القاهرة (الاتحاد)
تبحث فنانة الحلي اليدوية ميرفت رضوان عن أفكارها بين أوراق الأشجار والزهور، وتقضي أوقاتها تستخلص من مملكة النباتات تفاصيل تستوحي منها تصاميم جديدة تصوغها في قرط أو سوار، وتشكل بأناملها نماذج مجسمة من أوراق النباتات والورود بتنوع ألوانها وأشكالها، بعيداً عن الخامات التقليدية المستخدمة في صياغة الحلي، حيث تستعين بالصلصال الحراري بديلاً عن الأحجار الطبيعية وتطرح في كل مجموعة أنماطاً مبتكرة وحلياً متفردة تساير أحدث اتجاهات الموضة.
وحول الجديد الذي ضمته مجموعتها الأخيرة من الحلي، تؤكد أن غالبية أفكار التصاميم من نبع الطبيعة الذي لا ينضب، ويبوح دائماً بالجديد في أنواع وأشكال الزهور والنباتات، إلى جانب تأثري غير المباشر بما نملك من تراث فني في مجال الحلي الذي يتسلل من دون قصد في صياغة بعض التصاميم.
وتضيف: هناك بعض القطع التي تعكس اهتمامي وعشقي للفنون التراثية، وهو ما ظهر في تصاميم ثرية بالزخارف والرسوم والألوان من وحي الفنون الشعبية في النوبة -أقصى الجنوب- أو في مصاغ الفلاحة المصرية بمفرداته المميزة «الكردان» و«المخرطة» إلى جانب الرموز الشعبية المعروفة مثل الخميسة والعين والسمكة وغيرها.
وتشير ميرفت إلى أنها اعتمدت على تقنيات حديثة في التعامل مع الصلصال الحراري بعد أن أجرت العديد من التجارب لتحصل على نتائج غير مسبوقة، وهو ما ظهر بوضوح في أجزاء من التصاميم التي تحمل إلى جانب الألوان المشرقة الزاهية ومضات من بريق الذهب، فضلاً عن الاعتماد على معدني الفضة والنحاس المطليين بالذهب أو البلاتين.
وترى أن خامات الصلصال الحراري مازالت تحمل الكثير من الأسرار وكثيراً ما تبدأ تنفيذ تصميم لكنها تجري عليه التعديلات أثناء متابعتها لتخرج قطعة حلي يندر تكرارها بنفس التفاصيل، وهو ما يحقق إضافة جديدة في أشكال الأحجار.
وعن تأثرها باتجاهات الموضة العالمية تقول: أتابع باهتمام كل جديد في عالم الموضة من حيث الألوان والخامات، خاصة في مجال صياغة الحلي اليدوية، لكن لا أرى أن الصلصال الحراري حالة فنية خاصة، فهو خامة ثرية في ألوانها وتشكيلاتها ولعل الشيء الذي يرضيني هو أن التنوع في الأحجام والألوان يجعل التصاميم تتلائم والألوان السائدة في الأزياء وعلى سبيل المثال المجموعة تضم قطعاً يمكن وصفها بأنها ستكون هي صاحبة البصمة الرئيسة في مظهر المرأة وخاصة في الموديلات الضخمة نسبياً والتي تصلح لفترة المساء أو بعد الظهر.
وحول أسلوبها في العمل توضح: أحب أن أضع رسماً مبدئياً لكل تصميم ولكن اتعامل بحرية عندما أمسك بالصلصال وأبدأ في عمل التكوين وعندما انتهي من تنفيذ الأحجار اختار المعدن الملائم له وأسلوب صياغته وأحياناً أنتقي بعض الأحجار الطبيعية مثل العقيق والفيروز واللآليء لكن أراعي دائماً أن تكون البطولة الرئيسة للصلصال الحراري بينما تكون الاحجار الطبيعية عنصراً مساعداً يزيد التصميم بريقاً وتألقاً.
وتؤكد فنانة الحلي المصرية حرصها على أن تلبي الموديلات احتياجات المرأة من مختلف الأعمار والأذواق بحيث تجد موديلات تحمل الطابع العصري وتنحاز للبساطة وأخرى تميل للكلاسيكية وتناسب ذوق المرأة الناضجة التي تبحث عن طلة مبهرة ومتفردة.
وعن استخدامها للنحاس والفضة والذهب في صياغة الحلي، لفتت إلى أن النحاس والفضة هما الأكثر شيوعاً في السنوات الأخيرة نظراً لارتفاع أسعار الذهب، لكن هناك بعض الموديلات تبدو أجمل مع استخدام طلاء الذهب، إلى جانب أن بعض السيدات يطلبن تصميماً معيناً من الذهب الخالص، وهي نوعية على مستوى ثقافي عال يعرفن قيمة الفن اليدوي، وفي كل مجموعة أراعي أن الحلي عنصر أساسي لا تستغني عنه المرأة في كل الأوقات ومن مختلف الأعمار.
عدد اليوم
