الهنوف محمد: مفرداتي هي خلاصة تجاربي الحياتية

أقام اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في الشارقة مساء أمس الأول أمسية شعرية للشاعرة الهنوف محمد، قدمت لها الشاعرة جميلة الرويحي، التي تحدثت عن تاريخ الشاعرة و مكانتها بين الشعراء الإماراتيين وخصوصية تجربتها، لا سيما أنها أحد الأسماء النسائية التي ظهرت على الساحة الثقافية الإماراتية بشكل بارز منذ تسعينات القرن الماضي· أما الشاعرة الهنوف فقد قرأت نصوصاً من مجموعتها الأخيرة ''جدران'' وحاولت اختيار النصوص التي أحبتها على حد قولها فقرأت نصاً شعرياً بعنوان ''كبرياء'' قالت فيه: للتو/ تركت ساديا/ بين دبي والشارقة/ محوته من ذاكرتي/ لكنني سوف أبقى/ في ذاكرته لا محال/ أراد أن يهشم كبريائي/ مسكين/ لم يعلم يوماً/ بأنني أنثى مولعة بعد الخسائر· كما قرأت نصوصاً أخرى من نفس المجموعة مثل '' خادمة - بحث '' عبرت فيها عن مكنونات نفسها ورؤيتها لهذا الكون ومجرياته عبر عالمها الشعري الخاص الذي تصبغه الشاعرة بذاتيتها وحساسيتها الكبيرة للأشياء والأفعال· وبعد انتهاء الشاعرة الهنوف من قراءاتها فتح الباب للنقاش والانتقادات، بعد أن تحدثت عن تجربتها الشخصية في الشعر والحياة قالت: إن المفردات التي استخدمها في كتابتي للشعر خلاصة تجاربي الحياتية أو مستقاة من تجارب حدثت أمامي أو سمعت بها فتأثرت بها، فالبيئة والنخلة والعناصر الطبيعية تؤثر بي فأخلق منها كائنات من لحم ودم، ولعل حساسيتي التي اتسم بها تجعلني أتأثر بسرعة بالأحداث وأحول كل طاقتي هذه إلى قصائد شعرية أصف بها الحال· كما شرحت للحضور تجربة جيلها بأكمله وتأثر هذا الجيل بالتطور الحضاري المتسارع في الإمارات والذي انعكس على الثقافة ومجمل فروع الإبداع · وردت الهنوف على سؤال الشاعر عبد الرزاق درباس عن المعوقات التي صادفتها وهي من الشاعرات الأوّل في الإمارات فقالت: لقد تلقيت كل التشجيع من عائلتي على الرغم من ندرة الأسماء النسائية التي عملت في مضمار الثقافة والشعر عندما بدأت بالكتابة والنشر، لكن ربما تتفاجأون عندما أقول إن من أكثر العراقيل التي واجهتني هي عدم دعم المرأة لي، ولعلي حوربت كثيراً من بنات جيلي القلائل اللواتي كن قد بدأن بالكتابة حينذاك· وأما الشاعر يوسف أبو لوز فقد تحدث كناقد وزميل للشاعرة عن تجربتها الشعرية بشكل عام مؤكداً أنها أحد الأسماء الإماراتية الأكثر صدقاً والتي استطاعت بفضل هذا الصدق أن تصنع لنفسها مكاناً خاصاً من خلال جرأة نصوصها وما تحتويه تلك النصوص من إضاءات على الحالات الإنسانية في مجتمعنا العربي·