الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

موقع إلكتروني... بادرة على انفتاح الجيش الصيني

موقع إلكتروني... بادرة على انفتاح الجيش الصيني
3 أغسطس 2009 01:36
لقد تمتع الصحافيون الأجانب بفرصة نادرة جداً خلال الأسبوع الماضي، وذلك بالسماح لهم بدخول إحدى القواعد العسكرية التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني، وفي الوقت نفسه أفادت التقارير الإخبارية بانهماك المسؤولين العسكريين هناك في وضع اللمسات الأخيرة لإطلاق موقع إلكتروني ثنائي اللغة اعتباراً من بداية الشهر الجاري، وذلك في إطار الاحتفال بالذكري الثانية والثمانين لتأسيس جيش التحرير الشعبي. وتمثل هاتان الخطوتان مؤشراً مهماً على انفتاح كبير للجيش الصيني البالغ قوامه 2.3 مليون جندي، الذي أثارت سرعة نموه وتوسعه مخاوف الكثير من الدول، بما فيها الولايات المتحدة الأميركية واليابان، غير أنهما لن توقفا الحوار الدائر في العديد من عواصم العالم حول قدرات الجيش الصيني ونواياه المستقبلية. وفي يوم الثلاثاء الماضي، قال الأدميرال «تيموثي كيتنج»- يتولى قيادة القوات الأميركية في القارة الآسيوية- إن الجيشين الأميركي والصيني سوف يبدآن قريباً محادثات ثنائية -كان قد سبق تعليقها في شهر أكتوبر الماضي- بشأن مبيعات الأسلحة الأميركية لتايوان، وأكد الأدميرال الذي أجرى محادثات ثنائية مع الطرف الصيني، تحسن المناخ العام للعلاقات بين البلدين إلى حد كبير. وفي اليوم نفسه، استقبل الكولونيل «لينج جيذز سونج» -قائد فريق الحرس الثالث التابع لجيش التحرير الشعبي- حافلتين تحملان العشرات من الصحافيين الأجانب، في القاعدة التابعة لقواته في ضواحي العاصمة بكين. وقال الكولونيل «سونج»: إن جيش بلاده بدأ الانفتاح التدريجي أمام الأجانب العسكريين، بهدف بناء الثقة وتفادي أي سوء فهم ربما يحدث بين جيش التحرير الشعبي وجيوش العالم الأخرى. «وبما أن الصين كلها بدأت فتح أبوابها تدريجياً أمام الأجانب، فإن من الطبيعي أن ينفتح جيشها كذلك عليهم، ومن جانبنا نسعى نحن لتسريع هذه العملية»، وخلال تلك الزيارة تمكن الصحافيون من زيارة عدد من المطابخ والمقاصف وغيرها من المنشآت الخدمية التابعة للجيش، يذكر أن مهمة فريق المشاة تتمثل في تكليفه بالدفاع عن العاصمة بكين ضد أي هجمات ربما تتعرض لها، وأن عدد أفراده يزيد على 10 آلاف جندي، إلا أن عدداً ضئيلاً جداً منهم للغاية كان برفقة الصحافيين الأجانب الزائرين. عندها كان بقية الجنود قد ذهبوا إلى تدريباتهم الميدانية اليومية، وتمكن الصحافيون من مشاهدة بعضها، تضمنت اشتباكاً مباشراً بالأيدي بين الجنود، إلى جانب إطلاق مدافع الهاون مقاس 82 مليمتراً على حصون جبلية، وكان التمرين الأخير الذي شاهده الصحافيون، ملاحقة فرقة من مكافحة الإرهاب لمجموعة من الإرهابيين الذين فروا بمركبتهم للاحتماء بمبنى إسمنتي محصنٍ، وعندما سئل الكولونيل «لينج» عن طبيعة الخطر الإرهابي على الصين، أجاب على الفور بقوله: إنهما إقليما تشينجيانج والتبت، وكلاهما يتمتع بالحكم الذاتي وتسوده اضطرابات إثنية، تلقي سلطات بكين باللائمة فيها على من تسميهم بالعناصر الانفصالية. وقال الكولونيل «لينج» إن عدداً من الوفود العسكرية الأجنبية -بما فيها الوفود الأميركية- تمكنت مؤخراً من زيارة قاعدته العسكرية. «ففي وسعنا التعلم من بعضنا البعض»، على حد قوله. وللحقيقة، فإن معظم المؤسسات التابعة للجيش الصيني تحيطها سرية تامة، على حد قول «جيمس تشن» -مساعد وزير الدفاع سابقاً للشؤون الآسيوية، في إدارة الرئيس جورج دبليو. بوش- وفوق ذلك لايزال واضعو السياسات الأميركية غير واثقين من معرفتهم بعقيدة جيش التحرير الشعبي ونواياه، مع العلم أن المعرفة بهذه المسائل تعد ذات أهمية كبيرة في عملية التخطيط الاستراتيجي الحربي. وبسبب غياب المعلومات الكافية عن الجيش الصيني، فليس أمام الولايات المتحدة الأميركية والدول الآسيوية المجاورة للصين إلا أن تبني استراتيجياتها الدفاعية على أساس أسوأ السيناريوهات المحتملة، ولكن ليس بالضرورة أن تبنى هذه الاستراتيجيات على أساس العداء للصين، إنما على أساس ما هو متاح وممكن للمخططين الاستراتيجيين العسكريين. ذلك هو رأي الأستاذ «تشن»، الذي يعمل أستاذاً الآن بجامعة «برينستون» في نيو جيرسي. كما لاتزال التساؤلات تحيط بالموقع الإلكتروني الرسمي التابع للجيش الصيني، خاصة عن مدى قدرة المعلومات المتوافرة فيه على إجلاء الغموض المحيط بذلك الجيش، والملاحظ على الموقع المذكور أنه صمم كي يكون نسخة صينية لموقع وزارة الدفاع الأميركية defenenselink.mill خاصة ما يتعلق بشفافيته، غير أنه لايزال مجرد تمرين أولي جداً لممارسة الجيش الصيني للشفافية التي يتطلع إليها. يجدر بالذكر أن الموقع الإلكتروني الثنائي الذي أطلق اعتباراً من أول أغسطس الجاري، قد حل محل موقع إلكتروني سابق له، كان تابعاً للجيش الصيني أيضاً. سايمون مونتليك بكين- الصين ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©