الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المديرة..«حاير طاير» بين الأنوثة والمسؤولية

المديرة..«حاير طاير» بين الأنوثة والمسؤولية
12 مارس 2015 22:05
أحمدالسعداوي (أبوظبي) عندما تصل المرأة إلى منصب «المديرة» تتحمل العديد من المسؤوليات والمهام، وتواجه بعض النظرات التي ترى أن هذا المنصب عبء عليها ويؤثر على مسؤولياتها كأم وزوجة وربة بيت، فضلاً عن الحساسية التي قد يتعامل بها الآخرون نساء كانوا أو رجالاً مع المديرة، غير أن الحياة العصرية وما تفرضه على الجميع من طموحات جعلت هذا المنصب عاديا بالنسبة للكثيرات اللاتي ينجحن في تخطي المصاعب والمتاعب والتفوق في مهام المنصب وتكوين علاقات عمل ناجحة وأداء مسؤوليات البيت على أكمل وجه. الدكتورة زينة الهاشمي، مديرة تطوير المشاريع في إحدى الشركات بالدولة، قالت: «أؤمن أنه على المرأة أن تتحمل مسؤولية العمل الذي اختارته، وعلى ذلك فأنا أطالب أي امرأة أو رجل أن يقوموا بما وافقوا على عمله منذ التحاقهم، وبالأخير فالتقييم لا يكون عن كونه امرأة أم رجلا ولكن يكون تقييم على أدائه لواجبات عمله في الوقت المطلوب». وحول انتقال شخصية المديرة إلى البيت بما فيها من حسم وحزم وشدة أحياناً، ذكرت أن الشخص المنظم في العمل يكون منظما أيضا في منزله، موضحة أنها لا تجد صعوبة في إقناع الآخرين بقدرتها على القيام بمهام وظيفة المديرة رغم كونها امرأة، لأن الإنجازات التي تؤديها تتحدث عن قدراتها. وفي هذا السياق، توضح أنها لا تؤمن برفض المرأة للمرأة، في مجال العمل وترى أن المرأة الآن تشغل كل المناصب وتعامل من حولها بمهنية واحتراف عاليين، مبينة أنها تستغل خبرتها في تعزيز قدرات فريق العمل بالمتابعة المستمرة، وغرس روح الإبداع وتشجيع روح التعاون والفريق ومكافأتهم للإنجازات التي هي بالأخير نجاح لقائد الفريق. فن التعامل من جهتها تذكر الدكتورة رولا شعبان، رئيسة وحدة رقابة المنشآت البيطرية والمدخلات بأبوظبي والمنطقة الغربية، أن فن التعامل مع الناس يحتاج إلى مهارات خاصة قد يجبل عليها الفرد أو يرثها أو يكتسبها ممن حوله، وربما يتعلمها من القراءة والمعرفة والمعايشة والتجربة. وعن الكيفية التي تكسر بها الحاجز مع المجموعة وإقناعهم أن يعاملوها كمدير عليهم وليس بوصفها امرأة، تذكر أنها تعلمت من مدير لها في فترة سابقة كان يتعامل معها على أنها أحد الشباب ويقول لها: «أنا لا أعتبرك امرأة بل أتعامل معك كواحد من الشباب الذين أترأسهم» وهو لا ينقص من احترامي أي شيء إنما هو يقول هذا كناية عن قوة شخصيتي وتعاوني مع زملائي فكنا دائما نضع نصب أعيننا العلاقات الاجتماعية ونحاول أن نقوي أواصرها بتجمعات على الغذاء أو العشاء أو رحلات عائلية.وحول مواجهتها رفض المرأة للمرأة المدير في بعض الأحيان، تشرح، هناك التنافس في العمل بين الزميلات، فواحدة تؤدي عملها بجدية، والثانية أقل منها، ولكنها تتبوأ المنصب، وإن حدث يصبح رد الفعل انتقاميًّا، ومن هنا ينشأ التوتر في العلاقة، خاصة أن المرأة بطبيعتها تغار من المرأة وتسعى بكل الطرق للتفوق، ولكن هذا لا يمنع من وجود صداقة بينهما وليس عداء، والمرأة الذكية هي التي تستطيع تحويل هذا الرفض إلى علاقة عمل جميلة. القيادة الناجحة وعن أسلوبها في استغلال قدرات فريق العمل وتوظيفها للصالح العام، تؤكد أن القيادة الناجحة هي التي تعمل على بث روح التعاون والعمل بروح الفريق الواحد بين العاملين وتدرك أهمية رفع معنوياتهم والتعرف على شخصياتهم ورغباتهم وإنجاز الأعمال من خلال هؤلاء الأفراد لتحقيق الأهداف النهائية للفريق، وهي كقائدة ناجحة تؤمن أن المنظمة تتكون من كل فرد ينتمي إليها ويعمل فيها، ونجاحها يعتمد على المدى الذي يمكن لها كقائد أو كمديرة من إشراك أكبر عدد ممكن من الأفراد في حل المشاكل والأخذ بمقترحاتهم فيما تواجهه المنظمة من عقبات، ولذلك ففي فرق العمل عليها كقائد أن تدرك عددا من الأمور والمفاهيم، منها فهم الطبيعة البشرية والاختلاف بين الأفراد وتنوع احتياجاتهم. أما زينة جمال المديرة في إحدى شركات العناية بالسيارات وزينتها في أبوظبي، فتقول: «عملى محامية في إحدى شركات القطاع العام بمصر أعطاني خبرة التعامل مع الآخرين، ورغم أن الوضع اختلف كثيراً في دولة الإمارات، حيث إنني أعمل مع حوالى 25 موظفاً من جنسيات مختلفة، إلا أنني أعرف أن من أهم مميزاتي هو قدرتي على إثارة الحماس داخل العمال ولو بلغة الإشارة». حقوق النساء وتضيف أنها تعتبر المرأة عندما تثني على عملها وتقدرها سيبهرك إخلاصها في العمل، خاصة المرأة الطموحة ذات الشخصية القيادية وليست التي تحكمها العاطفة والغيرة في العمل. وتوضح أنها تكسر الحاجز مع مجموعة العمل، عبر إيمانها بمبدأ أن الناس يعاملونك بالطريقة التي ترى بها نفسك، إن عاملت نفسك على أنك شخص ناجح سيعاملك الآخرون على هذا النحو. وتتابع: «لم أفكر يوما أنني قد أتعرض لمضايقات كوني امرأة ورغم أنني أعمل في مجال تنظيف السيارات وهو مجال بعيد تمام البعد عن المرأة إلا أنني استطعت أن أديره بل وأتميز فيه أيضا». الحياد والمهنية حسام صابر، أخصائي التأهيل في أحد مراكز ذوي الإعاقة في أبوظبي، من خلال تجربته الشخصية يرى أن منصب المدير والكفاءة في تأديته لا يرتبط أبدا بمن يتولاه، فالمعيار الوحيد هو القدرة على إدارة المنظومة المؤسسية والتعامل بحيادية ومهنية مع فريق العمل، وفي الوقت ذاته مراعاة البعد الإنساني في علاقات العمل، ويدلل على ذلك بأن المركز الذي يعمل فيه تتولى إدارته سيدة تتمتعه بقدر عال من حسن الإدارة والتنظيم، واستطاعت خلال سنوات قلائل الارتقاء بمستوى العمل في المركز. في حين لا تنكر سارة صابوني، التي تعمل محاسبة في أحد المصارف، أن المرأة المديرة، أحياناً تصدر منها بعض الأمور التي ترتبط بتكوينها الأنثوي، خاصة إذا ما حدثت مشكلة ما بينها وبين إحدى مرؤوساتها، اللاتي قد يتمتعن بميزيات شخصية أخرى مثل حسن المظهر الخارجي، أو التعامل الراقي الذي يشعر مديرتها أنها تعاملها بندية ولا تعطي لها التقدير والاحترام المطلوب لها كمديرة، وتدلل على ذلك بواقعة حدثت لصديقتها التي تعمل في أحد القطاعات الطبية، وتكرر حدوث مشكلات مع مديرتها التي قررت إبعادها إلى فرع آخر حتى تتخلص منها ولا تحدث بينهما مشكلات، ومع ذلك تؤكد صابوني أن مثل تلك السلوكيات البسيطة لا تؤثر على العمل في أي مؤسسة طالما التزم الجميع باللوائح والقوانين التي تحكم العمل والاحترام المتبادل بعيداً عن الانطباعات الشخصية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©