الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفلسطينيون.. وحق التظاهر السلمي

4 ابريل 2018 22:21
في نهاية هذا الأسبوع، قام الفلسطينيون في غزة بدفن موتاهم بعد أن قتل الجنود الإسرائيليون، ما لا يقل عن 18 متظاهراً فلسطينياً، وأصابوا مئات آخرين يوم الجمعة. وكان حوالي 30 ألف فلسطيني احتشدوا بالقرب من الجدار العازل الذي يفصل قطاع غزة عن إسرائيل، احتجاجا على الحصار الخانق المفروض على أراضيهم، وكذلك حزناً على تجريدهم من أراضي جدودهم جراء الاحتلال الإسرائيلي. وكما هو الحال في العديد من الاحتجاجات الفلسطينية الأخرى التي تحدث في الأراضي المحتلة، كان معظم المتظاهرين غير مسلحين وسلميين، ولكن مثل الكثير من الاحتجاجات الفلسطينية الأخرى، انتهى الأمر بالدموع. يقول «فايق الصباغ» لصحيفة واشنطن بوست، «أخذت أحفادي وذهبنا للمشاركة في المظاهرة السلمية. ذهبنا إلى هناك لنقول لهم إن هذه أرضنا، ولكن ما وجدناه كان مختلفا». فقد زعمت السلطات الإسرائيلية أنها أطلقت النيران رداً على بعض المتظاهرين الذين قاموا بحرق الإطارات، وإلقاء الحجارة أو زجاجات المولوتوف بالقرب من السياج. وحسب اللقطات التي صورت المشهد الفوضوي، فإن الجنود الإسرائيليين استهدفوا المتظاهرين غير المسلحين، ومن بينهم بعض الذين كانوا يفرون بعيداً وتم إطلاق النار عليهم من مسافة بعيدة بوساطة القناصة. واتسم هذا اليوم بحوادث القتل، وكان أسوأ يوم من العنف في غزة منذ اندلاع حرب 2014 بين حركة «حماس» والجيش الإسرائيلي، والتي شهدت مقتل 1462 مدنياً فلسطينياً على الأقل، وفقاً لما ذكرته الأمم المتحدة. وقد أكدت نتائج هذه الاحتجاجات عدم جدوى الصراع الفلسطيني، وكذلك الإفلات النسبي من العقاب والذي يمكن لإسرائيل من خلاله أن تقضي على حياة الفلسطينيين. ولم تبدِ الحكومة اليمينية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أي تعاطف أو ندم. وقال نتنياهو «إن إسرائيل تعمل بحزم وحسم لحماية سيادتها وأمن مواطنيها». ووصف مسؤولون الاحتجاجات، باعتبارها «تمويها» لمتسللي حركة «حماس» المفترض أنهم يشنون هجوماً عبر الحدود المحصنة. ورفض وزير الدفاع الإسرائيلي «أفيجدور ليبرمان» دعوات المجتمع الدولي لإجراء تحقيق في الأحداث، قائلاً إنه لن يتم إجراء تحقيق «تحت أي ظروف»، واعتبر أن الجنود الإسرائيليين الذين يحرسون السياج «يستحقون الثناء». وفي يوم السبت، تفاخر الجيش الإسرائيلي بأن قواته تمكنت من السيطرة الكاملة على الوضع، بما في ذلك عدد الرصاص الذي تم إطلاقه. ولكن الجيش الإسرائيلي سرعان ما قام بحذف هذه التغريدة مع ظهور مزيد من اللقطات التي تبين الفلسطينيين المذعورين وهم يحاولون الفرار من الرصاص. أما القيادة الإسرائيلية، فلديها سبب للشعور بالراحة في تحديها. فقد جاء معظم النقد الصارخ لها من الخارج من إيران وتركيا، ومن المحتمل أن يكون هذا النقد من جانب أي من الدولتين مصدراً للاستمتاع بالنسبة لنتنياهو أكثر من كونه مصدراً للإزعاج. وفي الأمم المتحدة، منعت إدارة ترامب مجلس الأمن من إصدار بيان يدعو إلى إجراء «تحقيق مستقل وشفاف» ويؤكد حق الفلسطينيين في التظاهر السلمي. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية «هيذر نويرت»، إن الولايات المتحدة «تشعر بحزن عميق» بسبب أحداث يوم الجمعة الماضي. ولكن «جيسون جرينبلات»، مبعوث ترامب للمفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية، قوّض تلك الرسالة عن طريق الانحياز لإسرائيل وإلقاء اللوم على حماس لقيامها بهذه «المسيرة المعادية». وفي الواقع، لقد ساعدت إدارة ترامب على إثارة الغضب الفلسطيني. وفي جميع أنحاء الأراضي المحتلة، دعت الفصائل الفلسطينية إلى القيام باحتجاجات كل يوم حتى 15 مايو، «اليوم التالي لذكرى تدشين إسرائيل في عام 1948، والمعروف «بالنكبة» أو«الكارثة»، كما ذكر زملائي. ويتصادف هذا اليوم أيضاً مع الموعد الذي اختارته الولايات المتحدة لفتح سفارتها الجديدة في القدس، وهي الخطوة التي عززت وجهة النظر الفلسطينية بأنه لم يعد من الممكن الوثوق بواشنطن كوسيط عادل في عملية السلام المتوقفة منذ فترة طويلة. *كاتب أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©