الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

تين كات: الواقعية والتكاتف و«بيت الأسرة » أوراق اعتمـاد اللقب

تين كات: الواقعية والتكاتف و«بيت الأسرة » أوراق اعتمـاد اللقب
30 ابريل 2017 13:41
مصطفي الديب (أبوظبي) لا يختلف اثنان على أن الهولندي تين كات المدير الفني للجزيرة، يعد أحد أسباب حصد «فخر أبوظبي» لدرع الدوري العربي، خاصة أنه واحد من المدربين المتميزين على الصعيد الفني، كما أنه من المدربين القلائل الذين يجيدون التعامل النفسي مع اللاعبين، ويعرف كيف يخرج الطاقات المكبوتة لديهم. وأثبت تين كات أنه مدرب ومعالج نفسي، في أكثر من موقف هذا الموسم، ونجح بطريقته في قيادة «فخر أبوظبي» إلى اللقب، من خلال الاعتماد على وجوه أعاد اكتشافها من جديد، وأعطاها فرصة كبيرة للتألق، ويُعرف عن تين كات الذي «صال وجال»، مع أكثر من نادٍ عالمي حبه للشباب واكتشاف المواهب، وهو ما فعله مع الجزيرة، وأخرج من خلال ذلك «الطاقات المكبوتة» التي قادت الفريق إلى اللقب. وتحدث تين كات عن أهم مراحل البطولة والأسباب التي قادت إلى اللقب وفي البداية عبر عن سعادته البالغة بالإنجاز، مؤكداً أنه أقل ما يقدمه للجزيرة، ذلك المكان الذي اعتبره بيته الثاني وعائلته الكبيرة، مؤكداً أن التكاتف والعمل بروح الأسرة الواحدة، هو أحد أهم أسباب التتويج باللقب الغالي. ووجه التحية إلى لاعبي الفريق، ووصفهم بالأبطال فوق العادة، وقال: تحملوا كثيراً، وأثبتوا أنهم على قدر المسؤولية، منذ اليوم الأول للبطولة، وحتى الإعلان الرسمي عن التتويج باللقب الثاني في تاريخ النادي. وأضاف: كانت الروح القتالية لدى الجميع، والسعي نحو تسطير تاريخ جديد للنادي، أهم الدوافع نحو الظفر باللقب، مشيراً إلى أن «بيت الأسرة»، هو أساس النجاح دائماً، حيث إن الكل يتعامل مع النادي على أنه بيته الكبير، يعيش ويتعايش فيه، ومع زملائه بكل حب وود وعشق لهذا الصرح. وأضاف: تعرضنا لظروف غاية في القسوة من إصابات وغيابات، وكذلك ضغط مباريات وإجهاد، وتخطينا كل تلك الصعوبات بالواقعية والعمل الجاد والمستمر، من أجل إعداد وبناء فريق قوي ينافس على البطولة. وفيما يخص تصريحاته الدائمة منذ بداية الموسم، بأن الجزيرة لا يزال في طور البناء، ولن ينافس على اللقب، قال: بكل تأكيد إن أي فريق مهما كان صغيراً أو كبيراً يحلم باللقب، ويضعه ضمن أولوياته، لكن على الجهاز الفني أن يتعامل بواقعية أولاً، لأن الهدف الرئيسي من تلك التصريحات كان إبعاد الضغط النفسي على اللاعبين، خاصة أن الحديث عن البطولة بشكل مبكر أمر من شأنه أن يعقد الأمور ويصعبها، وبالتالي لا يجعلها سهلة. وأضاف: أعتقد أن الكلام عن المنافسة على اللقب، والسقوط مبكراً، أمر لن يرضي الجميع، لا الإدارة والجماهير، ومن الأفضل دائماً التعامل مع البطولة بـ «القطعة» والمرحلة، وهي تتكون من 26 جولة، تعاملنا مع كل واحدة منها بشكل منفصل، وبسياسة مختلفة، وفق أطر محددة مسبقاً بين الجهاز الفني والإدارة. وشدد تين كات على أن تقبل لاعبيه التعليمات ونضوج البعض بشكل سريع للغاية، لم يتوقعه أحد، كان أحد أهم أسباب التألق وحصد اللقب، خاصة أن هناك مجموعة كبيرة اعتمدنا عليها بشكل أساسي للمرة الأولى هذا الموسم، بداية من الدفاع، بوجود سيف المقبالي، وكذلك الطرفان بوجود سالم راشد الذي ظهر بصورة رائعة، وكذلك مسلم فايز وأيضاً في الوسط، بوجود المتألق محمد جمال، وهناك الموهوب خلفان مبارك الذي أبدع و«صال وجال»، بعد حصوله على الفرصة كاملة. وأكد المدرب الهولندي، أن روح البطولة أخرجت الطاقات المخزونة لدى لاعبي الجزيرة، وهو الأمر الصعب الذي راهنت عليه وكسبته بتفوق، حيث حرصنا كجهاز فني على التهيئة النفسية للاعبين قبل كل شيء، ورغم الظروف الصعبة التي مر بها بعض النجوم وعلى رأسهم علي مبخوت، فإننا نجحنا بامتياز في إخراجه منها، ونجح اللاعب عملياً في اعتلاء قمة هدافي الدوري عن جدارة واستحقاق. وعن قوة شخصيته وتعامله مع اللاعبين بصرامة، قال: من المؤكد أن الانضباط هو أساس العمل الناجح، وهناك فرق بين الانضباط والصرامة في العمل، وبين التقليل من الآخرين، مشيراً إلى أن الحب هو أساس العمل لديه، وهذا أمر ليس منفصلاً عن قوة الشخصية والانضباط مطلقاً، كما يتخيل البعض. وأكد أن لاعبي الجزيرة محترفون بدرجة كبيرة، وملتزمون إلى أبعد الحدود، لذلك فإن التعامل معهم ليس بالأمر الصعب مطلقاً، خصوصاً أن كل لاعب يعرف كل واجباته ويؤديها بمستوى أكثر من رائع، وقال: لا أفرق بين نجم ولاعب صاعد، وكل ما يعنيني هو الأداء داخل الملعب والالتزام في التدريبات، وفي أداء الواجبات، الأمر الذي يؤدي حتما إلى النجاح، وهو ما حدث مع الجزيرة تماماً هذا الموسم. وفيما يخص التحول الكبير في دفاع «فخر أبوظبي»، الذي كان يعد أحد أسوأ خطوط الفريق في الموسم الماضي، وأصبح أحد أهم نقاط القوة به، قال: هناك اعتقاد خاطئ، بأن الدفاع يعتمد على رباعي الخط الخلفي فقط، وهذا غير صحيح على الإطلاق، حيث إن الدفاع الصحيح يبدأ من المهاجم أمام مرمى المنافس الذي عليه واجبات مع زملائه بالفريق. وأضاف: عدلنا طريقة أداء اللاعب داخل «المستطيل الأخضر»، وحولنا الأمور إلى أداء جماعي مرتبط بـ 11 لاعباً وليس لاعباً واحداً، لذلك ظهرت القدرات الحقيقية للفريق، ووضحت قوة الدفاع أحد أهم نقاط التحدي التي راهنا عليها، منذ أن تسلمنا المهمة من نحو عام ونصف العام. ووجه مدرب «فخر أبوظبي» الشكر إلى إدارة النادي، على الدعم الدائم والمميز، في كل مراحل البطولة، وأيضاً في الأوقات الحرجة التي احتاجت إلى تكاتف ودعم الجميع، مشدداً على أن دعم الإدارة أحد أهم أسباب التتويج باللقب. وأشار تين كات إلى أن الإدارة وفرت كل متطلبات النجاح، سواء بالتعاقد مع لاعبين متميزين، أو توفير الدعم النسي بالوجود خلف الفريق دائماً. وعن قرار التركيز في الدوري على حساب البطولة الآسيوية، أكد تين كات أنه كان قراره الشخصي، ولم يتدخل أي شخص فيه، وهو من يتحمل هذه المسؤولية. وأكد أن الجزيرة في الوقت الراهن لا يمكن له أن ينافس في أكثر من جبهة، وربما يكون جاهزاً لذلك في العام المقبل، مشدداً على أن ما حدث أثبت صحة وجهة نظره، خصوصاً أن تشتيت أذهان اللاعبين في أكثر من اتجاه كان سيقع بالضرر على الفريق بشكل عام في البطولتين. واكب المشاركة الأولـــى لميسي مع «البارســا» فـــــــــي «الليجــا» أبوظبي (الاتحاد) يذكر التاريخ أن «الساحر» الأرجنتيني ليونيل ميسي، شارك للمرة الأولى مع فريق برشلونة الإسباني يوم 16 أكتوبر 2004، وعمره 17 عاماً و114 يوماً، أمام إسبانيول، وجاء تغييره بدلاً من ديكو. وأكد تين كات أنه يتذكر هذا التبديل جيداً، بل كل تفاصيل المباراة أمام إسبانيول، مشيراً إلى أنها كانت الظهور الأولى للنجم الأسطوري ميسي، ومحطة الانطلاق الكبيرة لهذا اللاعب الفذ. وكان تين كات مساعداً لمواطنه ريكارد في تدريب برشلونة، وله دور فاعل فيما تحقق من إنجازات للفريق في تلك الفترة، حيث وصفه ريكارد نفسه بأنه العقل المفكر لكل كبيرة وصغيرة في «البارسا»، وأشادت وسائل الإعلام الإسبانية بتين كات في أكثر من مناسبة، خاصة بعد رحيله، حين تفكك الفريق، وأكدت أن صرامة تين كات أحد أهم أسباب تفوق ريكارد مع «البارسا». 500 يوم تكتب شهادة نجاحه «المدرب التاسع» للجزيرة في «المحترفين» يحتفل بـ «اللقب الثاني» معتصم عبدالله (دبي) احتاج الهولندي تين كات، المدير الفني الجزيرة، إلى أقل من 500 يوم ليقود «فخر أبوظبي»، إلى ثاني ألقابه في تاريخ الدوري، بالتتويج بلقب «الخليج العربي» 2016- 2017. وأصبح تين كات الذي تولى المهمة رسمياً أواخر ديسمبر 2015، خلفاً للبرازيلي آبل براجا، والمدرب المواطن علي خميس الذي قاد الجزيرة لفترة مؤقتة، أكثر مدربي «فخر أبوظبي» نجاحاً في دوري «المحترفين». وأشرف تين كات «63 عاماً» على الجزيرة، في 37 مباراة في دوري الخليج العربي، على مدار موسم ونصف موسم، قبل أن ينجح في التتويج بلقب الدوري في الموسم الحالي، محققاً أفضل سجل انتصارات في تاريخ مشوار «فخر أبوظبي» في دوري المحترفين على مدار تسعة مواسم. ورفع الجزيرة رصيده من النقاط في الدوري نهاية «الجولة 24» إلى 62 نقطة في الصدارة، كأعلى معدل رصيد بـ «20 فوزاً» مقابل 17 انتصاراً موسم 2008- 2009، والذي أنهاه في المركز الثاني برصيد 54 نقطة، و16 فوزاً موسم 2010- 2011، والذي شهد تتويجه باللقب الأول برصيد 53 نقطة. ويعد الهولندي تين كات الذي سبق له العمل مدرباً مساعداً لمواطنه فرانك ريكارد في برشلونة الإسباني «2003-2006»، وتدريب أياكس أمستردام الهولندي «2007-2008»، في أبرز محطاته التدريبية، المدرب التاسع للجزيرة في دوري المحترفين، بعد أن تعاقب على تدريب الفريق ثمانية مدربين، بداية بالبرازيلي آبل براجا «مرتين»، والبلجيكي فرانكي فريكوترن، والبرازيلي كايو جونيور، والبرازيلي باولو بوناميجو، والإسباني لويس ميا، والإيطالي والتر زنجا، والبلجيكي إيريك جريتس، والمدرب المواطن علي خميس الذي تولى المهمة بصفة مؤقتة، خلفاً لجريتس قبل تسليم الراية إلى تين كات. ويُحسب لتين كات الذي يعد أول مدرب هولندي للجزيرة في دوري المحترفين، خلفاً لأربع مدارس تدريبية شملت البرازيل «3 مدربين»، بلجيكا «مدربين»، ومدرب واحد من الجنسيات الإيطالية، الإسبانية، الإماراتية، وصوله إلى قمة المجد بصورة سريعة، بعد أن نجح خلال موسمه الأول في التتويج بأغلى الألقاب بالفوز بكأس صاحب السمو رئيس الدولة أمام منافسه العين 2015- 2016، ومثّل الفوز بلقب البطولة الأغلى خير تعويض لجمهور «فخر أبوظبي» الذي عول الكثير على خبرة المدرب الهولندي الذي تولى المهمة أملاً في تحسين نتائج الفريق الذي احتل المركز العاشر برصيد 14 نقطة، ليعود وينهي الموسم في المركز السابع. وتبدو المقارنة معدومة ما بين التجربتين الأولى والثانية في دوري المحترفين، إذ قاد المدرب الهولندي في تجربته الأولى على مستوى المنطقة العربية والخليجية، «الفرسان» لأيام معدودة، خلال الفترة من 7 فبراير 2010، وحتى مطلع مارس من ذات العام، كثالث مدرب لـ «الأحمر»، بعد الروماني إيوان، مهدي علي، ونور الدين العبيدي، حيث فاجأ تين كات الجميع بإعلانه الاستقالة، والاعتذار عن عدم الاستمرار في تدريب الفريق، بعد خسارة الأهلي الثقيلة أمام السد القطري بخماسية نظيفة في الجولة الثانية لدوري أبطال آسيا. وبات تين كات أول مدرب هولندي يتوج بلقب دوري المحترفين لينضم إلى قائمة المدربين الأكثر نجاحاً في البطولة، بقيادة الروماني كوزمين مدرب الأهلي الحالي، والذي يحمل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة في أربع مناسبات مع فريقي العين موسمي 2011- 2012، 2012- 2013، ومع «الفرسان» موسمي 2013- 2014، 2015- 2016، بجانب التشيكي إيفان هاشيك مدرب الإمارات الحالي، والذي يعد أول مدرب توج باللقب موسم 2008- 2009 مع الأهلي، أعقبه النمساوي جوزيف هيكسبيرجر مدرب الوحدة 2009- 2010، والبرازيلي آبل براجا، والذي قاد الجزيرة لأول ألقابه في 2010- 2011. ويملك تين كات سيرة ذاتية مميزة للغاية، حيث كانت بدايته الرسمية بالتدريب في العام 1990، وزادت شهرته عندما درب سبارتا روتردام الهولندي، محققاً معه الدوري، ثم انتقل إلى أي سي بريدا وأيضاً، حقق معه لقب الكأس، وتولى تدريب إم تي كي بودابست المجري، وتأهل معه إلى كأس المجر، وانتقل مع ريكارد كمساعد مدرب لبرشلونة، وحصل على «الليجا» مرتين، ومرة دوري الأبطال، إضافة إلى كأس السوبر الإسباني مرتين. وفي 19 مايو 2006 أصبح مدرب أياكس أمستردام، ومن بعدها انتقل المدرب إلى تشيلسي الإنجليزي، وارتبط مساعد مدرب تشيلسي السابق تين كات باناثنايكوس اليوناني، بعدما قدم استقالته من تشيلسي، وبعد التعاقد مع باناثنايكوس اليوناني وصل مع النادي اليوناني إلى دور الـ 16 من بطولة دوري أبطال أوروبا.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©