الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شافيز يتراجع سياسياً وعسكرياً

شافيز يتراجع سياسياً وعسكرياً
9 يونيو 2008 23:06
في اليوم نفسه الذي صرحت فيه كولومبيا باعتقالها لضابط من الحرس الوطني الفنزويلي كان يحمل 40 ألف طلقة من الذخيرة الخاصة برشاشات (47- AK) -يعتقد أنها كانت في طريقها إلى منظمة ''فارك'' اليسارية المتمردة على الحكومة الكولومبية-، أعلن الرئيس الفنزويلي ''هوجو شافيز'' اعتزامه سحب أمر رئاسي بمراجعة سياسات استخباراتية سابقة كان قد أصدره في مطلع الأسبوع الماضي، وقد جاء هذا التراجع النادر الحدوث من قبل ''شافيز'' على إثر موجة متصاعدة من الانتقادات الموجهة إلى حكومته من قبل القانونيين ومجموعات حقوق الإنسان المحلية· وليس مستبعداً أن يؤدي اعتقال ضابط الحرس الوطني الفنزويلي المذكور في الشريط الحدودي الشرقي من كولومبيا، إلى تصاعد التوتر مرة أخرى بين الدولتين الجارتين بسبب ما تثيره كولومبيا من اتهامات لجارتها فنزويلا بدعم مجموعة ''فارك'' اليسارية المتمردة عليها، وفي هذا الصدد أعلن ''ماريو إيجواران'' ممثل الادعاء الكولومبي العام، أن قوات الأمن اعتقلت ضابطاً من أفراد الحرس الوطني الفنزويلي وهو متورط بشحنة من ذخيرة نارية تعتقد السلطات الكولومبية أنها كانت في طريقها إلى مقاتلي مجموعة ''فارك'' المتمردة· وفي حين لم تعلق حكومة ''هوجو شافيز'' بعد على حادثة اعتقال ضابطها التابع لقوات الحرس الوطني، الذي تم تحديد هويته واسمه ''تيوبالدو أوجدو إسكالونا'' إلا أن في هذه الحادثة ما يشير إلى احتمال تصاعد الضغوط في ''واشنطن'' لحملها على إضافة فنزويلا إلى قائمة الدول الراعية للإرهاب· كان مسؤولون كولومبيون اتهموا كاراكاس بمحاولة تقديم العون المالي للقوات المسلحة للجيش الثوري الكولومبي المعروفة باسم ''فارك'' اعتماداً على معلومات أرشيفية عن معاملات كهذه بين كراكاس و''فارك''، استقوها من أجهزة الكمبيوتر إثر هجمة مضادة للجماعة شنتها السلطات الكولومبية عليها في شهر أبريل الماضي، وكما هو معلوم فإن مجموعة ''فارك'' تصنف من قبل كل من الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي ضمن المنظمات الإرهابية، غير أن فنزويلا التي تبدي تضامنها الأيديولوجي مع المجموعة اليسارية الماركسية، نفت أن تكون كولومبيا قد تمكنت من تقديم أي أدلة لاحقة على مزاعمها واتهاماتها هذه، غير أن هذا النفي من جانب فنزويلا كان سابقاً بقليل لحادثة اعتقال ضابط حرسها الوطني في منطقة ''بيرتو نارينو'' بشرقي كولومبيا، برفقة مواطن فنزويلي آخر واثنين كولومبيين· يذكر أن نوعية الذخائر التي ضبطت بصحبة المعتقلين الأربعة هي نفسها النوعية التي يستخدمها مقاتلو ''فارك'' المتمردة التي واصلت شنها لحرب العصابات ضد الحكومة المركزية خلال ما يزيد على الأربعة عقود، وبصفتها أكبر دولة مستفيدة من الدعم المالي والعسكري الذي تقدمه الولايات المتحدة الأميركية لجهود مكافحة التمرد خارج منطقة الشرق الأوسط، تمكنت كولومبيا من قتل عدد من كبار قادة ''فارك'' خلال الفترة المذكورة نفسها· ومن بين العوامل الحافزة للتوترات بين كولومبيا وفنزويلا، اتهام الأخيرة للأولى بضلوع جيشها وأجهزتها الاستخباراتية في زعزعة استقرار فنزويلا والقيام بالأعمال التحريضية ضد حكومة كاراكاس، وفي غمرة هذه التوترات والحساسيات، كان ''شافيز'' قد كشف النقاب في أواخر شهر مايو المنصرم، عن تعديلات أجراها على قانون استخبارات بلاده، حل بموجبها جهاز ''ديسيب'' السري السابق وكذلك جهاز ''ديم'' الاستخباراتي العسكري، وأنشأ بدلاً عنهما أجهزة جديدة للاستخبارات والاستخبارات المضادة· لكن وفي بادرة تراجع قلما عرفت عنه، انتقد ''شافيز'' خطوته تلك باعترافه بأن قرار مراجعته السابق لتلك الأجهزة، قد أثار موجة من السخط في أوساط القانونيين ومجموعات حقوق الإنسان، وصفوه خلالها بالسعي لإقامة دولة بوليسية، والمأخذ الرئيسي على تلك التعديلات اشتمالها على ما وصف بأنه محاولة لإكراه القضاة على التعاون مع الأجهزة الاستخباراتية، أما من جانبها فقد رأت مجموعات حقوق الإنسان أن أخطر ما شملته التعديلات تجريم النشاط والمواقف المعارضة للنظام الحاكم· غير أن ''شافيز'' أعلن أمام موكب كبير من المؤيدين للمرشحين لمنصب عمدة ومحافظ ولاية ''زوليا'' من حزبه الاشتراكي الحاكم قوله: ''حيثما أخطأنا فإن علينا الاعتراف بالخطأ، فليست ثمة ديكتاتورية هنا، ولن يكره أحد على قول أو فعل ما لا يرغب فيه''، يشار إلى أن ''شافيز'' الذي كان قد مني بهزيمة ماحقة في محاولة تمرير التعديلات الدستورية التي اقترحها في شهر ديسمبر المنصرم، وهي التعديلات التي قصد منها توسيع سلطاته الرئاسية، بات في مواجهة تحديات كبيرة إثر دخوله عامه العاشر من تولي المنصب الرئاسي في كاراكاس، ومن أبرز هذه التحديات تنامي نفوذ قادة المعارضة الإقليميين، ما انعكس على قوة منافستهم لمرشحي الحزب الحاكم في الانتخابات المحلية الخاصة باختيار العمد والمحافظين للعام الحالي، ومن بين أبرز التحديات كذلك استمرار تباطؤ نمو الاقتصاد الفنزويلي على رغم الارتفاع القياسي العالمي لأسعار النفط· سايمون روميرو - فنزويلا ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©