الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سعيد بن مسفر: التطرف أعظم مرض أصاب الأمة الإسلامية

11 يونيو 2016 01:48
سامي عبدالرؤوف (دبي) أكد فضيلة الشيخ الدكتور سعيد بن مسفر القحطاني، أحد علماء المملكة العربية السعودية، أن الغلاة والمتطرفين، هم أكبر مرض وأعظم مصيبة ابتليت به الأمة الإسلامية في هذا الزمان؛ لأنهم شوهوا الصورة الجميلة لهذا الدين وقدموا الإسلام على أنه دين ذبح وقتل، مشدداً على أن الخلاف لا يعني هتك عرض المخالف والعداء معه، فالآراء للعرض وليست للفرض، وللإعلان وليست للإلزام. وقال القحطاني، في محاضرته بعنوان: «آداب الخلاف والحوار» ضمن برنامج جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم: «عندما نعرف كيف نتحاور، سوف نتطور ونتحضر، والعالم تسوده الخلافات، لكنهم يتحاورون، ما يدركون وصولاً إلى ذلك، إلا بعد خبرات وتجارب، حيث وجدوا أن الحوار هو الوسيلة الوحيدة للحياة، أما القتال والعداء، فيترتب عليهما مآسٍ. وأضاف: للأسف نحن نبدأ من حيث بدؤوا، وليس من حيث انتهوا، لذلك نرى المآسي التي حلت بالأمة الإسلامية، رغم أننا نعرف من خلال قرآننا وسنة وسيرة نبينا، أن الملائكة اختلفت، وكذلك أصحاب الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وأننا لدينا أربعة مذاهب، وجميع هؤلاء لم يقتتلوا، ولكن كانوا يتحابون ويتحاورون، وكان خلافهم سائغاً ومقبولاً». وقال: «أعظم نعمة يمن بها الله على الإنسان الهداية إلى الحق والصراط المستقيم لما يترتب عليها من آثار كبيرة منها السعادة في جميع مراحل الحياة الدنيوية والأخروية، ومن أجل هذه النعم أرسل الله الرسل وأنزل الكتب». وأضاف: «من الأمور التي حذرنا منها القرآن الخلاف، وبين أنه سبيل الفشل». وأوضح أن الخلاف نوعان، أحدهما، خلاف خطأ، وهذا هو المذموم والمهني عنه، والآخر خلاف تنوع، وهذا مقبول ويتماشى مع طبيعة البشر، فاختلاف البشر في الطبائع والفهم والأشكال، أحد أدلة الإعجاز الربانية. وشدد على أن الخلاف لا يعني أني أكره الآخر وأهتك عرض المخالف، ولا يسمح لي بأن أكن له العداء، موضحاً أن الناس في الخلاف على 3 أصناف: الأول، إن لم تكن معي، فلا يعني ذلك أنك ضدي، وهذا منطق العقلاء، والثاني، إن لم تكن معي فأنت ضدي، وهذا منطق الحمقى، وهو سائد في العديد من المجتمعات والدول. والصنف الثالث والأخطر من أصناف الخلاف، هو إن لم تكن معي، فأنت ضد الله، واصفاً هذا الصنف، بأنه «منهج المتطرفين والغلاة»، لأنهم بذلك يريدون أن يصلوا للناس أنهم يمثلون الجانب الإلهي، وهذا من أسوأ ما يمكن أن يكون عليه العقل البشري. ولفت القحطاني، إلى أن الخلاف وارد، والحوار هو الطريق لحل الخلاف، وليس الخصام، شريطة الالتزام بآداب الحوار، وعلى رأسها إحسان الظن بالمخالف، وعدم الانتصار للنفس، وعدم احتكار الصواب؛ لأن هذا ادعاء بالعصمة، التي هي للأنبياء فقط، بالإضافة إلى أدب رد الخلاف إلى المرجعية واختيار الألفاظ اللائقة والبعد عن الجرح والسباب؛ لأنها أدوات الضعيف، وتؤدي إلى زيادة هوة الخلاف ثم العداء. وشهدت المحاضرة إعلان أحد الحضور إسلامه حيث لقن سعيد بن مسفر، الشهادتين لمايكل ديوكمبو الذي أطلق عليه اسم مصطفى. رحلة عمرة للجمهور عقب المحاضرة قدمت سلطة المنطقة الحرة بمطار دبي هدية تذكارية إلى المحاضر قدمها مديرها العام الدكتور محمد أحمد الزرعوني. كما قدمت مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف درعاً وهدية تذكارية إلى المحاضر قدمها خليفة بن دراي المدير التنفيذي للمؤسسة. وتم إجراء سحب على رحلة عمرة وتقديم جوائز مادية وعينية مقدمة من مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف قدمها عيسى الغفاري مدير إدارة الدعم المؤسسي بالمؤسسة. وقال خليفة بن دراي، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، إن جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم أصبحت علامة فارقة ومميزة في شهر رمضان الكريم وفرصة عظيمة للاجتماع حول مائدة القرآن والاستمتاع بمحاضرات العلماء. وأشار إلى دور الجمهور الذي يشارك دائماً في جميع لياليها المباركة وخلال أيام شهر رمضان المبارك والأجواء الإيمانية التي تحيط بها، ما يجعل المرء يتمنى أن تكون هذه الأيام متواصلة بخيرها المستمر والدائم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©