الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تحوّل حاسم في صناعة الرقائق والمعالجات المصغرة

تحوّل حاسم في صناعة الرقائق والمعالجات المصغرة
3 أغسطس 2009 23:49
كان للتغير الكبير الذي تشهده أجهزة الكمبيوتر والهواتف الخليوية والكاميرات الرقمية وغيرها من الأدوات الإلكترونية من حيث تضاؤل حجومها وتنوع وظائفها، أن يؤدي بالضرورة إلى تحوّل كبير في صناعة الرقائق الإلكترونية والمعالجات المصغّرة. وفي صباح اليوم الذي أعلنت فيه شركة «جوجل» عن قرارها ببناء نظام «كروم» للتشغيل لمنافسة برنامج «مايكروسوفت ويندوز»، أصدرت جوجل بياناً صحفياً قالت فيه إن برنامج «كروم أو إس» Chrome OS سوف يصمم خصيصاً لتشغيل الكمبيوترات التي تعمل بالرقائق التقليدية، بل وأيضاً لتشغيل أجهزة الهاتف المحمول «الموبايل». وأوعزت هذه التطورات لشركات متخصصة في صناعة الرقائق الإلكترونية والمعالجات المصغّرة بأن تسلّح نفسها بالشجاعة الكافية لمنافسة شركات عملاقة وذات تاريخ عريق في هذه الصناعة وعلى رأسها شركة «إنتل» الأميركية. ومن هذه الشركات، واحدة تدعى «آرم هوليدينج» المتخصصة بصناعة معالجات الأجهزة اليدوية والتي قررت الدخول في صراع مع شركة «إنتل» التي تعد عملاقة صناعة معالجات الكمبيوتر من دون منازع. ومن المعروف أن «آرم هوليدينج» التي يوجد مقرها في مدينة كمبريدج بولاية ماساشوسيتس، تسيطر على أكثر من 95 بالمئة من سوق المعالجات المصغّرة المستخدمة في تشغيل الأجهزة اليدوية مثل الموبايل والكاميرات الرقمية. ومن جهة أخرى، تمكنت شركة «إنتل» خلال السنوات الماضية من فرض سيطرتها على الأسواق بمعالجاتها المصغّرة المخصصة لتشغيل أجهزة الكمبيوتر. ويعرف عن معالجات إنتل أنها أكثر سرعة إلا أنها تستهلك الكثير من الطاقة من معالجات «آرم» المستخدمة في أجهزة الموبايل. وبدأت مؤخراً بوادر صراع عنيف بين الطرفين عندما بدأت الحدود الفاصلة بين الأجهزة اليدوية والمكتبية في الاختفاء بسبب التضاؤل المتواصل في حجوم أجهزة الكمبيوتر بعد ظهور أجيال «اللاب توب» والحواسيب الدفترية «النوتبوك» و»التيتبوك». وتلوح الآن بوادر مواجهة ساخنة بين الشركتين تشبه تناطح الوعول الجبلية. ويقود الصراع معالجا «إنتيل أتوم» و»آرم». وتم مؤخراً إطلاق سلسلة من أجهزة النيتبوك التي تستخدم معالجات «آرم» في معرض «كومبيوتكس» الذي نظم في تايوان خلال شهر يوليو الماضي. وأصدر وارن إيست المدير التنفيذي لشركة «آرم» تصريحاً يحمل الكثير من معاني استفزاز شركة إنتل حيث قال: «بحلول عام 2011 سوف نتمكن من ابتداع رقاقة إلكترونية تبلغ من قوة وفعالية الأداء ما يجعلها قادرة على تشغيل كافة أنواع الأجهزة من دون استثناء». وتبدو معاني التحدي واضحة بجلاء في هذا التصريح الذي ينتظر أن يفتح ساحة جديدة للتنافس في مجال ابتداع الرقاقات الإلكترونية والمعالجات المصغرة. ومن جهة أخرى، بادرت شركة إنتيل مؤخراً إلى التعدي على اختصاص شركة «آرم هوليدينج» عندما أعلنت عن أنها تمكنت من تطوير رقاقة بالغة الصغر وعالية الأداء أطلقت عليها اسم «آتوم» وتستخدم الآن في عدد كبير من أجهزة الكمبيوتر الدفترية الصغيرة، وهي فعّالة للحد الذي يجعلها صالحة للاستخدام في أجهزة الموبايل. وهناك العديد من الفروق بين معالجي «إنتل» و»آرم». فرقاقات آرم، أصغر وأقل استهلاكاً للطاقة بنحو أربع مرات من رقاقات «آتوم»، إلا أن رقاقات إنتيل آتوم أسرع بمرتين من «آرم». ويرى الخبراء أن هذه الفروق هي الآن في طريقها للزوال وبما يعنى أن الصراع على الأسواق سوف يحتدم بينهما ليتحول إلى حرب تنافسية لا تختلف عن تلك التي نشبت مؤخراً بين ائتلاف مايكروسوفت وياهو من جهة، وجوجل من جهة ثانية. ولا تبدو طموحات إنتل محكومة بأية حدود. فلقد أعلنت عن طرح قرص صلب جديد ثابت الأجزاء في الأسواق تحت مسمى «إكس 25 إم». وتقول مصادرها إن القرص الجديد سيكون بمثابة قوة الدفع وراء الاتجاه لتخفيض أسعار الأقراص الصلبة ثابتة الأجزاء التي تنتجها إنتل بنسبة ستين بالمئة. وسوف يتوافر بسعات تخزين تتراوح ما بين 80 و160 جيجابايت. وبعكس الأقراص الصلبة التقليدية، لن تحتوي الأقراص الصلبة الجديدة على أي أجزاء متحركة مما يجعلها أقل حساسية للصدمات والاهتزازات. وتتميز الأقراص الجديدة كذلك بأنها أسرع في تخزين واسترجاع البيانات. • عن صحيفة fianancial Times
المصدر: الاتحاد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©