الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الطيب والقبيسي يؤكدان أهمية تصحيح الصورة الحقيقية للإسلام

الطيب والقبيسي يؤكدان أهمية تصحيح الصورة الحقيقية للإسلام
30 ابريل 2017 13:50
القاهرة (وام) التقى فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي خلال مشاركتها في مؤتمر الأزهر العالمي للسلام، الذي أختتم أمس الأول بالقاهرة. ورحب الطيب بمعالي الدكتورة أمل القبيسي، وأشاد بكلمتها خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التي وجهت خلالها العديد من الرسائل المهمة من أجل أن يتحد زعماء العالم في سبيل مكافحة الإرهاب، وأهمية صياغة مستقبل السلام من أجل الشعوب والأجيال المقبلة لكي تنعم بالسلام. وشددت القبيسي خلال اللقاء على أهمية دور الأزهر الشريف كأهم مؤسسة دينية إسلامية تتولى نشر الفكر الصحيح للدين الإسلامي وقيم التسامح والمحبة والسلام وروح الوسطية والاعتدال واحترام وتقبل الآخر والحوار بين الأديان وتلعب دوراً هاماً في تنوير المجتمع بأهمية دور المرأة واحترام إمكانياتها وقدراتها والدعوة إلى إشراكها ودمجها بصورة كاملة في المجتمع. وثمنت معاليها دور الأزهر في نشر العلم والثقافة الإسلامية في مصر وامتداد رسالته لمحيطه الإقليمي والدولي ومساهمته في نشر رسالة الإسلام السمحة التي تحث على الاعتدال والوسطية والتسامح والسلام. مؤكدة أن منهجه الوسطي عمل على ترسيخ صورة الإسلام السمحة وساهم في الحفاظ على تماسك المجتمع ووقوفه أمام الأفكار المتشددة والمتطرفة. وأشادت بالجهود التي يقوم بها شيخ الأزهر وقالت: «هو رجل سلام يسعى لترسيخ قيم الإسلام السمحة في كل بقاع الأرض»، مؤكدة أهمية مؤتمر الأزهر خاصة في ظل الظروف العصيبة والأزمات الكبيرة التي يمر بها العالم أجمع نتيجة التطرف والممارسات الإرهابية التي ترتكب باسم الدين وهو منها براء. وأكد الجانبان أهمية تصحيح وتوضيح الصورة الحقيقة للإسلام في المجتمعات الغربية التي عملت التنظيمات الإرهابية على تشويهها عن طريق مشاهد القتل والترويع باسم الدين الإسلامي. وشددا على أن الأعمال التي تعمد التنظيمات الإرهابية إلى ممارستها لا تمثل الإسلام أبدا وتناقض تعاليمه السمحة. وتم خلال اللقاء بحث آلية تعزيز التعاون بين البرلمانات والأزهر الشريف في نشر الفكر الوسطي ومحاربة التطرف والإرهاب، وإرساء دعائم السلام في المنطقة باعتبار أن البرلمانات صوت الشعوب، ويمكنها نشر الفكر الصحيح بين الشعوب، وأن تعمل وفق اختصاصاتها في جميع المجالات على التصدي للمفاهيم المغلوطة التي تشوه حقيقة الدين من خلال تصحيح الأفكار الخاطئة المنافية لسماحة الدين الإسلامي. وأشاد الإمام الأكبر شيخ الأزهر بمواقف دولة الإمارات الداعمة لأشقائها العرب وموقفها الأخوي الصادق والداعم لجمهورية مصر العربية بشكل عام والأزهر الشريف على وجه الخصوص، مؤكداً أن هذه المواقف النبيلة والخالدة للإمارات تعكس موقفاً راسخاً لقيادتها الحكيمة بتقديم كل ما يصب في خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية. كما التقت معاليها القس أولاف فيكس تفانيت الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي. وأشاد تفانيت بالفكر المستنير والمنفتح على العالم لدولة الإمارات وبوجود أكثر من 200 جنسية يعيشون على هذه الأرض الطيبة، واصفاً الإمارات بأنها نموذج يحتذى في التعايش والتسامح والانفتاح على الآخر. وقال إن كلمة معالي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أوضحت الكثير من المفاهيم وبعثت بكثير من الرسائل الإيجابية وكان وقعها كبيراً ومؤثراً وتحتاج لأن نعمل على تحويلها إلى ممارسات على أرض الواقع. من جهتها أكدت القبيسي أهمية مؤتمر الأزهر العالمي للسلام ودوره في الفترة الراهنة التي تشهد العديد من التوترات على مختلف الأصعدة. وأعربت معاليها عن سعادتها بما قدمه المشاركون على صعيد تبرئة دين الإسلام من العنف والتطرف، واصفة المؤتمر بأنه بداية طيبة وجيدة لوقفة جديدة لمحاربة الإرهاب والتطرف. وقالت القبيسي، إن هناك العديد من القضايا الحيوية الملحة التي تستوجب البحث الجاد مثل التنمية والجهل والفقر والتعليم وغيرها من الأمور التي يستند إليها الإرهابيون وتغذي فكرهم المتطرف وتعرقل مسيرة السلم والسلام. وأشارت إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تستضيف وتدعم عدداً من المبادرات العالمية والمنظمات الدولية والمؤسسات الرائدة في تعزيز قيم التسامح ونبذ العنف ومكافحة التطرّف مثل «مركز هداية الدولي للتميز لمكافحة التطرّف العنيف» و«مركز صواب» إضافة إلى «منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة» و«مجلس حكماء المسلمين» وذلك انطلاقاً من إيمان لا يتزعزع بحتمية تعايش الأديان والحضارات والثقافات. ونوهت معاليها إلى أن مجلس حكماء المسلمين - الذي يترأسه شيخ الأزهر الشريف - لعب منذ تأسيسه دورًا حيويًّا في تقديم الصورة الحقيقية للإسلام في مختلف أرجاء العالم وتعزيز السلام والتسامح والعيش المشترك والتقارب بين الأديان. وقالت معاليها: «نحرص في عملنا البرلماني على تكريس ثقافة التسامح والتعايش محلياً ودولياً، وترجمنا ذلك من خلال تعاوننا مع الحكومة في إصدار «قانون مكافحة التمييز والكراهية» الذي يعد نموذجاً يحتذى في تكريس قواعد العيش المشترك فضلاً عن إسهامنا في «إعلان أبوظبي» الصادر عن «القمة العالمية لرئيسات البرلمانات» التي عقدت في أبوظبي ديسمبر الماضي، والذي حث على إصدار إعلان برلماني دولي للتسامح بناء على مقترح إماراتي وصادقت على ذلك برلمانات العالم في اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي التي عقدت في العاصمة البنجالية دكا مارس الماضي، كما شدد هذا الإعلان على ضرورة تعزيز الحوار الدولي من أجل السلام.وقدمت القبيسي دعوة إلى الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي لزيارة الإمارات والتعرف عن قرب على الإنجازات التي حققتها على مختلف الصعد. من جهته قال الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي:»حريصون على بناء علاقات قوية مع المؤسسات البرلمانية، صوت الشعوب، ومع مختلف القادة الدينيين حول العالم لاسيما المسلمين وعلى رأسهم شيخ الأزهر الذي يمثل لنا قيمة كبيرة باعتباره أبرز القيادات الدينية المرموقة في العالم الإسلامي وما يمثله من قيمة في مصر والأمة الإسلامية بأكملها، وهذا مهم من الناحية الروحية فضلًا عن الدور التعليمي والتثقيفي للأجيال القادمة الذي يقوم به الأزهر الشريف لنشر المنهج الوسطى والفهم الصحيح للإسلام». وأكد القس أولاف فيكس أن الزعماء الدينيين يجب أن يتحدثوا بصوت واحد ضد دعاة الكراهية وأن يقفوا مدافعين عن المساواة بين كل البشر، مشيراً إلى أن المحبة والتعايش ليسا مجرد رغبة إنسانية بل مسألة ملحة وأساسية في وقت تزيد فيه جماعات العنف التي تستغل الدين لتبرير ممارساتها الإجرامية. ولفت إلى أن مجلس الكنائس حريص على الشراكة التي تربطه بمجلس حكماء المسلمين لما له من جهود كبيرة في نشر وتعزيز السلام العالمي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©