات التكنولوجيا الحديثة هي المسيطرة، والروبوتات تجري العمليات الجراحية من دون تدخل بشري، وفي المنازل أيضاً، ونحن نريد إحداث نقلة تعليمية تفاعلية في الصف والمدرسة ونحتاج إلى إقناع الطالب بأن هذا الأمر في مصلحته ويحقق له الأفضلية، وعلى الجميع تجاوز الأنظمة التقليدية، خاصة أن العالم كله يعاني في مجال التعليم، لكن الجميع يشيد بالنهضة التعليمية في إمارة أبوظبي، وسبقنا الآخرين بمراحل، بشهادتهم، حريصون على أن نتشارك مع أشقائنا في المنطقة نجاحاتنا».
دعم الطلاب
وحول مستوى الطلبة، قال: «قلنا انتبهوا، وستتم محاسبة مديري المدارس التي حققت نتائج متدنية والمعلم على نتائج الطلبة، وأولياء الأمور بدورهم في المتابعة والطالب على ما أنجزه، وحدثت إيجابيات كثيرة بسبب ما حدث في الفصل الأول، منها الالتزام بالحضور، حيث كانت نسبة الغياب أحياناً تصل إلى 15 في المئة، الآن كل الطلبة ملتزمون وأولياء الأمور يتابعون، كما شهدت مراكز الدعم الطلابي إقبالاً فاق السنوات السابقة، وبلغ عددها حالياً 45 مركزاً على مستوى الإمارة، تستوعب أكثر من 6 آلاف طالب».
وقال: «فخورون بالطلبة الذين تمكنوا من تحدي أنفسهم، وتحسن مستواهم في الفصل الثاني، وسيتحسن إلى الأفضل مع نهاية العام الدراسي، وكانوا على قدر المسؤولية والتحدي في الوقت ذاته، ونحن في مرحلة تغيير الفكر والنهج والثقافة المجتمعية السابقة».
وأشار مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، إلى أن المجلس يعول على القيادات المدرسية والميدانية في المنظومة التعليمية، وهم القادة الحقيقون، سواء للطالب أو الأسرة أو المعلم، كما أن القيادة التعليمية تحتاج إلى إعطائها الصلاحية لتبدع.
وقال «إن مؤتمر «بت الشرق الأوسط» الذي عقد مؤخراً، كان فرصة للتفاعل مع الآخرين، ومعرفة أين يقع نظامنا بالنسبة لأنظمة التعليم عالمياً، كما يتيح المجال للطلاب والمعلمين والمعلمات للتعرف إلى الابتكار وأحدث نظم المعلومات والتقنيات الحديثة في مجال التكنولوجيا التعليمية، والتعرف إلى التجارب، وأشعرني الطلاب بالثقة بما قدموه خلال المؤتمر».
نموذج رائد
وقال مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم: «نسعى لأن تكون أبوظبي مركزاً علمياً رائداً يبرز التجارب العلمية والتقنية على مستوى العالم، ومركزاً يأتي إليه العالم، ويعرض ما لديه من التجارب العلمية وتبادل الخبرات، وواقعنا التعليمي في أبوظبي يشير إلى نموذجين: نموذج أبوظبي التعليمي الذي وصل إلى الفصل التاسع، ونموذج وزارة التربية والتعليم الذي تم تعديله في الصفين العاشر والحادي عشر، ومن واقع تفاعلي مع مخرجات نموذج أبوظبي التعليمي، وجدنا أن الأمور مبشرة، وتولدت لدى الطلبة الثقة بالنفس والمبادرة والاستعداد للعمل مع فريق، وتحمل المسؤولية، والتمكن من العلوم والتكنولوجيا باللغتين الإنجليزية والعربية، ولا نقول إن هذا ما نريده فقط، بل توجد فجوات في أي منظومة تعليمية تحتاج إلى معالجات ومتابعة، فقد تكون هناك نماذج لطلاب متميزين في مواد دون أخرى، وعلى المعلم أن يواجه هذا التحدي، وعلى أولياء الأمور اكتشاف ما يحتاجه الطالب من دعم وأن يتفاعلوا مع المدرسة».
نظام ارتقاء
ولفت معاليه إلى أن المجلس لديه نظام لتقييم العملية التعليمية مثل نظام ارتقاء الذي طبقناه أولاً بالمدارس الخاصة، والآن يجري تطبيقه على مستوى المدارس الحكومية، وبدأ يرسل رسائل إلى الحقل التعليمي، وأعطى نتائج متميزة.
وأضاف: «الأبواب مفتوحة لكل ولي أمر يرى أن ابنه بحاجة إلى الدعم أو المساندة من الناحية التعليمية، ونسمع المقترحات، لكن من غير المقبول أن يضع كل ولي أمر نموذجه التعليمي الذي يتفق مع هواه أو مع ابنه، نحن نسعى لتغيير ثقافة المجتمع، ولن يعطى طالب فوق ما يستحق، ولن نظلمه، ودرجته التي حصل عليها هي التي ستوضع له، وغير مقبول تدخل ولي أمر في تحديد النتيجة».
قيادة الإمارات الداعم الأول للمعلم
حول إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، جائزة «المعلم الخليجي»، قال النعيمي: «كل الجوائز التربوية على مستوى الوطن العربي، انطلقت من الإمارات محلياً ثم انطلقت إلى آفاق عربية وخليجية، ومنها جائزة حمدان بن راشد وجائزة خليفة التربوية، وغيرهما، ما يعكس اهتمام القيادة الرشيدة في الدولة بالتعليم».
وتابع: «صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يركز دائماً على المعلم، ويحث على احترامه وتقديره، وهو القائل «التعليم أولاً»، ويدرك سموه قيمة المعلم ويعلم دوره، وأنه الركيزة الأساسية لإحداث الفارق، ورأى توجيه الأنظار إلى المعلم، ولذلك ارتأى أن يطلق جائزة على مستوى الخليج، لدعم المعلم الخليجي، وإخراج ما لديه من إبداع، وتعزيز الثقة في معلمي دول التعاون».
وقال: «إطلاق الإمارات جوائز تخص التربية والتعليم والمعلم، تؤكد أن القيادة لدينا تقدر المعلم وتهتم به وتوجه إليه الأنظار، وهذا يعد ضريبة النجاح التي تشهدها الإمارات، وهذا التميز الذي تشهده الإمارات، يفرض عليها القيام بدور فاعل في ذلك».