الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«كتاب الفنان».. إعادة تخيُّل المعرفة فنياً!

«كتاب الفنان».. إعادة تخيُّل المعرفة فنياً!
10 يونيو 2016 23:01
نوف الموسى (دبي) معرض «الكتاب - إعادة تخيل» الذي ضم مجموعة من الأعمال الفنية لـ 30 فناناً حول العالم، وأقيم في «ذا موجو غاليري» في دبي، خلال مارس الماضي، يُعد ملتقى إبداعياً لتفسير أشكال إعادة تخيل المعرفة فنياً. والمحور المُلهم في المعرض، لا يتوقف على الفلسفة البصرية التي يبديها الفنانون في أعمالهم فقط، وإنما يتمدد ليعكس مفهوم صناعة الكتاب، تبعاً لماهية ثقافة كل فنان، ومن هنا فإن الاهتمام بالمعرض، بموضوعية أكثر، يصب في المنحى الاستراتيجي لاحتفاء الإمارات بمشروع القراءة الوطني، ومناقشة كيفية صياغة التفاعل الفني لمحور «قراءة (القراءة)». فالمعرض يقدم ابتكاراً لنموذج غير مسبوق، في إنشاء بيئة القراءة المجتمعية، ويدعو لاهتمام المعنيين بمشاريع القراءة إلى التوجه لاكتشاف منظومات للتفاعل الثقافي، تتجاوز حدود المتوقع، والسؤال الأهم: ما هو الاستنباط الممكن من معرض فني يقدم استشعارات وجدانية ووجودية لمفهوم الكتاب؟ الكتب في المعرض، لم تكن للنشر، ولكنها مصنوعة باليد، والعمل الفني هنا يساهم في استدراج المتلقي نحو آليات الكتابة البصرية للقصة الفنية، ممثلاً المختبر الإبداعي لكل مشارك، أما الحوار الجماعي الذي أبدته كتب الفنانين فجاء كالملتقى المعرفي الذي يجمع الفنانين ببعضهم البعض، ويكشف تصوراتهم الحياتية. يحتاج المشاهد، أن يقف دقائق معدودة، لرؤية بعض الأعمال لكل من محمد أبو النجا وعائشة جمعة وبشير أمل وفاطمة لوتاه وحكيم غزالي وباميلا كلاركسون، مروراً بإبراهيم خطاب، وجورجينا مكسيم، ولين جيلز ومحمود حمدي، ورؤوف الرفاعي وصولاً إلى ريم حسن، وزهير الدباغ، لرسم مسارات الذائقة المعرفية، عبر مشاهدة وتأمل يشوبهما صمت ساحر، وهم يرصدون عبر لوحاتهم الفنية مفهوم «إعادة تخيل الكتاب»، بوصفه تجربة تتجاوز فعل القراءة إلى الشعور «بتشكلات المادة أثناء فعل القراءة»، واللافت في هذا الطرح، هو أن كل مفردات صناعة القراءة على مستوى الطباعة والترجمة والتوزيع والتحليل والنقد، تكاد تكون غير مطلوبة، فجمالية الفن أنه يبني خيارات متعددة في التأويل والتخيل. بجزالة صرفة، يقدم المعرض بمضامينه، مشروعاً لتجربة القراءة، قوامه عدم الاكتفاء بالقراءة، وإضفاء حس التجربة عليها، الأمر الذي يمد التنمية المعرفية ببنى تحتية متينة، فكل ما تحتاجه المرحلة الحالية، من عمر التأسيس المنهجي لسياسة القراءة، هو فتح مسارات التجربة الإنسانية في القراءة، وإمكانية تنفيذها تعليمياً وثقافياً، بناءً على الوعي المجتمعي تجاه المقدرة الإنسانية لخلق المعرفة، وإعادة الانطلاق من الثقة الكامنة للأفراد بأنفسهم، ورؤيتهم للإبداعات ومعايشتها، والمساهمة في إنتاجها، وبتفسير أكثر دقة، فإن (الوعي) بـ (الذات) والقدرة (الإبداعية)، ستصل بنا للقراءة المكتشفة، الخاصة بكل فرد، وليس العكس، قد يختلف البعض، وقد يتفقون، في هذه المسألة، ويبقى المعيار الأهم في الإجراء البحث العلمي، ومتابعة المخرجات المفصلية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©