الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

البابا يدعو للوحدة في مواجهة التطرف

البابا يدعو للوحدة في مواجهة التطرف
30 ابريل 2017 09:17
القاهرة (وكالات) دعا البابا فرنسيس أمس إلى نشر ثقافة الحوار، خلال ترؤسه قداسا احتفاليا في القاهرة تحت شعار «بابا السلام في مصر السلام» بحضور آلاف الكاثوليك المصريين من كل الطوائف في اليوم الثاني والأخير لزيارته مصر. واعتبر البابا أن «الإيمان الحقيقي هو ذاك الذي يحثنا على أن ننشر ثقافة اللقاء والحوار والاحترام والأخوة». وحذر البابا من التطرف الديني ودعا زعماء المسلمين إلى الوحدة في مواجهة العنف الديني. وقال الحبر الأعظم في عظته أن «الإيمان الحقيقي هو ذاك الذي ينعش القلوب ويدفعها إلى محبة الجميع مجانا، من دون تمييز ولا تفضيل، هذا ما يقودنا إلى أن نرى في القريب، لا عدوّا علينا أن نهزمه، بل أخًا علينا أن نحبه ونخدمه ونساعده». وأضاف البابا أن «التطرف الوحيد الذي يجوز للمؤمنين إنما هو تطرف المحبة». وتابع بالقول: «ليبارككم الله وليبارك مصر الحبيبة». وأضاف البابا: «الإيمان الحقيقي هو الذي يُنعش القلوب ويدفعها إلى محبة الجميع من دون مقابل، وهو الذي يجعلنا نحمي حقوق الآخرين بنفس القوة التي ندافع بها عن حقوقنا، ويجعلنا أيضا نقف بجوار اليتيم والجريح والمتألم لتقديم العون لكل منهم». ودعا البابا إلى الصلاة من أجل ضحايا العنف والإرهاب في أنحاء العالم وخاصة مصر. وحضر القداس الذي أقيم في ستاد الدفاع الجوي قرابة 15 ألف شخص، وفقا للفاتيكان. وطغت أجواء الفرح والحماسة على الحضور الذين اعتبروا أن زيارة البابا «تمسح حزن» المسيحيين المصريين بعد اعتداءين ضد كنيستين في التاسع من أبريل الجاري أوقعا 45 قتيلا وتبناهما تنظيم «داعش». وقبيل القداس، جاب البابا في عربة غولف مكشوفة الاستاد محييا الحضور، وتوقف عند مجموعة من الأطفال يرتدون زيا فرعونيا واستقبلهم مبتسما وفاتحا ذراعيه. وعلى أنغام الترانيم الدينية، توجه البابا في موكب مهيب ضم كل ممثلي الطوائف الكاثوليكية في مصر نحو منصة عالية شيدت في مكان بارز في الاستاد أقيم فيها مذبح للصلاة والتناول. وتقدم رأس الكنيسة الكاثوليكية، البالغ عدد أتباعها في العالم 1.3 مليار شخص، نحو المذبح وقبله ثم بدأ الصلاة. وأطلقت في سماء الاستاد بالونات صفراء وبيضاء، وهي ألوان علم الفاتيكان، علقت فيها صورة للبابا وكتب عليها شعار زيارته لمصر وهو «بابا السلام في مصر السلام». واتخذت الشرطة مدعومة بقوات من الحرس الجمهوري إجراءات أمنية مشددة في محيط الاستاد وعند مداخله فيما كانت مروحية تحلق فوقه. واختارت أجهزة الأمن إقامة القداس في ستاد الدفاع الجوي البعيد عن المدينة حتى يسهل تأمينه. وتوافد آلاف الأقباط منذ ساعات الصباح الأولى إلى الاستاد حيث اصطفت عشرات الحافلات والسيارات في طوابير لعبور نقاط التفتيش التي أقامتها الشرطة التي انتشرت بكثافة في المكان مدعومة من قوات الحرس الجمهوري. وفي ذات الوقت كانت راهبات مسنات بزيهن الرمادي أو البني والأبيض يتجهن إلى مداخل أخرى للاستاد وكذلك شبان وفتيات من الكشافة الكاثوليكية يرتدون قمصانا بنية فاتحة مغطاة بالشارات ورجال يرتدون بزات أنيقة وعجائز يستندن إلى عصي. ووزع شبان الكشافة بالونات بيضاء وصفراء على الحضور. وفيما كانت دينا بباوي (33 عاما) تنتظر مع زوجها مرتدية ثوبا أبيض طويل وتمسك بيدها قبعة أنيقة، للدخول إلى الاستاد، قالت إنها سبق أن رأت البابا في الفاتيكان ولكن رؤيته في مصر «شيء آخر». وأضافت «إننا سعداء ولا مشكلة لدينا في الانتظار»، مضيفة «إننا نشعر بالفخر لوجوده في مصر فهي رسالة أننا لا زلنا نقف على قدمينا وأن الوضع آمن وإننا أقوى من أي وقت مضى» رغم الاعتداءات التي استهدفت المسيحيين المصريين. وأشاد بطريرك الأقباط الكاثوليك إبراهيم اسحق بالدعم «المعنوي والروحي» الذي يقدمه الحبر الأعظم بزيارته لمصر في وقت «أثارت فيه الأحداث المتتالية (ضد الأقباط) الكثير من الإحباط بل والغضب أحيانا». وأكد إسحاق على مكانة مصر في العالم ودورها القوي في بناء السلام العالمي. وأضاف إسحاق، خلال كلمته إن زيارة البابا «رسول السلام والمحبة» في هذا العصر المضطرب المزدحم بالقضايا الإنسانية ترمز إلى مكانة مصر في العالم ودورها القوي في بناء السلام العالمي. وأضاف «أهلاً بكم على أرض السلام، أهلا بكم في الوطن الذي احتضن صوت الخالق على جبل سيناء فتزلزل الجبل، أهلاً بكم بين المصريين، مسيحيين ومسلمين، في وطنهم مهد الحضارات والعلوم والفنون». وأشار إلى أن المسلة المصرية التي تنتصب أمام كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان دليل على التواصل بين الشعوب والأمم. وفي وقت لاحق أمس غادر القاهرة بابا الفاتيكان عائدا إلى روما بعد زيارة تاريخية لمصر. وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي في وداعه .  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©