الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«آي بي إم» الأميركية تدرس بيع قطاع رقائق الذاكرة

«آي بي إم» الأميركية تدرس بيع قطاع رقائق الذاكرة
21 مارس 2014 21:22
حين وصل لو جيرستنر إلى آي بي إم في خضم أزمتها المالية الحادة عام 1993، واجه جيرستنر الذي كان أول شخص من خارج الشركة يعين رئيساً تنفيذياً في تاريخها الذي يرجع إلى قرن من الزمن، اختياراً صعباً.. إما القضاء على رمز من رموز الشركات الأميركية أو محاولة إنقاذه. كان معروفاً عن جيرستنر أنه رئيس تنفيذي برجماتي متعدد الأهداف سبق أن عمل في آر جي آر نابيسكو للأغذية والدخان وأميركان إكسبريس، ولكنه لم يكن ملماً بتقنيات آي بي إم المعقدة التي جعلت منها ملكة عصر أجهزة الكمبيوتر العملاقة. غير أنه كان يجيد انتهاز الفرص. وكانت آي بي إم المسماة بيج بلو، قد شهدت تقلص الطلب على أجهزتها الحاسوبية الضخمة، نظراً لدخول أجهزة الكمبيوتر الصغيرة ثم أجهزة الكمبيوتر الشخصية عالم الأعمال. ورغم أن جيرستنر استبعد فكرة تفكيك الشركة، إلا أنه أعلن آنذاك إن آي بي إم في مقدورها التعافي. وكانت رؤيته لمستقبل الشركة تتمثل في الجمع بين الأجهزة والبرمجيات والخدمات وبذلك ستكون آي بي إم حسب رؤيته في موقف قوي لبيع حلول كاملة لمشاكل تكنولوجيا المعلومات التي أضحت ظاهرة من ظواهر الشركات العصرية المعقدة. ومنذ ذاك تتجسد رؤية جيرستنر واستراتيجيته بشأن آي بي إم، وتتولى حالياً جني رومتي متابعة هذه الاستراتيجية والتي رأست الشركة منذ سنتين، وتسعى إلى الحفاظ على قوة الشركة وسمعتها. وفي خطوة قد تشهد على قطع روابط الشركة مع جزء رئيس من أعمالها التقليدية الخاصة بأجهزة الكمبيوتر، بدأت الرئيسة التنفيذية الجديدة لآي بي إم دراسة إمكانية بيع قطاع أشباه الموصلات، بحسب مصادر ملمة بخطط الشركة. وقال محللون إنه لو لم تبع آي بي إم قطاع أشباه الموصلات بكامله ووجدت رومتي مشترياً لجزء من القطاع، مثل قسم المصانع، فإن ذلك سيكون بمثابة أهم خطوة في تعديل آي بي إم الاستراتيجي في سنين. محفظة الأعمال وكانت رؤية جيرستنر الأصلية تشمل إجراء تغييرات دائمة على محفظة أعمال آي بي إم سعياً للوقوف على توجهات التكنولوجيا المتغايرة. وقد أدى ذلك إلى سلسلة من صفقات ضخمة من صفقات الاستحواذ وبيع أصول بصفة آي بي إم واحدة من عمالقة صناعة التكنولوجيا التي استغرقت سنين لتغيير مسارها من معدات الحاسوب (التي بات من الصعب تحقيق أرباح منها) إلى البرمجيات والخدمات. ورغم استمرار رومتي في خطة وضعها الرئيس التنفيذي السابق إلا أن قيامها ببيع قطاع أشباه الموصلات يمكن اعتباره انطلاقة جديدة. ذلك أن صفقات بيع سابقة مثل قيام آي بي إم في شهر يناير الماضي ببيع قطاع خوادمها منخفضة التكلفة إلى لينوفو مقابل 2.3 مليار دولار شمل أسواقاً لم تعد لشركة آي بي إم ميزة تكنولوجية وتقلصت منها هوامش الأرباح. أما نشاط أشباه الموصلات فإنه على العكس، يعتبر من ضمن الفئة المهمة في صناعة التكنولوجيا ويشكل جزءاً كبيراً من الملكية الفكرية التي طالما اعتمد نجاح الشركة عليها. وتبدو رومتي مستعدة لتغيير جذري. فقد شهدت تضاؤل ثقة المستثمرين خلال العام الماضي مع تدهور أداء آي بي إم لينهي فترة ازدهار مالي طويلة كانت جعلت من آي بي إم أحد الخيارات المفضلة لأوساط المال والاستثمار في وول ستريت. وأضحت رقائق الذاكرة ومعدات الحاسوب تدريجياً جزءاً صغيراً من نشاط آي بي إم ليشكل 16% من العائدات و11% من أرباح التشغيل العام الماضي. كما أن انخفاض مبيعات معدات الحاسوب العام الماضي تسبب في كثير من انخفاض عائدات الشركة على نحو مخيب للآمال. البرمجيات تتصدر الإيرادات وقال اندرو بارتلز المحلل في فورستر للبحوث: «أداء معدات الحاسوب إما ثابت أو آخذ في التراجع والخدمات آخذة في النمو ولكن بمعدل متواضع. وكثير من النمو يأتي من البرمجيات». وأضاف بارتلز أن بيع قطاع رقائق الذاكرة وإعادة استثمار المال في البرمجيات سيكون رد فعل طبيعياً. كما أن تكلفة الحفاظ على المركز المتقدم في مجال بحوث وتصنيع أشباه الموصلات ارتفع ارتفاعاً كبيراً. ذلك أن مصنع رقائق آي بي إم الرئيسي في إيست فيشكيل نيويورك، امتص مليارات الدولارات من الاستثمار الرأسمالي نظراً لأن الشركة استثمرت في أحجام رقائق الويفر الأكبر حفاظاً على قدرتها التنافسية. وقال خبراء إن سباق التكنولوجيا لإنتاج خصائص آخذة في الصغر على الرقائق - وهو ما يلزم للحفاظ على التقدم المطرد في كفاءة تكلفة أشباه الموصلات المعروف باسم قانون مور - جعل من ذلك منافسة بالغة التكلفة لا يستطيع تحملها سوى عدد قليل جداً من الشركات. وقال بارتلز: «أصبح من العسير جداً مضاعفة أداء الرقائق كل 18 شهراً». غير أن الخروج من أصعب سباقات صناعة التكنولوجيا قد يكون له عواقب بعيدة المدى. ذلك أن بنية الرقائق الرئيسية لآي بي إم المعروفة باسم باور وصفها بعض المحللين بأنها رقائق خوادم أفضل من رقائق إنتل (X86) - وإن كانت بنية رقائق إنتل هي التي دخلت بشكل متزايد إلى مراكز البيانات في السنوات القليلة الماضية. وقال ريك دوهرتي المحلل في انفجنيرنج والمتابع عن كثب نشاط رقائق آي بي إم إن نجاح واتسون وهي منظومة الحوسبة المعرفية التي تأمل آي بي إم في استخدامها لإمداد عالم الأعمال بشكل جديد من تكنولوجيا الأسئلة والأجوبة - يعتمد اعتماداً كبيراً على خبرة الشركة الداخلية في مجال الرقائق. ونتيجة لذلك قال بعض المحللين إنه من المستبعد أن تتخلى آي بي إم عن باور تماماً. وقال باتريك مورهيد محلل الرقائق المستقل إن هناك بديلاً يتمثل في أن تحتفظ آي بي إم بتصميم الرقائق وبحوثها التي تشمل باور وأن تدرس الشركة بيع فقط مصانع رقائقها والبحوث المصاحبة لعمليات التصنيع المتقدمة. وأضاف مورهيد أن حتى ذلك يساوي مليارات الدولارات. ربما تكون تلك الخطوة انعكاساً لوضع آي بي إم الراهن في صناعة أشباه الموصلات العالمية. بحوث الرقائق وقال مورهيد: «لم تعد آي بي إم منبر تصنيع الرقائق وتصميمها كما كانت من قبل. ولكنها لاتزال رائدة في مجال بحوث الرقائق». يذكر أن عدد المشترين المحتملين سواء لبعض قطاع الرقائق أو كله بالغ الصغر. وتعتبر إنتل غير مرشحة لمثل هذه الصفقة نظراً للفارق القائم بين تقنيات الشركتين. من ناحية أخرى لدى آي بي إم بالفعل علاقات تصنيع قوية واتفاقيات ترخيص مع ثلاث من الشركات الأربع الأخرى المنخرطة في عمليات تصنيع أشباه الموصلات: سامسونج وتي إس إم سي وجلوبال فاوندريز. وإن كانت واحدة من هذه الشركات مستعدة للتقدم فإن نادي التصنيع الأكثر نخبوية في العالم سيكون أصغر في المستقبل القريب. عن «فاينانشيال تايمز» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©