الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مايك تايسون.. السجن منحه فرصة اعتناق الإسلام

مايك تايسون.. السجن منحه فرصة اعتناق الإسلام
10 يونيو 2016 18:32
أحمد مراد (القاهرة) في الثلاثين من يونيو عام 1966، ولد لاعب الملاكمة العالمي مايك تايسون في منطقة بروكلين بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، ونشأ في أسرة فقيرة، وقد ترك عائلته، الأمر الذي جعل مايك يأخذ لقب والدته تايسون، وعاش طفولة قاسية في أحياء تنتشر فيها الجريمة. وتعرض للسخرية من سرعته بالكلام، ولثغته بحرف السين، ما ترك في نفسه أثراً عميقاً ونقمة كبيرة، وقد ساعدته عضلاته كثيراً في أن يصبح متميزاً بين أقرانه، وكان يضرب كل من يخالفه حتى إن إدارة مدرسته اضطرت إلى فصله نهائياً، خوفاً من خطورته على بقية التلاميذ، ولم يتمكن من متابعة تحصيله الدراسي، وترك المدرسة في المرحلة الثانوية. اللقب لأصغر ملاكم لفت تايسون بعضلاته الضخمة وتكوينه القوي نظر أحد مدربي الملاكمة فتولاه بالرعاية، وتنبأ له بمستقبل كبير في دنيا الملاكمة، وهذا ما حدث بالفعل عندما احترف الملاكمة، وفي 22 نوفمبر عام 1986 حقق لقب بطولة العالم للوزن الثقيل بتغلبه على الملاكم تريفور بيربيك بالضربة القاضية في الجولة الثانية، مسجلاً بذلك رقماً قياسياً لأصغر ملاكم يحقق اللقب في سن العشرين. وفي العام التالي هزم الملاكم جيمس سميث، وفاز بلقب بطولة العالم من «الجمعية العالمية للملاكمة»، كما هزم توني تاكر، محققاً لقباً إضافياً في البطولة من «الاتحاد العالمي للملاكمة»، ليكون بذلك أول ملاكم يجمع الأحزمة الثلاثة التي تمنحها «الجمعية العالمية للملاكمة»، والاتحاد العالمي للملاكمة»، و«مجلس الملاكمة العالمي». واستطاع تايسون أن يمتلك سجلاً غنياً يضم 50 فوزاً، منها 44 بالضربة القاضية، إضافة إلى مباراتين لم تحسما، محققاً 37 فوزاً متتالياً منذ إحراز بطولة العالم 1986، وحتى عام 1990. اعتناق الإسلام وفي قضية قيل إنها ملفقة للانتقام منه، دخل تايسون السجن، بتهمة الاعتداء على فتاة، وقد ساعده السجن في التفكير الجدي في اعتناق الإسلام، حيث وجد في خلوته فرصة لمراجعة مسار حياته، فصمم بعد دراسته للإسلام على أن هذا الدين هو الذي سيساعده على تجاوز كل مشكلاته في الحياة، وقد اختار بعد اعتناقه الإسلام اسماً جديداً لنفسه، وهو مالك عبد العزيز، باعتبار أن اسم مالك هو الاسم الإسلامي المقابل لاسم مايك، وبعد قضاء ثلاث سنوات في السجن، خرج تايسون لممارسة الملاكمة، وأثناء ظهوره الأول على حلبة الملاكمة بعد خروجه من السجن رفع أتباعه الأعلام البيضاء وكانوا يكبرون تكبيرات الإسلام. وعلى الرغم من نجاح تايسون في تغيير دينه، إلا أنه لم ينجح في تغيير اسمه، إذ ظلت وسائل الإعلام المختلفة تناديه بمايك تايسون، حيث كان إسلامه بالنسبة لوسائل الإعلام الأميركية له صدى إسلام محمد علي كلاي نفسه في الستينيات، وبعد خروجه من السجن عاش حياة إسلامية هادئة وسط أسرته التي أسلمت جميعاً، وكان أول ما فعله تايسون عقب خروجه من السجن أن توجه إلى أحد المساجد بصحبة أستاذه محمد علي كلاي ولاعب كرة السلة السابق كريم عبدالجبار اللذين كانا في استقباله، وذلك لأداء صلاة الشكر لله أن مَنّ عليه بنعمة الإسلام. ومنذ اللحظة الأولى لإسلامه لاحظ كثيرون كيف أصبح تايسون حنوناً وأكثر تواضعاً واحتراماً، فقد أخذ على نفسه عهداً بالحفاظ على الصلوات الخمس، والالتزام بأوامر الله ونواهيه، ليكون مسلماً صادقاً في إيمانه، ومخلصاً في إسلامه ومطيعاً لربه، راجياً رضاه ومغفرته. يقول تايسون: لقد قضى السجن على غروري، ومنحني الفرصة للتعرف إلى الإسلام، وإدراك تعاليمه السمحة التي كشفت لي عن حياة أخرى لها مذاق مختلف، وقد أمدني الإسلام بقدرة فائقة على الصبر، وعلمني بأن أشكر الله حتى على الكوارث. دراسة القرآن لم أكن أقبل أن أسلم من دون اقتناع، ولهذا كنت مترددا في بداية الأمر حتى درست القرآن الكريم، ووجدت فيه إجابات على كل الأسئلة عن الحياة والموت، وأشد ما أقنعني في القرآن أنه يحترم اليهودية والمسيحية في الوقت الذي ينكر فيه اليهود المسيح، والمسيحيون ينكرون الإسلام. وعندما زار المسجد النبوي بكى لأكثر من ساعة ونصف أثناء وقوفه أمام قبر الرسول صلى الله عليه وسلم رافعاً يديه، كما ظل أمام الروضة الشريفة لمدة ساعة، وهو يصلي ويتلو القرآن ويتضرع إلى الله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©