الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الفيصل: ما يجري في سوريا مذبحة يجب وقفها

الفيصل: ما يجري في سوريا مذبحة يجب وقفها
12 مارس 2012
صرح وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أمس بأن ما “يقوم به النظام في سوريا هو في الحقيقة مذبحة .. ولا يمكن استمرار ما يحدث، وإذا بقي الوضع على حاله سينهار الكيان القائم وكل إنسان يقتل يضعف هذا الكيان، ولا يمكن لهذه القيادة أن تبقى إذا زادت الأمور سوءاً”. في حين دعا نظيره الألماني جيدو فيسترفيله، في مؤتمر صحفي مشترك خلال زيارة إلى الرياض أمس، إلى التركيز على الحل السلمي والتحول السياسي في سوريا، مندداً في الوقت ذاته بـ”القمع الوحشي الذي يمارسه النظام”. تزامن ذلك، مع بيان صادر عن الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، أفاد بأن الأمين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني بحث في الرياض الملف السوري مع تشانج مينج مساعد وزير الخارجية الصيني المبعوث الخاص للأزمة السورية، والتطورات بالمنطقة، وتبادلا الآراء حول الملف السوري والمستجدات بالشرق الأوسط، إضافة إلى القضايا السياسية ذات الاهتمام المشترك. في وقت تتجه فيه الأنظار اليوم إلى نيويورك، حيث من المقرر أن يجتمع وزراء خارجية الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا في مقر الأمم المتحدة بنيويورك للتفاكر بشأن الاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط، حيث ستتصدر الأزمة السورية النقاشات التي يتوقع أن تكون محتدمة. ورداً على سؤال خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الألماني بالرياض أمس، قال الفيصل “ليس هناك أحد ضد النظام في سوريا، لكن نحن ضد ما يقوم به من أعمال، وإذا توقف، فإن الأمر يعود للسوريين”. وجدد الفيصل دعوته السماح للشعب السوري بالتسلح لحماية نفسه ضد الأعمال والممارسات الوحشية التي يشنها النظام لقمع الاحتجاجات السلمية. كما دعا الفيصل إلى ضرورة العمل على فتح قنوات لتوصيل المساعدات الإنسانية للمواطنين السوريين. وأكد ضرورة مواصلة الجهود الدولية لإيجاد حل للازمة في سوريا، خاصة بعد تزايد أعمال العنف التي يشنها النظام ضد شعبه السوري، مشدداً على أن ما يحدث في سوريا لا يمكن القبول به مهما تعددت المبررات الأخلاقية أو السياسية، مشيراً إلى أن ممارسات النظام ضد الشعب هي التي تفرض على المجتمع الدولي التحرك لوقف المجازر البشعة التي ترتكب هناك. كما دعا الفيصل كلاً من موسكو وبكين إلى تغيير مواقفهما الداعمة لنظام الأسد، “وهي مواقف غير مبررة أخلاقياً ولا قانونياً طالما النظام مستمر في عمليات القتل وترويع المدنيين وعلى روسيا طرح البديل لوقف المذابح في سوريا، ما دامت متمسكة بموقفها بزعم الالتزام بالقانون الدولي”. وبدوره، أكد فيسترفيله بقوله “لا يمكن أن نقبل بالقمع البشع الذي يمارسه النظام ضد الشعب السوري .. لا يمكن القبول باستخدام العنف، يجب أن يكون الحل السلمي والتحول السياسي ممكناً”. وأضاف “نريد التوصل إلى حل سياسي وندعم المعارضة، لكننا نركز على السياسة في الوقت الحالي وهناك تراجع من جانب الأسد .. نسعى للتوصل إلى 3 نقاط: إنهاء العنف وإيصال المساعدات والحل السياسي”. ووصل فيسترفيله الرياض مساء أمس قادماً من صنعاء، حيث أعلن أن الحل السلمي في اليمن “يمكن تطبيقه في دول أخرى”، في إشارة إلى سوريا. كما أكد مشاركة ألمانيا في اجتماع “أصدقاء اليمن” المزمع انعقاده بالرياض في 23 أبريل المقبل. وبعد الرياض، يشارك الوزير الألماني في نيويورك في اجتماع مجلس الأمن الدولي الذي خصص لمناقشة العنف في سوريا والتطورات بالشرق الأوسط. من جانب آخر، أكد بيان صادر عن الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، أن لقاء الزياني في الرياض مع مساعد وزير الخارجية الصيني ناقش السبل الكفيلة بتعزيز العلاقات مع الصين في كافة المجالات. وقد أعلنت بكين الجمعة الماضي، إرسال مبعوث إلى السعودية ومصر وفرنسا لشرح الموقف الصيني حول الأزمة السورية، بعدما واجهت انتقادات شديدة بسبب دعمها لنظام الرئيس الأسد. وقال ليو وايمين الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية إن تشانج مينج الدبلوماسي الصيني الرفيع سيقوم بجولة تستغرق 7 أيام، يستهلها بالسعودية ثم مصر، على أن يزور فرنسا من 14 إلى 16 مارس الجاري. وتبذل الصين جهوداً للدفاع عن موقفها بعدما انتقدتها دول عدة إثر استخدامها حق النقض “الفيتو” مع روسيا ضد مشروعي قرار في مجلس الأمن يدينان القمع في سوريا. وكان الفيصل قد اتهم موسكو وبكين بإعطاء “ضوء أخضر” للأسد لممارسة القمع الوحشي ضد مواطنيه بعد استخدامهما الفيتو في مجلس الأمن. وفي نيويورك، يشارك وزراء خارجية الولايات المتحدة هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرجي لافروف، إضافة إلى البريطاني وليام هيج والفرنسي آلان جوبيه والألماني فسترفيله في اجتماع مجلس الأمن الذي سيركز على القضية السورية. ومنذ بداية الأزمة السورية قبل حوالى سنة ورغم سقوط أكثر من 7500 قتيل بحسب الأمم المتحدة، لم يتوصل الأعضاء الخمسة عشر في مجلس الأمن إلى اتفاق على قرار يدين القمع الوحشي الذي يمارسه نظام الأسد، خصوصاً بسبب اعتراض روسيا الشديد. كما أن بعثة وساطة، برئاسة كوفي عنان موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية، قد بدأت أمس الأول لكنها لم تثمر حتى الساعة عن أي نتيجة ملموسة. وصرح دبلوماسي رفيع المستوى من بلد عضو في مجلس الأمن بأن “الأسد مصمم على عدم التراجع والهوة تتسع بين روسيا والغربيين”. وستعقد كلينتون ولافروف لقاء ثنائياً اليوم على هامش اجتماع مجلس الأمن. وتتهم روسيا والصين الغربيين بالسعي إلى تغيير النظام في دمشق بعد التدخل العسكري في ليبيا. وهما تشددان على وجوب أن يساوي أي قرار بين قمع النظام وأعمال العنف التي تقوم بها المجموعات المسلحة من المعارضة، الأمر الذي يرفضه الغربيون. ويخشى بعض الدبلوماسيين داخل مجلس الأمن من أن تمتد الخلافات بشأن سوريا إلى ملفات أخرى.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©